الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن الفارق بين الطحو والدحو للأرض



الموضوع

ماهو السر لحدوث هزات زلزالية بمكة المكرمة
عند محاولة ازالة جبل من جبالها ؟

الإجابة
لم تكن الأرض منتظمة في دورانها حول نفسها عند خلقها (وذلك لعدم تجانس الأثقال من محيطها على مركزها) لذا كان من ذي بد فيإلقاء الجبال من السماء على الأرض فيالمناطق الأقل وزنا لترسيه حركة أتزان الأرض أثناء دورانها حول نفسها.


  الشاهد :
قال تعالى ".وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ …" لقمان

وذلك لوضع أوزان (وهي الجبال)  في المناطق الاقل وزنا لتتجانس الاوزان حول مركز الارض لتنتظم حركة الدوران ( بالغة العمية الترصيص عند عدم انتظام دوران اطار السيارة بوضع الآثقال )



الأعجاز العلمي في القرآن الكريم

ماهو الفارق بين الدحو والطحو للأرض

- قال تعالى:"وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31) النازعات
- قال تعالى:" وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا( 5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6)الشمس




السؤال ماهو الفارق بين طحو الارض ودحو الارض

قال تعالى في آيتين كريمتين:
الاُولى:  والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها (1)
الثانية:  والأرضِ وما طَحاها (2)

أولا

مرحلة دحو الأرض من بعد خلقها


الأسباب العلمية للدحو



قبل أن نتكلم عن دحو الأرض سوف نستعرض لموجز عن خلق الأرض:

- خلقت الأرض كنتيجة للفتق الكوني: (الانفجار الكوني)
قال تعالى
" أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا…."(30) الأنبياء

حيث فصل الله تعالى هذا الجسم الكوني بالأنفجار إلى جزئيين لقوله"فَفَتَقْنَاهما" على النحو التالي :-

&- الجزء الأول من الفتق: 
وفيه انفصلت الأرض عن الجسم الكوني بالفتق لتكون منفصلة بذاتها وسابقة في بناءها وتكوينها عن الجزء المكون للسماء ،
- قال تعالى" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(29) البقرة

&- الجزء الثاني من الفتق:
وهو الجزء المتبقي من الجسم الكوني بعد انفصال الأرض ليكون هذا الجزء المتبقي هو المكون للسماء ليتكون من إنفتاقه السماوات السبع على شكل طبقات بعضها فوق البعض وفيها أفلاك الأجرام السماوية.
- قال تعالى فَقَضَا هُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) فصلت



السؤال

ماهي الأهمية العلمية في نزول الماء على الأرض
أثناء تكونها وهي مازالت ملتهبة

الجواب

تبريد السطح الخارجي للأرض لتكوين قشرة عازلة
على جوفها الناري لحفظ الماء المتساقطفي داخلها

الشاهد :
أرتباط الماء في الآيات الكريمة مع خلق السماوات والأرض

- قال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ(7)هود

- وقال تعالى:"أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(30) الأنبياء

شواهد علمية: 
إكتشف العلماء الجولوجيين بألمانيا من خلال بحوثهم لأنواع الصخور الأرضية ومنها الزيركن بأن الأرض تم تبريدها بصورة سريعة جداً، وهذا ماستشفوه من خلال بحوثهم عن طبيعة تكوين ذرات تلك المادة.

- قال تعالى"وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ(18)المؤمنون

- إذا لم ينزل الماء على الأرض:
وهي مازالت ملتهبة وتركت الأرض تجمع ذراتها من حول مركزها المنصهر أثناء تكونها لتحولت الأرض إلينجم مشع بانصهار كل ذراتها وأجزائها المتجمعه من حول مركزها المنصهر كما يحدث في النجوم الملتهبة، وعند تبريدها تكون شبيهة بسطح القمر تربه صخرية جامدة ولا تكون هناك أي تربة رملية أو طينينية…الخ وهي عناصر ضرورية للحياة .

-ولكن بنزول الماء على الأرض وهي منصهرة:
أدى إلى تيبيس قشرتها وبرد سطحها ليكون عازلا للحرارة عما في باطنها ومازالت جاذبيتها تجمع ذراتها الترابية من حولها بالجاذبية فيأثناء تكونها ، من فوق باطنها المغلق المنعزل عن الحرارة مما أوجد الفرصة للعناصر الترابية بعدم صهرها وبقائها في صورتها الحالية ليكون هناك تضاريس وجبال وماء وهواء ليصلح للكائن الحي العيش عليها .

النتيجة : 
بنزول الماء وتبريد قشرتها أعطى الفرصة لإندفاع الماء إلى جوفها الداخلي ليخزنفي باطن الأرض للمحافظة على تبريد قشرتها الداخلية الملاصقه للجوف الناري في باطن الأرض حتى لايعاد إنصهار تلك القشرة بالحرارة المرتفعة فكانت الأهمية للماء المختزن فيالتبريد الدائم لتلك القشرة حتى لا يعاد صهرها فضلا على ذلك أن يكون هذا الماء المختزن مصدر للإحياء على سطح الأرض .

&-الشواهد القرآنية للدلالة عما سبق طرحه :
- قال تعالى:
 " اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ …..(64)غافر

- وقال تعالى " أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(61)النمل

- معنى قرارا في اللغة (لسان العرب):
-و القرقر القاع الأملس وقيل المستوي الأملس الذي لا شيء فيه و القرارة و القرار ما قر فيه الماء والقرار و القرارة من الأرض المطمئن المستقر وقيل هو القاع المستدير وقال أبو حنيفة القرارة كل مطمئن اندفع إليه الماء فاستقر فيه قال وهي من مكارم الأرض إذا كانت سهولة … الخ …. و قرت تقر قرة و قرة الأخيرة عن ثعلب وقال هي مصدر و قرورا وهي ضد سخنت قال ولذلك اختار بعضهم أن يكون قرت فعلت ليجيء بها على بناء ضدها قال واختلفوا في اشتقاق ذلك فقال بعضهم معناه بردت وانقطع بكاؤها واستحرارها بالدمع فإن للسرور دمعة باردة وللحزن دمعة حارة وقيل هو من القرار أي رأت ما كانت متشوفة إليه ف قرت ونامت و أقر ا عينه وبعينه وقيل أعطاه حتى تقر فلا تطمح إلى من هو فوقه ويقال حتى تبرد ولا تسخن…الخ إنتهى كلامه

النتيجة العلمية من دلالة النصوص :
- النجم : يكون مشتعلا ويقضي على كل ذراته التي تتجمع من حوله بالأنصهار عند وصول الذرات لمركزه الملتهب ويظهر هذا عندما يبرد سطح النجم فتكون قشرته صخرية نتيجة إنصهار كل ذراته كالقمر فلايصح العيش عليه فلم يتم تبريده بالماء.
أما الكواكب: إذا كانت تتمتع بكثبان رملية أو طينية ..الخ وجبال وتضاريس ، فلابد أن يكون قد تم تبريد تلك الكواكب بالماء أو ببخار الماء المنبعث من الأرض أثناء تكونها حيث ينزل الماء عليها وهي ملتهبة فتيبس قشرة تكون هي العازلة على باطنها المنصهر أثناء تكونها ،ومازالت الذرات الترابية تتجمع من حوله ولاتنصهر لوجود تلك القشرة العازلة لتتكون التضاريس من فوق سطح الكوكب ليصلح عليه الإحياء الذي كان سببه الماء

الشاهد من النصوص الشرعية:
في عملية الفتق للنجم وتكوين الكواكب والنجوم ربط الله تعالى هذا الحدث مع الماء لأهميته فيإحياء الكون قال تعالى " أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء

- ففي صحيح مسند عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال ( كل شيء خلق من الماء ) فقلت أخبرني عن شيء إذا عملت به دخلت الجنة قال( أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وقم الليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام ( قال أبو حاتم قول أبي هريرة أنبئني عن كل شيء أراد به عن كل شيء خلق من الماء والدليل على صحة هذا جواب المصطفى عليه السلام إياه حيث قال ( كل شيء خلق من الماء وإن لم يكن مخلوقا).

قال تعالى: "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31)النازعات
في التفسير: 
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبدالله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله يعني ابن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس"دحاها" ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام فذلك قوله "والأرض بعد ذلك دحاها" وقد تقدم في سورة حم السجدة أن الأرض خلقت قبل خلق السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل وهذا معنى قول ابن عباس واختاره بن جرير.

معنى دحاها في اللغة:
دح ي:دحا الشيء بسطه وبابه عدا ومنه قوله تعالى”والأرض بعد ذلك دحاها ودحا المطر الحصى عن وجه الأرض و مدحى النعامة موضع بيضها و أدحيها موضعها الذي تفرخ فيه ،والدحو استرسال البطن إلى أسفل وعظمه عن كراع.
وفي حديث أبي رافع كنت ألاعب الحسن والحسين رضوان الله عليهما بالمداحي هي أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفرة ويدحونفيها بتلك الأحجار فإن وقع الحجر فيها غلب صاحبها وإن لم يقع غلب، و الدحو هو رمي اللاعب بالحجر والجوز وغيره.
والمدحاة خشبه يدحى بها الصبي فتمر على وجه الأرض لا تأتي على شيء إلا اجتحفته…الخ

&- الأهمية العلمية في دحو الأرض من بعد بناءها:(من دلالة النصوص الشرعية)
-من الملاحظ علميا بأن جاذبية مركز النجم(كالشمس) هي التي تقوم بتجمع ذراته من حول جسم النجم .

ففي مركز النجم: تتم الدوره الدائمة لعملية الإنصهار لذراته بالإحلال للذرات بحركة دائبة ، فتأخذ الذرات الشكل السائل المنصهر أو الغازي (التسامي) من حول المركز لتحيط بالنجم نتيجة جاذبيته لذراته، فيتشكل النجم بالصورة الكروية أو البيضاوية نتيجة لإنجذاب تلك الذرات للمركزمن جميع الجهات من حول النجم .

- وبهذا الشكل الكروي للنجم تكون قد توزعت أثقال المادة المنصهره بالتساوي من حول المركز ، فتتساوى الأثقال من جميع النقاط السطحية إلى مركز النجم .
- لذلك تكون حركه النجم الكروي منتظمه عند دورانه حول نفسه كنتيجة لتساوي الأثقال وتجانسها في التوزيع على جميع أجزاء مادته السطحية إلى مركزه الجاذب .

- فبالفرض لو كان هذا النجم له شكل مربع أو مثلث مثلا فلن ينتظم في حركة دورانه حول نفسه لإختلاف الأثقال من حول مركزه لذلك كانالشكل الكروي هو الشكل الذي يمكن أن يكونفي حركته منتظمة عند دورانه حول نفسه.
ومثال لذلك القمر: 
سنجد أن القمر عندما كان نجما ملتهبا ،قد تكور سطحه على مركزه نتيجة تجانس التوزيع لمادته المنصهرة على سطحه كنتيجة تجانس الإنجذاب في جميع النقاط السطحية إلى مركزه الجاذب لذراته لتتوزع مادته المنصهره بالتساوي من حول مركزه .
وبتصلب القمر وجموده أخذ الشكل الكرويالصخري نتيجة التجانس في توزيع المادة المنصهره بالإنجذاب من حول المركز .

- أما في كوكب الأرض:
فقد اختلفت الصورة تماما عن النجم بأن الذرات التي تجمعت من حول مركز الأرض لم يتم صهرها جميعا لوجود غلاف عازل حول مركز الأرض المنصهر يمنع إنصهار الذرات التي تتجمع من حول الأرض أثناء تكونها ، فمازالت الجاذبية تجمع الذرات من حول المركز بدون صهر لتلك الذرات لوجود غلاف عازل بينها وبين المركز .

- لذلك لم تأخذ الأرض في البداية الشكل الكروي لعدم إنصهار ذراتها التي تجمعت من حول المركز ، لإختلاف توزيع الذرات والأجسام الصخرية التي تجمعت على السطح بالإنجذاب عند مرحلة تكوين الأرض من بعد الفتق، فاختلف ميزان الثقل على مركز الأرض من منطقة لأخرى بقدر كم الذرات التي تجمعت على السطح فيكل منطقة عن الأخرى .
-وبالطبع إختلف تجانس الثقل على المركز بين نقاط أسطح المناطق على قدر كم الذرات والأجسام التي تتجمع بكل منطقة عن الأخرى لذلك لم تأخذ الأرض الشكل الكروي ، ولم تتساوى وتتجانس الأثقال على مركزها وبالطبع لم تكن حركة دوران الأرض منتظمة إذا دارت حول نفسها لإختلاف توزيع الأثقال عليها.

لذلك كان من الضروري علميا لاِنتظام حركة دوران الأرض حول نفسها أن يتم التالي :-
&- أن تأخذ الأرض الشكل الكروي أو البيضاوي حتى تتساوى جميع نقاط الأسطح في ثقلها على مركز الأرض ومن ثم تنتظم حركة دوران الأرض حول نفسها .

&- أن تضع في الأرض أثقال في المناطق الغير متجانسه في الثقل لتتساوى وتتجانس الأوزان على جميع المناطق بثقلها الواحد على المركز لكي تتوازن الأرض في حركة دورانها حول نفسها .

الشواهد العلمية من أدلة النصوص الشرعية :
ذكر الله تعالى في كتابه الكريم هذه الحقيقة العلمية لكيفية علاج إتزان الأرض ليجعلها أسبابا نتفكر فيها وهو القادر على أن يقول للشئ كن فيكون على النحو التالي :-
أ- إعاده تشكيل الأرض بعد أن تجمعت ذراتها وتربتها بدحوها وجعلها كروية بالسيل المنهمر .
- قال تعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31)النازعات
-وقال تعالى "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ. (5)الزمر
الشاهد : (يتكور الليل أو النهار على شكل سطح الأرض المتكور )
ب  إلقاء الجبال على الأرض من السماء لترسية حركة إتزان الأرض في دورانها .
-قال تعالى "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَاوَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(10)لقمان
- قال تعالى " وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(15)النحل
ج - من فوائد الدحو الذي أجراه الله تعالىفي الأرض هو تخريج الماء من باطنها :
ومن فضل الله تعالى على البشر أن الماء الذي أنزله الله من السماء ليختزن في باطن الأرض أثناء تبريد الأرض فقد فجره على سطحها أثناء عملية دحو الأرض وشق أنهارها بالسيل النازل المكون من الحجارة والحصا والتراب والماء.
-قال تعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31)النازعات
-وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ(31)الأنبياء
-قال تعالى وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ(34)يس

النتيجة العلمية : 
الدحو كان له أهميته فيانتظام حركة الليل والنهار على الأرض من بعد ثبات التوازن في حركة الأرض أثناء دورانها وكذلك ثبات من عليها بأن لاتميد بهم .

==============================

ثانيا:مرحلة الطحو للأرض
الأسباب العلمية للطحو

- قال تعالى " الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)البقرة

- معنى كلمة "فراشاً" في اللغة :
 في مختار الصحاح لمعنى فرش :
فرش الشيء يفرشه و يفرشه فرشا و فرشه فانفرش و افترشه بسطه الليث الفرش مصدر فرش يفرش و يفرش وهو بسط الفراش وافترش فلان ترابا أو ثوبا تحته وأفرشت الفرس إذا استأتت أي طلبت أن تؤتى و افترش فلان لسانه تكلم كيف شاء أي بسطه و افترش الأسد والذئب ذراعيه ربض عليهما ومدهما .

-أما في لسان العرب :
… قال الفراء ولم أسمع له بجمع قال ويحتمل أن يكون مصدرا سمي به من قولهم فرشها الله فرا أي بثها بثا ، وافترش الشيء انبسط و افترشه وطئه و افترش ذراعيه بسكهما على الأرض وتفريش الدار تبليطها و فراشة القفل بالتخفيف ما ينشب فيه يقال أقفل فافرش ..الخ

السؤال
ماهو الذي أفترش على الأرض.
- قال تعالى"وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُون َ(48)الذريات.
وقال تعالى" وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ(32)الأنبياء
-وقال تعالى" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا…."(2)الرعد
- في تفسير القرطبي:لقوله"..أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا .. (30 )الأنبياء

- هناك قولاً لابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: يعني أنها كانت شيط واحدا ملتزقتينففصل الله بينهما بالهواء .
- وكذلك قال كعب: خلق الله السموات والأرض بعضها على ثم خلق ريحا بوسطها ففتحها بهاوجعل السموات سبعا والأرضين سبعا.إنتهى

الخلاصة : قال تعالى " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ(4)السجدة

الشاهد: 
الهواء الجوي هو الفاصل بين السماء والأرض.
- قال تعالى "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1)وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا(2)وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا(3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا(4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا(5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6)الشمس

- معنى كلمة " وَمَا طَحَاهَا "في اللغة(لسان العرب):
طحا طحاه طحوا و طحوا بسطه و طحى الشيء يطحيه طحيا بسطه أيضا الأزهري الطحو كالدحو وهو البسط وفيه لغتان طحا يطحو و طحى يطحى و الطاحي المنبسط وفي التنزيل العزيز(والأرض وما طحاها ) قال الفراء طحاها ودحاها واحد قال شمر معناه ومن دحاها فأبدل الطاء من الدال قال ودحاها وسعها و طحوته مثلدحوته أي بسطته قال ابن سيده وأما قراءة الكسائي طحيها بالإمالة وإن كانت من ذوات الواو فإنما جاز ذلك لأنها جاءت مع ما يجوز أن يمال وهو يغشاها وبناها على أنهم قد قالوا مظلة مطحية فلولا أن الكسائي أمال تلاها من قوله تعالى ( والقمر إذا تلاها ) لقلنا إنه حمله على قولهم مظلة مطحية ومظلة مطحوة عظيمة ابن سيده ومظلة طاحية و مطحية عظيمة وقد طحاها طحوا و طحيا أبو زيد يقال للبيت العظيم مظلة مطحوة ومطحية وطاحية وهو الضخم وضربه ضربا طحا منه أي امتد و طحا به قلبه وهمه يطحى طحوا ذهب به في مذهب بعيد مأخوذ من ذلك و طحا بك قلبك يطحى طحيا ذهب ..الخ
-و طحا يطحو طحوا بعد عن ابن دريد والقوم يطحى بعضهم بعضا أي يدفع ويقال ما أدري أين طحا من طحا الرجل إذا ذهب في الأرض و الطحا مقصور المنبسط من الأرض و الطحي من الناس الرذال والمدومة الطواحي هي النسور تستديرحول القتلى ابن شميل المطحي اللازق بالأرض رأيته مطحيا أي منبطحا والبقلة المطحية النابتة على وجه الأرض قد افترشتها .

-وقال الأصمعي فيما روى عنه أبو عبيد إذا ضربه حتى يمتد من الضربة على الأرض قيل طحا منها وأنشد لصخر الغي وخفض عليك القول واعلم بأننيمن الأنس الطاحي عليك العرمرموضربه ضربة طحا منها أي امتد وقال له عسكر طاحي الضفاف عرمرمومنه قيل طحا به قلبه أي ذهب به في كل مذهب قال علقمة بن عبدة طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب.
- قال الفراء شرب حتى طحى يريد مد رجليه قال و طحى البعير إلى الأرض إما خلاء وإما هزالا أيلزق بها وقد طحى الرجل إلى الأرض إذا ما دعوهفي نصر أو معروف فلم يأتهم كل ذلك بالتشديد قال الأصمعي كأنه رد قوله بالتخفيف (1)والطاحي الجمع العظيم والطائح الهالك وطحا إذا مد الشيء وطحا إذا هلك وطحوته إذا بطحته وصرعته فطحى انبطح انبطاحا والطاحي الممتد وطحيت أي اضطجعت ..الخ
الشاهد
"في قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا(5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)الشمس"
-تشير دلالات النصوص الشرعية السابقة على أن الهواء( الغلاف الغازي) (وهو الصور)هو المظلة التي حول الأرض التي افترشته الأفلاك السماوية لبناءها من فوق الأرض ليكون هو العمود الإسنفجي الرافع للسماء بلا عمد نراه،قال تعالى" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا…."(2)الرعد
- قال تعالى"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ(38)ق (بحث منفصل عن بناء السماء بالنفخ في الصور)
-وقوله تعالى"…أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا .. (30 )الأنبياء
ففي تفسير القرطبي :
 قول بن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: يعني أنها كانت شيط واحدا ملتزقتين ففصل الله بينهما بالهواء .(أنتهى كلامه)
- قال تعالى " وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا(5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6)الشمس

الخلاصة:
جاء الطحو بمعنى أفراش الآرض بالهواء الجوي من الأبخرة المتصعدة بتلامس الماء النازل مع جسم الأرض المنصهر لحين تيبست وصلبت.


لمزيد من المعلومات تفضلا حمل كتاب
النفخ في الصور
      محمد مجدي رياض



- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
- قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكرالله أولئك في ضلال مبين(22) الزمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق