الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن الكريم بأن دعوة جميع الأديان السماوية كانت لدين واحد فالإسلام هو دين الأنبياء والرسل



إيضاح البيان لأسرار القرآن الكريم بأن دعوة جميع الأديان السماوية كانت لدين واحد  فالإسلام هو دين الأنبياء والرسل



 دعوة لجميع الأديان السماوية
  للرجوع إلى الدين الواحد
فالإسلام هو دين الأنبياء والرسل
قال الرسول صلى الله عليه وسلم

الحكم الشرعي لدعوة التقريب بينالأديان


مما جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء حول هذه الدعوة ما يلي:" إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع".وقدبينت اللجنة الموقف الشرعي الصحيح حيث قالت:"ومما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعته بالإسلام ودخولهم فيه ، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، قال الله تعالى : ((قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) [ آل عمران : 64 ] أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون ، والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ((واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )) [المائدة:49]"([1] ).([1]) فتاوى وبيانات مهمة , اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية , دار عالم الفوائد , ط (1) 1421هـ

=====================================

النظرة الصحيحة في الحوار بين الأديان
دعوة إلى جميع الأديان السماوية
للرجوع إلى الدين الواحد
فالإسلام هو دين الأنبياء والرسل
--------------
روى البخاري عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)


مقدمة:
قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ )الشورى)

الشاهد:
في قوله تعالى (أقيموا الدين ) أمرٌ يفيد الوجوب للرسل بإقامة الدين الواحد، فالإسلام والمسيحية واليهودية وسائرأصول الديانات السماوية التي لم تحرف من نبع إلهي واحد، تدعوا إلى عبادة رب واحد، وهذه هي الغاية من خلق البشر قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "، فالرسالات التي جاء بهاالأنبياء والرسل منزلة من عند الله العليم الحكيم الخبير.

- وقوله تعالى "..وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"فاطر

ولذلك فإن تلك الأديان تمثل صراطاً واحداً يسلكه السابق واللاحق من الأنبياء قال تعالى: " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"

-فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وابن جرير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
 وروى البخاري عن أبي سلمة وأبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناسبعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد
فالمعنى:أن الأنبياء إخوة لعلات:يعني إخوة أبوهم واحد والأمهات متعددة،(بعكس إخوة الأخياف أمهم واحدة وآباؤهم متعددون)،وهذا مثل فأخبر بأن دينهم واحد يعني في التوحيد،وأمهاتهم شتى أي الملل والشرائع، وهو معنى قوله :( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)     أي سبيلا وسنة في الفروع، فالعبادات الفرعية في زمن موسى مخالفة لمن قبله بعض المخالفة، وكذا وجد خلاف في شريعة عيسى فقد أحل لهم بعض الأشياء التي كانت محرمة عليهم.

النتيجة:

أولا- كل الأنبياء دينهم التوحيد:
--------------------------------
أ- أي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر والنهي عن الشرك…الخ
- قال تعالى ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"البقرة

- وقال تعالى "وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"

ففي الكتاب المقدس على سبيل المثال لم يقول المسيح بأنه إلها و أكد بأنه رسول من الله وبأنهم يريدون قتله بقوله : 
 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

15 :9 
وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ». ولم يقبل المسيح أن يمجدوه لأن الله واحد ليس معه شريكمَجْداً مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ 42 وَلَكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ.
 43  أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذَلِكَ تَقْبَلُونَهُ.
 44كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِد ِلَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟!

ب- ليست الدعوة إلى عبادة الله هي القضية الوحيدة التي اتفقت فيها الرسالات، فأماكن الاتفاق كثيرة:
 قال تعالى(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)البقرة)

-فأيمان الرسل بجميع الكتب السماوية :
 ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ، وأعطيت مكانالزبور المئين ، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني ، وفضّلت بالمفصّل
 " رواه الطبراني في الكبير .

-والكتب السماوية المعروفة لنا كلّها أنزلت في شهر رمضان ، فقد جاء في الحديث :" أنزلت صحف إبراهيم أولّ ليلة من شهر رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين – من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان
 " رواه الطبراني .

-في القول عن الملائكة والجنّ ، ولذلك قال الكفار من قوم نوح : ( مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةًمَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ ) المؤمنون

-الأيمان بالبعث والنشور لدى جميع الرسل وأتباعهم:
فأول الرسل نوح قال لقومه:( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا)نوح

-الإيمان باليوم الآخر ففي دعوة إبراهيم 
 قال تعالى ( وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) البقرة : 126 ،
 وفي صحف إبراهيم وموسى :
 ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَاوَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) الأعلى

-الإيمان بوجود الجنة والنار
 فنرى السحرة يقولون لفرعون : ( إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى
 - وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىجَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى )طه

-وكل الرسل والأنبياء أنذروا بالمسيح الدجال ،
 ففي الحديث الصحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ، فقال : " إني أنذركموه ، وما من نبي إلا قد أنذره قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكن سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه ، تعلمون أنه أعور ، وأن الله ليس بأعور "…الخ

وسنن الله الكونية نجدها لدى جميع الأديانالسماوية  :
*- قال تعالى"وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون "هود
*- وقال تعالى "‏وتلك القرىأهلكناهم لماظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا‏"الكهف،
*- وقوله تعالى : ( ذَلِكَأَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) الانعام .
*- و قوله تعالى:(وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القصص


ثانيا- اختلاف الشرعة والمنهاج بين الأديان:
فكل دين له شرعة مختلفة لقوله تعالى"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا"فالاختلاف بين الأمم السابقة لم يكن على الفروض الإيمانية أو الحدود الفاصلة لحرمات الله (كالشرك ، أو القتل، أو السرقة أو التعدي بالزنا عمن أحل أو حرم في كل شريعة،…الخ)، فالأصل هو التوحيد ولا اختلاف بين الأديان في ذلك فالدين واحد بقوله تعالى" أَنْأَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ".
وإنما كان الاختلاف بين الأديان في الشرعة والمنهاج، كاختلاف العبادات الفرعية أو منهج الشعائر بين الأديان كالحلال والحرام، والأوامر والنواهي، الخ، فعلى سبيل المثال الدوام على منهج الشعيرة يكون اختبار لتقوى القلوب، فقد يختلف في كل أمة عن الأخرى قال تعالى" ذلك ومن يعظم شعـَـَئِر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج

النتيجة :
دعوة جميع الرسل: هي عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه.

-قال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)الأنبياء، أي كل واحد من الرسل أوحىالله تعالى إليه أن يدعو إلى (لا إله إلا الله) ولا يشرك به.
- وأخبرتعالى أن كل رسول بدأ دعوته بقوله:(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ(
فلله الدين كله قال تعالى:" فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًالَّهُ الدِّينَالزمر.
- وخصصه بقوله تعالى"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُآل عمران.

معنى الإسلام:
 هو تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى وهذا هو جوهر الدين وحقيقته.

النتيجة: 
دين جميع الرسل هو الإسلام لقوله( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) والدليل على ذلك :

قوله تعالى عن نوح عليه السلام:" فَإِنتَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىاللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"يونس

وعن إبراهيم عليه السلام { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}آل عمران:67،

وقال تعالى على لسان إبراهيم) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ - وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)البقرة:

وقال تعالى على لسان يعقوب ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَلِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَوَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاًوَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة

وعن موسى عليه السلام : {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} يونس

- وقوله تعالى على ذكر بلقيس وسيدنا سليمان):قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ {29}إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُو عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {31} النمل

وقوله تعالى على ذكر بلقيس" قِيلَ لَهَاادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنسَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْرَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيوَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِرَبِّ الْعَالَمِينَ {44} النمل

وقوله تعالى على لسان سيدنا يوسف): رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِيالدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِيمُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " يوسف

وقال عن الحواريين أنصار عيسى " وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ المائدة

وقال تعالى على لسان فرعون قبل أن يغرق"وَجَاوَزْنَابِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (يونس)

وقال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} النحل

وقوله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم):قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

- قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ الأنعام

وقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) الأنبياء

وقوله:وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)فصلت

الشاهد:
قد تكرر الإسلام والتوحيد لله على لسان جميع الرسل والأنبياء منذ بداية آدم عليه السلام، إلى خاتم الأنبياء والرُسُل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).. الذي جاء مكملا ومصدقا.. للرسالات السماوية السابقة..
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ *وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"المؤمنون
- وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِوَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء:150-151]،
- وقال:"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ " البقرة
- قال تعالى ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا .. ) البقرة : 133.

النتيجة
الإسلام هو دين الأنبياء والرسل:
==================
- قال تعالى:إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ    
 أ ُوْتُو اْالْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ
 - فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
 )آل عمران)

الشاهد:
فالمسلمون من أهل الكتاب هم الذين آمنوا بدعوة أنبيائهم ولم يحرفوا فيها أي بعبادة الله الواحد : فيتقبل منهم إيمانهم ويدخلون الجنة لقوله تعالى "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيلكزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد اللهالذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما" الفتح، فمسلمون سيدنا إبراهيم عليه السلام سيدخلون الجنة ومسلمون سيدنا موسي عليه السلام سيدخلون الجنة ومسلمون سيدنا عيسى عليه السلام سيدخلون الجنة وكذلك مسلمون جميع الأديان السماوية الذين أتبعوا أنبيائهم ولم يحرفوا في دينهم سيدخلون الجنة أنشاء الله،
 فجميعهم مسلمون تحت راية دين واحد بعبادة رب واحد ،
و أن اختلفت الشرعة والمنهاج بينهم.

الخلاصة:
قال تعالى( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) العنكبوت

فتفرق الآية الكريمة في مجادلة أهل الكتاببين:
1- الموحدين منهم بالله الواحد.
2- والذين ظلموا منهم(ببعدهم عن التوحيد).

أولا: حكم الموحدون بالآلة الواحد من أهل الكتاب :
ففي التفسير:
العطاء"   ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة"الآية يريد : أربعين رجلا من أهل نجران من العرب واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الرومكانوا على دين عيسى وصدقوامحمدا صلى الله عليه وسلم وكان من الأنصار فيهم عدة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم أسعد بن زرارة والبراء بن معرور ومحمد بن سلمة ومحمود بن مسلمة وأبو قيس صرمة بن أنسكانوا موحدين ،يغتسلون من الجنابة ، ويقومون بما عرفوا من شرائع الحنيفية حتى جاءهم الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فصدقوه ونصروه.

-وقال (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن باللهومآ أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خشعين لله لا يشترون بئايت الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب)آل عمران

الشاهد: 
جاءت الآية تبين أوصاف مؤمني أهل الكتاب(يؤمنون بالله وما أنزل إلينا (القرآن)
كالنجاشي وورقة بن نوفل ومن يكتم إيمانه كمؤمن آل فرعون.

ثانيا : حكم الذين ظلموا من أهل الكتاب:
- قال تعالى"قُلْيَا أَهْلَ الْكِتَابِلَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَتُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ"المائدة

- وقوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَالْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِوَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُوَلاَتَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَامِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةًوَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُواالخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَاكُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} المائدة
- فعقيدة الثالوث لم تدخل إلى المسيحية إلا في القرن الرابع الميلادي  حيث تشكلت هذه النظرية بواسطة (أثاناسيوس) وهو راهب مصري من الإسكندرية وقد تمت الموافقة عليها في المجامع المسكونية الأول والثاني.
وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك فيقول (جوستن مارستر) مؤرخ لاتيني في القرن الثاني: 

" إنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح ويعتبرونه إنساناً بحتاً وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين
ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل"(181)،فقد كان المسيحيون الأوائل موحدين.
-ولكن بولس مؤسس المسيحية اليوم، الذي أدخل إلى النصرانية معظم العقائد الباطلة ؛ نادى أولاً بإلوهية المسيح، وعارض تلاميذ المسيح ومضى في ترويج أفكاره لأطماع توسعية أرادها .
-"وبنظرة تاريخية سريعة على القرون الأولى للمسيحية ترينا أن النصرانية كانت بين شقي الرحى ، بين اضطهاد اليهود ، واضطهاد الوثنية الرومانية ، وفي سنة 325م كانت القسطنطينية قاعدة الدولة الرومانية الشرقية ، ولما كان أغلب رعايا الإمبراطور قسطنطين من المسيحيين ، وكان أغلب الوثنيين في حوزة روما في الغرب ، فلكي يقوّي مركزه  قرب المسيحيين إليه ، ولكن لما كانوا هم أنفسهم مختلفين حول المسيح فقد دعاهم إلى عقد مجمع لحسم هذه الخلافات العقائدية التي كان لها أثرها على إشاعة عدم الاستقرار في إمبراطوريته
-لذلك عقد مجمع نيقيّة سنة 325 وقد حضره(2048) أسقفاً من جميع أنحاء العالم وذلك لتحديد من هو المسيح ، فتناظر المجتمعون وقرر(1731) من الأساقفة المجتمعين وعلى رأسهم (آريوس) أن المسيح إنسان ،
-ولكن (أثناسيوس)الذي كان شماساً بكنيسة الإسكندرية انتهز هذه الفرصة فأراد أن يتقرب إلى قسطنطين الوثني فأعلن أن المسيح هو الإله المتجسد ،
 وتبعه في ذلك الرأي (317)عضواً ومال قسطنطين الذي كان ما يزال على وثنيته إلى رأي (أثناسيوس) لما فيه من عقيدة وثنية تؤمن بتجسيد الآلهة ونـزولها من السماء ، فأقر مقالة (أثناسيوس) وطرد الأساقفة الموحدين وعلى رأسهم (آريوس) ،
- وأخطر من هذا أنه قضى بحبس الكتاب المقدس فلا يسمح بتداوله بين الناس ، وان يقتصر تعليم الدين على ما يقوم القساوسة بتلقينه للناس "(182)، وبهذا "سيكون من قبيل الجهد الضائع محاولة العثور على حكمة واحدة أو وحي أو أية رسالة مرفوعة إلى يسوع المسيح بلغته الخاصة ،
- ويجب أن يتحمل مجمع نيقيه إلى الأبد مسئولية جريمة ضياع الإنجيل المقدس بلغته الآرمية الأصلية ، وهي خسارة لا تعوض"(183)
وقد خرجت من مجمع نيقية قرارات اعتبرت مع قرارات مجمع آخر عقد عام 381م هو مجمع القسطنطينية " والذي حضره   (150)أسقفاً وقد كان حصيلة هذا المجمع الصغير أن الروح القدس هو إله من جوهر الله "(184)،
- وبهذين المجمعين اكتملت عقيدة التثليث عند النصارى؛ فالتثليث المسيحي لم يكن معروفاً إلى سنة 325م حيث عقد مؤتمر نيقية ، ولم يعترف المؤتمر إلا بالأب والابن ،ثم أدخلوا الروح القدس عام 381 م في مجمع القسطنطينية كما رأينا ، وقد جاء التثليث بالتصويت في المجامع -تصويت مصحوب بالتهديد والوعيد- تصويت على حل وسط ، أراد الإمبراطور الروماني إلهاً يعجبه هو شخصياً ، إلهاً ليس واحد حتى لا يغضب الوثنيون الذين يؤمنون بتعدد الآلهة ، وإلهاً واحداً حتى لا يغضب الموحدين ! فكان اختراع التثليث ، واحد في ثلاثة أو ثلاثة في واحد ؛ فهو واحد إن شئت أو هو ثلاثة إن شئت ، وهكذافإن التثليث ليس قول عيسى ولا وحياً من الله، بل هو اختراع إمبراطوري ، صدر على شكل مرسوم أجبر الناس على تكراره دون فهم أو تصديق،آمن به، آمن به فقط و لا تسأل(.وهكذا تشكلت عقيدة التثليث ،ووضع قانون الإيمان المسيحي.(أنتهي)

النتيجة: 
الذين أمنوا بعقيدة الثالوث من أهل الكتاب،(التي تقررت من بعد ثلاث مائة سنين من بعد عصر نبي الله عيسى عليه السلام) ينظرون إلى كل من لا يؤمن بعقيدتهم الثالوث بالكفر، فالموحدون بالإله الواحد من المسحيين أو غيرهم من الأديان السماوية جميعهم كفار في عقيدة أهل الثالوث،
 فنحن المسلمون الموحدون بآله واحد كفار في عقيدتهم الثالوثية.
- أما قول الله تعالى في الذين يؤمنون بعقيدة الثالوت : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَوَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ* لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)المائدة

الخلاصة :
 حكم من خرج عن دين الأنبياء (الإسلام)التوحيد:
قال تعالى:إِنَّالدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أ ُوْتُواْالْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْوَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ)آل عمران.
-فقد بين سبحانه وتعالى أن الدين عنده واحد لجميع الأنبياء وهوالإسلام أي الإقرار بوحدانيته والكفر بالطاغوت والقيام بما يقتضيه هذاالإيمان من طاعة وانضباط وفق أوامره ونواهيه، فإقامة الدين( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِتعني تطبيق شرع الله ، والحكم بما أنزل الله، ، وأنه لا يقبل من أحد دينا سوى الإسلام (قال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران

الشاهد:
 قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}آل عمران
-فالخروج عن التوحيد يعني الخروج عن الإسلام، فللإسلام أركان نجدها واحدة في جميع الأديان:
فقدأخرج البخاري ومسلم، والترمذي والنسائي والبيهقي عن ابن عمر رضي اللهعنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أنلا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،وصوم رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلا
&- فشهادة أن لا آلله إلا الله : 
هي لبُّ دعوات الرسل وجوهر الرسالات إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونبذ ما يُعبد من دونه:
-قال تعالى للرسل عليهم السلامإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:92
فنوح يقول لقومه : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) [ الأعراف : 59
وإبراهيم قال لقومه : ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِاعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) العنكبوت : 16
وقول إبراهيم :  ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الأنعام : 79 .
-وقوله تعالى ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ) البقرة : 130
-وهود قال لقومه : ( اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) الأعراف : 65
وصالح قال لقومه : ( اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) الأعراف : 73 .
وقوله لنبينا المصطفى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء
&- وشهادة أن محمد رسول الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلَّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد " متفق عليه، وهذا مما يؤكد أن دين الرسل واحد، ولهذا يبشر أولُهم بآخرهم ويؤمن به، وآخرُهم يصدق أولَهم ويؤمن به، حيث أقترن في الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فمن أركان الإسلام بأن تؤمن كل أمة بنبيها ، و ما من نبي إلا وقد نبأ أمته برسول يأتي من بعده ليكون هو خاتم النبيين،
فأهل الكتاب جميعهم (الموحدون) يشهدون بخاتم النبين وهو نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم على النحو التالي:
فأنصار عيسى شهدوا بالإسلام قال تعالى: وَإِذْأَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِيقَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ" المائدة
وقال تعالى عن قول عيسى عليه السلام : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف:
- وقال تعالى عن أهل الكتاب" الذين ءاتينهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون"الأنعام
- وقد بين المسيح بأنجيل برنابا منزلة رسول الله صلى اللهعليه وسلم وإنجيل المسيح معناه البشارة وقال المسيح فى برنابا عن رسول اللهالذي سيأتي بعدي لأن الله يريد ذلك حتى أهيأ طريقه.

الشاهد:
فمن لا يشهد بأن لا آلله إلا الله وأن محمد رسول الله فقد فقد ركن من أركان الإسلام.
-قال تعالى:) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْجَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَنتَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌوَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )المائدة
-وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّموالذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ثم يموت, إلا كان من أهل النار"
&- إقامة الصلاة:
الصلاة هي عماد الدين وقد قال صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأن اختلفت شعائرهابين الأديان: فهي صلة ومناجاة بين العبد والرب.
-قال تعالى: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ "آل عمران
-وقال تعالى لموسى عليه السلام : (.. فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) طه
-وقـال عيسى عليه السلام : (.. وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) مريم
-وقدأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران بدخول مسجده والمحاورة فيهولما حانت صلاتهم استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاتهم فيهفأذن لهم بذلك واستقبلوا بيت المقدس".
- وكذلك كان اتجاه قبلة المسلمون إلى بيت المقدس ولكننا نرى رسول الله صلى الله عليهوسلم يأمر أمته، بمخالفة اليهود، كما أمره ربه بالاتجاهفي الصلاة إلى الكعبة، بدل بيت المقدس، حيث صلى عليه الصلاة والسلام فيالمدينة بعد الهجرة: سبعة عشر شهراً إلى بيت المقدس، ثم ان الله أنزلعليه: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها (البقرة)،فوجهه الله إلى مكة.فالصلاة فرض في جميع الأديان السماوية وأن أختلف أتجاه القبلة بينهم .
&- إيتاء الزكاة:
تعريفها اصطلاحاً فهي الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغنى ، وهي الركن الثالث منأركان الإسلام.
-وقوله‏ (‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم‏)‏‏التوبة
-وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلاالله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم» رواه البخاري.
-ونجد أن الزكاة فرض أيضا على الرسل السابقون:-
- قال تعالى عن الرسل السابقين ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) الأنبياء.
-وقال تعالى عن إسماعيل عليه السلام ( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ .. ) مريم
-وقـال عيسى في القرآن الكريم: ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) [ مريم

&- الصوم: 
ركناً من أركان الإسلام الخمسة فهو فرض علينا وعلى الأمم السابقة، إلا أنَّ صورة أدائهملها مختلفة عن صورة أدائنا ، فكل أمة قد خصها اللهُ تعالى بشريعةومنهاجيختلف عمن عداهم من الأمم. قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذينمن قبلكم لعلكم تتقون )البقرة
- قال الطبري بالسند الى قتادة في: كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم قال: كتب شهر رمضان على الناس، كماكتب على الذين من قبلهم، قال: وقد كان كتب على الناس، قبل أن ينزل رمضانثلاثة أيام من كل شهر.
-قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى الآية: يا أيهاالذين آمنوا فرض عليكم الصيام، كما فرض على الذين من قبلكم من أهل الكتاب،أياماً معدودات وهي شهر رمضان كله، لأن من بعد إبراهيم صلى الله عليه وسلمكان مأموراً بإتباع إبراهيم وذلك أن الله جل ثناؤه، كان جعله للناسإماما، وقد أخبرنا الله عز وجل ان دينه كان الحنيفية المسلمة، فأمر نبيناصلى الله عليه وسلم بمثل الذي أمر به من قبله من الأنبياء.
-يقول ابن تيمية رحمه الله في كتابه: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيحأما النصارى فليست الصلوات التي يصلونها منقولة عن المسيح عليه السلام،ولا الصوم الذي يصومونه منقولاً عن المسيح، بل جعل أولهم الصوم أربعينيوماً ثم زادوا فيه عشرة أيام ونقلوه إلى الربيع، وليس هذا منقولاً عندهمعن المسيح عليه السلام,, فكان ذلك من بدعهم وكذا أعيادهم السبت الذي هو فيآخر صومهم .(أنتهى)

ومن صور الصيام قبل الإسلام:
-منه صيام داود عليه السلام ، حيث كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ،وهو أفضل الصيام
-ومريم في قوله تعالى(فَإِمَّا تَرَينَّ مِنَ البَشرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلْرَّحمَنِصَوماً فَلَن أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسيّاً)فهذا صيام عن الكلام.
-ونرى رسول الله صلى الله عليهوسلم يأمر أمته، بمخالفة اليهود، في أشياء كثيرة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد اليهود يصومون يومعاشوراء، فسألهم عنه فقالوا: هذا يوم نجّا الله فيه موسى وقومه، وأغرقفرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله، فنحن نصومه، فقال عليه الصلاةوالسلام: نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، وقال: صوموا يوماً قبلهأو يوماً بعده.
&- حجالبيت العتيقلمن استطاع إليه سبيلا:
- قال تعالى ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَام ) الحج
- وقال تعالى ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ) [ الحج

الشاهد:
الحج هو الركن الأخير في الإسلام (دين الأنبياء)، فقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بعد بناء الكعبة فنادي بالحج،قال تعالى لإبراهيم عليه السلام ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا …) الحج ،ومن ثم كان الطواف دائم على الكعبة لا ينقطع لأصحاب الديانات وغيرهم من قبل البعثة المحمدية.
- وبالرغم من قوله تعالى " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا " فحج أهل الكتاب بالذهاب إلى القدس بدعة وضلالة يؤكدها المؤرخون ففي الكتاب المقدس للنصارى بالرغم من تحريفه يؤكد أن الحج إلى مكة فجبال فاران هي جبال الحجاز و بها مكة و عرفات كما تنص على هذا الكتب المقدسة ، وقد جاء ذكر جبال باران أنها أرض الحج و الصلاة و الشكرفى سفر حبقوق،و بحسب سفر التكوين ، فينص علىأن الله قد أمر إبراهيم أن يترك زوجته هاجر و طفلهما إسماعيل في هذهالصحراء (صحراء باران) حيث لا يوجد ماء ، و عند عطش الطفل و بكاء هاجر فجرالله تحت أقدامه بئرا للماء.
- وفى التوراة نصوصا على أن الحج الذي أمر الله به إبراهيم و أتباع ملته كان لأرض بكة كما تنص عليه المزامير و أن بيت الله يقع في هذاالوادي، و هو البيت الذي رفع إبراهيم قواعده ، و كانأتباع إبراهيم قبل بعثة الرسول يحجون إلى هذا البيت كما تؤكد النصوصالتاريخية ، وهذا الوادي محتفظ بهذا الاسم حتى الآن
- وجاء في النصوص التوراتية: بأن هذه الأماكن المقدسة التي ترك فيهاإبراهيم هاجر و ابنها إسماعيل و كلم فيها الحق السيدة هاجر و بشرها بأمةعظيمة من ابنها إسماعيل يأتي ملايين الأبرار من هذه الأمة العظيمة يقفونبملابس الأطهار كالقديسين و الشهداء ليكبروا الله في يوم الحج الأعظم علىجبال باران كما جاء فى النص التوراتي على لسان موسى قيل أن يلقى ربه، و فيالنص القرآني الذي أوحى به الحق إلى خاتم المرسلين .

الخلاصة :
 الإسلام هو دين الأنبياء ومن أقام أركانه أكتمل دينه ووجبت له الجنة ومن أسقط ركن فيه فقد فقد إيمانه.
-قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
آل عمران

النتيجة:
قال تعالى)لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدتَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَانفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة،
- فأهل الكتاب أصحاب دين سماوي يتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا فمنهم من آمن ومنهم من أشرك مع الله فيدعوه على ضلاله ومع ذلك فأهل الكتاب لهم ذمة وعهد بأن يعيشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين ممن هم لم يقاتلونا .

- قال صلى الله عليه وسلم"من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"."من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه،خصمته يوم القيامة"،"من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته، أوأخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة".
النتيجة : 
قال تعالى:
- (لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِالَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِوَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّندِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَيُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
- ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِوَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواعَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَهُمُ الظَّالِمُونَ) الممتحنة
الشاهد: 
التمييز بين أهل الكتاب المقاتلين لنا ، وبين المسالمين منهم (أصحاب العهد).
أولا- فحكم الذين لم يظلموا منهم ولا يقاتلونا في الدين:
قوله تعالى"أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ".
- " وقال"وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَيَسْتَكْبِرُونَ" المائدة
-وقال تعالى: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْوَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِوَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ" (المائدة.

ثانيا-أما حكم الذين ظلموا منهم والذين يقاتلونا في الدين في قوله تعالى "وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَهُمُ الظَّالِمُونَ"الممتحنة
- قال تعالى: "يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُمِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَىالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَنَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ .." )المائدة
- وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَتَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوامَا عَنِتِّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِيصُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْتَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْوَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّاوَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْمُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"آل عمران.
وقال تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْالمجادلة
- وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُواعَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِوَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ" الممتحنة

الخلاصة:
قال تعالى"شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىوَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" الشورى.

القاعدة :
 أن الدين واحد لقوله تعالى للأنبياء (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)والدين عند الله الإسلام، وحديثنا عمن خرج عن رسالة الإسلام في جميع الأديان، وهي التوحيد بالربوبية وعدم الشرك بالله فلن يتقبل منه دينه، فأهل الكتاب الذين آمنوا بالله الواحد واليوم الآخر وعملوا صالحا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. نسبة لرسلهم وأنبيائهمالذين بلغوا رسالات ربهم وهي رسالة التوحيد لله وحدهلا شريك له، لكون رسالاتهم السماوية هي قائمة على الإسلام لوجه الله جلجلاله أصلا، كرسالة سماوية، فإلهنا وإلههمواحد، ورسلهم وأنبياؤهم جميعهم أخوة مسلمون!!! فالله جلجلاله أرتضى للجميع دين الإسلام دينا لنتبعه فكل منا مسلمون ولكن بشرعة ومنهاج مختلف بيننا.
دعوة للدخول إلى الإسلام مع خاتم النبيين:
قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَيُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)الأعراف ،  ولهذا لما أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:"أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني"رواه أحمد.

النظرة الصحيحة في الحوار بين الأديان
بقلم الفقير إلى الله / محمد مجدي رياض
 (كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة)

- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
-قال تعالى " أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) الزمر

هناك تعليق واحد: