الجمعة، 29 مارس 2013

سبب اختلاف القرآت في القرآن الكريم


—-

يرجع الإختلاف في نطق بعض كلامات القرآت الكريم نتيجة اختلاف الإلسنة في القبائل بشبه الجزيرة العربية فالمعني واحد ولكن أختلفت االآلسنه فالأصل في اللغة العربية كان من نتيجة تطور اللغة المضرية الحجازية بالتمازج و الإختلاط حتى وصلت الى الحالة التى رأينا صورتها في الأدب العربي الجاهلي وفي القرآن الكريم، وإليك الخطوات التي خطتها في سبيل اكتمالها:
1- اختلاط الحميرية بالعدنانية: لقد ثبت ان قبائل جنوبية هجرت ديارها وانتشرت في الحجاز وشمالي الجزيرة قبل الميلاد، وثبت ان عرب الجنوب كثيرا ما ارتادوا الديار الشمالية للإتجار، واختلط القحطانيون بالعدنانيين اختلاطا شديدا، وتقاربت اللغتان الحميرية و المضرية للتفاهم، واشتدٌ التفاعل و التطور مدة 5 قروون تقريبا. وقد تغلبت المضرية العدنانية اخيراً على الحميرية القحطانية لانهيار دولة الجنوب؛ ولكن المضرية من ذلك الإختلاط اكثر اتساعا، واكتر انفتاحا على الحضارة واسبابها.

2- اللهجات القبلية: وكان للقبائل العربية لهجات مختلفة الفروع متحدة الأصول، فمن ذلك كان الإبدال كقولهم في "الخِباء" "الخِباع" ومنها كان بتقديم بعض أحرف الكلمة كقولهم "الصاعقة" و "صاقعة"، ومن ذلك ما كان في اوجه الإعراب كنصب خبر ليس عند الحجازيين مطلقا ورفعه عند تميم إذا اقترن بإلا…. الى غير ذلك مما لا عدٌ له.
3- اللغة المثالية: وتكونت بجانب اللغات القبلية المختلفة التي تنطق بها كل قبيلة ولا يعسر فهمها على سائر القبائل، لغة مثالية خالية من العيوب و الهنوات هي لغة المجتمعات الأدبية، ولغة الشعر والخطابة، انصهرت فيها جميع اللهجات و اللغات العربية. وتكونت في احسن ما في تلك اللغات من عناصر، ونفضت عنها جميع العيوب التي وسمت سائر اللهجات، فبرزت احسن بروز في القرآن الكريم وفي ما وصلنا وفيما وصلنا من الأدب الجاهلي الرفيع. وقد طغت على تلك اللغات المثالية لهجة قريش لاسباب سنأتي على ذكرها، وكانت لهجة قريش اقل اللهجات عيوبا وأفصحها بياناً.
اما اسباب تكوين هذه اللغة الأدبية فكثيرة منها:

أ- الأسواق: وهي أمكنة شتى في الجزيرة العربية وكان العرب يختلفون إليها في أوقات معيٌنة لشؤون تجارية و قضائية و أدبية و نَسَبِية و غيرها، فيعالجون فيها مفادات الأسرى، والخصومات، وينصرفون الى المفاخرة والمنافرة بالشعر و الخطب في الحسب و النسب و الكرم والفصاحة و الجمال و الشجاعة، كما ينصرفون الى مسابقات الخيول و إقامة الألعاب، وتبادل عروض التجارة وغير ذلك. فكانت تلك الأسواق أشبه بمعارض عامة يفد إليها الناس من مختلف أنحاء الجزيرة؛ ومن أشهرها سوق عكاظ قرب مكة، ومجنٌَة وذو المجاز وكلاهما في ضواحي مكة المكرمة. أما سوق عكاظ فهي ملكة الأسواق، وكانت تقام من أول ذي القعدة الى العشرين منه، وكان يجتمع فيها الأشراف و الزعماء للمتاجرة و المنافرة و مفاداة الأسرى و التحكيم في الخصومات و أداء الحج. فكن من ثَمٌَ للأسواق أثر بليغ في توحيد اللسان وتعميم اللغة المثالية، و تغليب لغة قريش على سائر اللغات، لأن أشهر الأسواق في بلادهم.

ب-قريش: كانت مكة محطا للقوافل من عهد عهيد، وكانت موطن قريش موضوع إجلال للعرب لما ورثته من شرف و سؤدد وثراء، كما كانت مقام الكعبة يفد إليها الحجاج من كل الآفاق. فكان لقريش نصيب وافر في توحيد اللغة، تهذٌب لهجتها بما تأخذه من لغات القبائل الوافدة على بلادها، مما خفٌَ على اللسان و عذب السمع؛ وكان العرب يقلدون لسانها، الشعراء و الخطباء يؤثرون ما هو من ذلك اللسان لأن أهم الأسواق كانت في قريش والمحكمين فيها منهم احياناً كثيرة؛ وكان الشعر ينتشر في تلك الأصقاع في جميع أنحاء البلاد حاملا اليها لهجة قريش وأسلوبها.
ت-الحضارات المتاخمة: لم ينحصر العرب في جزيرتهم بمعزل عن الحضارات المتاخمة، بل كانوا دائما في احتكاك مع من جاورهم. فأضيفت الى لغة عدنان ثروة الحضارة القحطانية و حضارة مصر و فارس و الروم و الحبشة عن طريق التجارة أو عن طريق التنافس بين الحيرة و غسان، والفرس و الروم من ورائهما. فكانت اللغة تواصل تطورها مكملة ما ينقصها بما تأخذه من لغات تلك الحضارات الواسعة النطاق.
وهكذا وصلت اللغة العربية الى عصر الأدب الجاهلي، راقية، مزوٌدة بمحاسن لغات عديدة و حضارات كثيرة، تستطيع التعبير عن كل شيء مهما دقٌَ و سما، و تستطيع الإفصاح عن خلجات النفوس و لواعج الصدور، و تصوير المناظر و الخواطر، وما إن ظهر القرآن الكريم حتى ثبٌتها وعمل على حفظها بالرغم من تقلبات الأيام وأحداث الأزمان.
ولكن يبقى أختلاف اللهجة بين كل فبيلة وقبيلة وهذا ثابت تاريخبا وعندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن يتلى من كل قبيلة كان يقر بصحه التلاوة لموافقتها مع المعنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق