الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن فتنة خلق القرآن التي أخرجت طوائف عديدة عن منهج أهل السنة والجماعة


  بفضل الله وجدنا الدليل بأن القرآن كلام الله وليس مخلوقا




بإجماع العلماء القرآن كلام الله وليس مخلوقاً

واليوم نأتي بالدليل على ذلك
ورحم الله الشيخ أحمد بن حنبل

من أين جاءت فتنة خلق القرآن ؟


جاءت فتنة خلق القرآن في تلبس الذين ضلوا لقوله تعالى"بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"البروج

- فقالوا: 
إن كان القرآن موجود في اللوح المحفوظ كما جاء في الآية الكريمة السابقه فلابد بأن يكون القرآن مخلوقاً.


فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة بأن الله تعالى خلق القلم"بكن" وأمره بأن يكتب بكل ماهو كائن إلى يوم القيامة ( لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْقَلَمُ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"في مسند أحمد)




فإن كان القرآن الكريم في اللوح المحفوظ فيكون القرآن من جملة ماكتبه القلم بأمر الله"كن"فيكون القرآن مخلوق.



والرد على ذلك:



 في قوله تعالى "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"البروج
نسأل : في أي موضع من اللوح المحفوظ كُِتبَ القرآن المجيد؟)

الأجابة :
 قال تعالى"حم والكتاب المبين إنا جعلناهقرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم)الزخرف.

النتيجة :
 من الآية السابقة فقد ثبت وجود القرآن الكريم في أم الكتاب لقوله تعالى" قرءانا عربيا….وإنه فى أم الكتاب".

السؤال :

س- هل كل ما ورد في أم الكتاب مخلوق؟ لكون القلم قد ثبت بأنه قد كتب في اللوح المحفوظ بكل ماهو كائن وسيكون إلى يوم القيامه.
س- أم ما ورد في أم الكتاب غير مخلوق ؟ أي هو كلام الله وأمره السابق عن ما خلقه الله تعالى( والقلم من ضمن ماخلقه الله) .

الإجابة:


قال تعالى:" لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشآء ويثبت وعنده أم الكتاب"الرعد


الشاهد:

& - فالمحو والأثبات لم يرد على أم الكتاب.
& - ولكن المحو والأثبات ثبت على كتاب الأقدار المكتوب بالقلم ، فهذا المحو والإثبات مما سبق به القضاء.

ففي تفسير بن كثير ج2 ص 520:

- ثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر وفي حديث آخر إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض قال بن جرير حدثني محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق أنا بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمس مئة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت والدفتان لوحانلله عز وجل كل يوم ثلاث مئة وستون لحظة يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .
- وقال الليث بن سعد عن زيادة بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال"قال رسول الله (ص) يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت"وذكر تمام الحديث رواه بن جرير.
- وقال الكلبي يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الأجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا فقال أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رباب عن النبي (ص)
- قال عكرمة عن ابن عباس: الكتاب كتابان, فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت, وعنده أم الكتاب …الخ

==================
الخلاصة:

إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمس مئة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت والدفتان لوحان:

&- الدفة الأولى من اللوح المحفوظ: وهو الذيجري عليه القلم بالمقادير فيمحو الله منه ويثبت مايشاء منه .


&- الدفة الثانية من اللوح المحفوظ وهي أم الكتاب لايلحقها المحو أو الأثبات فهو القرآن المجيد فالقرآن كلام الله وأوامره السابقة عن خلقه الذي لا يلحقه المحو والأثبات.

=================

الشاهد:

قال تعالى"لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشآء ويثبتوعنده أم الكتاب"الرعد

الشاهد:


في قول عكرمة عن ابن عباس:الكتاب كتابان, فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت, وعنده أم الكتاب


وفي فتح الباري ج13 ص 532 :

- قال بن عيينة بين الله الخلق من الأمر بقوله تعالى"الا له الخلق والأمر " وهذا الأثر وصله بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية من طريق بشار بن موسى قال كنا عند سفيان بن عيينة فقال الا له الخلق والأمر فالخلق هو المخلوقات والأمر هو الكلام
- ومن طريق حماد بن نعيم سمعت سفيان بن عيينةوسئل عن القرآن أمخلوق هو فقال يقول الله تعالى "الا له الخلق والأمر" ألا ترى كيف فرق بين الخلق والأمر فالأمر كلامه فلو كان كلامه مخلوقا لم يفرققلت وسبق بن عيينة إلى ذلك محمد بن كعب القرظي وتبعه الامام احمد بن حنبل وعبد السلام بن عاصم وطائفة أخرج كل ذلك بن أبي حاتم عنهم
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد خلق الله الخلق بأمره لقوله تعالى" لله الأمر من قبل ومن بعد" ولقوله "انما قولنا لشيء إذا أردناه ان نقول له كن فيكون" ولقوله "ومن آياته ان تقوم السماوات والأرض بأمره" قال وتواترت الأخبار عن رسول الله e ان القرآن كلام الله وان أمر الله قبل مخلوقاته قال ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان خلاف ذلك وهم الذين ادوا إلينا الكتاب والسنة قرنا بعد قرن ولم يكن بين أحد من أهل العلم في ذلك خلاف إلى زمان مالك والثوري وحماد وفقهاء الأمصار ومضى على ذلك من أدركنا من علماء الحرمين والعراقين والشام ومصر وخراسان وقال عبد العزيز بن يحيى المكي في مناظرته لبشر المريسي بعد ان تلا الآية المذكورة أخبر الله تعالى عن الخلق أنه مسخر بأمره فالأمر هو الذي كان الخلق مسخرا به فكيف يكون الأمر مخلوقا وقال تعالى" انما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" فأخبر ان الأمر متقدم على الشيء المكون وقال لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل خلق الخلق ومن بعد خلقهم وموتهم بدأهم بأمره ويعيدهم بأمره. … انتهى.


النتيجة :
بأمر الكلمة كن كتب القلم بكل ماهو مخلوق إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ ولكن أمر كن ذاته ليس مخلوق فهو كلمة الله السابقة لكتابة القلم كما جاء في فتح الباري بعاليه فإن الأمر سابق لمخلوقاته فالقرآن الكريم في أم الكتاب من اللوح المحفوظ لقوله تعالى "..إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب".
الخلاصة :
في قوله تعالى"بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"البروج
اللوح المحفوظ له دفتان:

أم الكتاب أوامر الله وكلامه الغير المخلوق (القرآن الكريم )

أما ما كتبه القلم كان في الجزء الذي كتب فيه بماهو كائن وسيكون إلى يوم القيامه بأمر كن.


أنتهى

من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة
محمد مجدي رياض


- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
- قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللهأولئك في ضلال مبين (22) الزمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق