الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن في الأهمية الحقيقية للمسجد الأقصى



المسجد الأقصى هو بوابة الصعود للسماء بالمعراج
فأرواح الموتى ليس لها طريق للصعود إلى السماء
إلا بالمعراج من فوق المسجد الأقصى
كان صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء بالمعراج،وهذا المعراج مخصص لصعود أرواح الموتى والملائكة من الأرض للسماء وموقعه من فوق المسجد الأقصى(ولذلك كانت رحلة المصطفي صلى الله عليه وسلم إلى القدس للصعود للسماء بالمعراج ) .
-في حديث الإسراء قال المصطفىصلى الله عليه وسلم:ثم أتيت بالمعراج الذي كانت تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلائق أحسن من المعراج أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج".وفي تفسير بن كثير ج3 /ص12
- وروى عاصم عن زر عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت بالبراق فلم نزايل طرفه أنا وجبريل حتى أتينا بيت المقدس وفتحت لنا أبواب السماء ورأيت الجنة والنار خرجه الامام أحمد وغيره
ولبيان تعريف المعراج بالقرآن:
قال تعالى "وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ(33)الزخرف وكقوله(لتركبن طبق عن طبق)


وفي تفسير السعدي ج1 ص 885:
لقوله تعالى " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه"
أي ذو العلو والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق الذي تعرج إليه الملائكة بما جعلها على تدبيره وتعرج إليه الروح وهذا اسم جنس يشمل الأرواح كلها برها وفاجرها وهذا عند الوفاة

-    فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله فيؤذن لها من سماء إلى سماء حتى تنتهى إلى السماء التي فيها الله عز وجل ربها فتحيي وتسلم عليه وتحظى بقربه وتبتهج بالدنو منه ويحصل لها منه الثناء والإكرام والبر والإعظام
-    وأما أرواح الفجار فتعرج فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلا يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض ثم ذكر المسافة التي تعرج فيها الملائكة والروح إلى الله وأنها تعرج في يوم بما يسر لها من الأسباب وأعانها عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير مع أن تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة من ابتداء العروج إلى بلوغها ما حد لها وما تنتهي إليه من الملأ الأعلى فهذا الملك العظيم والعالم الكبير علويه وسفليه جميعه تقد تولى خلقه وتدبيره العلي الأعلى.
ويقول القرطبي : وقال تعالى "مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ(3)المعارج
ذكر الثعلبي عن مجاهد وقتادة والضحاك في قوله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أراد من الأرض إلى سدرة المنتهى التي فيها جبريل يقول تعالى يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا وقوله ( إليه ) يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه ..الخ
وعند بن كثير ج3 ص 458:
في قوله تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ) قال مجاهد وقتادة والضحاك النزول من الملك في مسيرة خمس مئة عام وصعوده في مسيرة خمسمائة عام ولكنه يقطعها في طرفة عين ولهذا قال تعالى(في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)
-بالأضافة لذلك فالقدس أرض المحشر والمنشر: فقد روي عن عبادة بن الصامت أنه وقف على سور بيت المقدس الشرقي يبكي وقال ها هنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه رأى جهنم .. إنتهى كلامه.
ابو عبدالله

إيضاح البيان لأسرار القرآن في كيفية مخاطبة السماء للأرض بالإلقاء والإيحاء





 


السؤال ما هو الفارق بين الإيحاء و الإلقاء
في مخاطبة السماء للأرض

لمعرفة ذلك يجب أن نعرف أولا أنواع الملائكة:
- قال تعالى " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا" النبأ
- وقال" تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه"المعارج
- وقال"..فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ.."
النتيجة:
هناك صنفان من الملائكة:
1-       ملائكة أمر الكلمة "كن"
2-        ملائكة أمر النفخة وهم (الرسل الروحانيون)
أولا :ملائكة أمر الكلمة :
- ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خلقت الملائكة من نور وخلق ابليس من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم".(انتهى كلامه)
-وعن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال: قالت الملائكة يا رب جعلت لبني ادم الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون فاجعل لنا الآخرة فقال لا أفعل فراجعوا ثلاثا فقال لا أجعل من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان، ثم قرأ عبد الله "والسابقون السابقون أولئك المقربون (وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في تفسير بن كثيرج4ص284).
&- ولمعرفة أمر الله بالكلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خزائن الله الكلام، فإذا أراد شيئاً قال له كن فكان" وقوله تعالى "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".
&- ومثال لألقاء أمر الكلمة : قال تعالى "…إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ …"النساء
الشاهد: فكلمة الله التي ألقاها لمريم كانت لتخليق جسد عيسى عليه السلام ولمعرفة أن الكلمة التي ألقيت لمريم كانت لتخليق جسد عيسى عليه السلام في قوله تعالى " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ادم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)"آل عمران.
&- ولمعرفة النزول لأمر الله :
oقال تعالى"الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنيتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير".
oقال تعالى"فالملقيات ذكرا"5 المرسلات في تفسير الطبري :
عن قتادة قال الملائكة تلقي القرآن.
النتيجة:"فالملقيات ذكرا"،"فالتاليات ذكرا"هم من الملائكة المكلفون لألقاء كلام الله وأوامره.
(فاللوح المحفوظ والقلم خلقهما الله بأمر الكلمة كن كما جاء بالأحاديث)


ثانيا:ملائكة أمر النفخة "الروحانيون":
&- ففي تفسير القرطبي ج20 ص 113: حكى القشيري أنالروح صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن إبن عباس.
&- في لسان العرب:
قال النضر في كتاب الحروف المفسرة من غريب الحديث أنه قال حدثنا عوف الأعرابي عن وردان بن خالد قال بلغني أن الملائكة منهم روحانيون ومنهم من خلق من النورقال ومن الروحانيين جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام.

- قال الأزهري وهذا القول في الروحانيين"أن الروحاني الذي نفخ فيه الروحوفي الحديث الملائكة الروحانيون يروى بضم الراء وفتحها كأنه نسب إلى الروح أو الروح وهو نسيم الريح والألف والنون من زيادات النسب ويريد به أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر.(أنتهي كلامه)

الشاهد:
سبق الإشارة بأن هناك ملائكة مخلقين من الكلمة، وأخريين مخلقين من النفخة
وهم (الروحانيين) ومثال لذلك:
-قال تعالى(ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا) التحريم
-وقوله" فأرسلنا إليهاروحنا فتمثل لها بشرا سوياقالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياقال إنماأنارسولربك لأهب لك غلاما زكيا.." مريم
-وقال تعالى "وكذلك أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا "فالقرآن الموحي به للرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه" رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا "لكونه ينفث من الروحانيون (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين)
- وفي التنزيل يظهر الأمر بالنفخ لعيسى عليه السلام  في الطين " قال تعالى ( فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله)
النتيجة
النفخ في اللغة جاء بمعني الروح فالروح بالضم في كلام العرب النفخ سمي روحا لأنه ريح يخرج من الروح….الخ.
والنفث هو أقل من النفخ شبيه بعمل الراقي( تفل).
-وقال السهيلي في تفسير بن كثير على  أن المراد بقوله
( قل الروح من أمر ربي ) أي من شرعه (انتهى كلامه)….(أي من أمره)

النتيجة :
الروحانيون هم القائمون على تنفيذ أمر الله بالنفخ ، فأسرافيل عليه السلام الموكل بالنفخ في الصور وملك الموت الموكل بنزع الروح وجبريل الروح الأمين ..الخ
الشاهد: - في مسند أحمد بن حنبل ج5 ص 215 قال:حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ان أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسل مفأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الروح لا يلقى الروح واقنع رسول اللهصلى الله عليه وسلمرأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم".
النتيجة:
الروح لايلقي كلمة الله وإنما ينفخها أو ينفثها،فالروحانيون غير موكلون بالإلقاء لكلمة الله فهناك صنف آخر للملائكة "المخلقون بكن وهم موكلون بالإلقاء لكلمة الله (كالملقيات ذكرا) .
ولذلك جاء الحديث بان الروح لا يلقى الروح لأن الروح ينفخ أو ينفث أوامر الله ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ( إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم( أو من وراء حجاب)أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم وذكر بفتح الباري
النتيجة: أظهرت النصوص بأن:
- أوامر الكلمة "كن" تلقى من الملائكة.
-وأوامر النفخة فهي تنفخ أو تنفث من الروح(الروحانيون)
-فقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان الروح لا يلقى الروح.." (أنتهي) لأن الروح  ينفخ وينفث ولا يلقي
----
السؤال ما هو الفارق بين الإلقاء والإيحاء(عند مخاطبة السماء للإنسان)
لمعرفة الفارق بين الألقاء (لأمر كلمة الله"كن") والإيحاء(الذي يعد نفثا من أوامر النفخة )نرجع لقوله تعالى:"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)النساء
الشاهد :- بداية الإيحاء من السماء إلى الأرض كانت من عهد نوح عليه السلام ثم من بعده من الرسل لقوله تعالى" .. إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ….الآية ).
-أما من قبل نوح فلم يكن هناك إيحاء وإنما كان هناك ألقاءلكلمة الله التي تلقى: قال تعالى "فَتَلَقَّى ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)البقرة

أولاً: الآلقاء)
ما معني ألقي في اللغة :…. قال الأزهري معناه كلمة معاياة يلقيها عليه ليستخرجها…أنتهى
ولمعرفة كيفية الإلقاء للكلمة نرجع للنصوص التالية:
- ففي مسند أحمد قال" حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَخَلَ الصَّلَاةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ وَسَبَّحَ وَدَعَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَائِلُهُنَّ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَة َ تَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا*.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جل وعز جعل الحق على لسان عمر وقلبه وفي حديث آخر إن السكينة تنطق على لسان عمر هذا أو نحوه من الكل ام ويروى في بعض الحديث إن المحدث هو الذي تنطق الملائكة على لسانه. ( غريب الحديث بن قتيبه ج1/ص 314 )
- "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَضَى اللَّهُ أَمْرًا فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَ ( إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا إِلَى الَّذِي تَحْتَهُ فَيُلْقِيهَاعَلَى لِسَانِ الْكَاهِنِ أَوِ السَّاحِرِ فَرُبَّمَا لَمْ يُدْرَكْ حَتَّى يُلْقِيَهَا فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَتَصْدُقُ تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ*بن ماجة
&- وفي الزهد لابن مبارك ج1 ص 491: - قال المحدث : أخبركم أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا ايضا يعني سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا الدرداء قال إنا نقوم فيكم بكلمات الله وروحه ثم نرجع إلى بيوتنا فنرجع إلى ضرائبنا وما كتب الله علينا ان الرجل ليقوم فيكم بمائة كلمة كلها حكم ثم يقول الكلمة لعله يخطى ء بها أو يلقيها الشيطان على لسانه فيظل الرجل منكم متعلقا بها فذلك المخسوس.
- قال تعالى"وماّ أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله ءايته والله عليم حكبم"الحج
&- وفي صحيح البخاري :عن ابن عباس أنه قال إذا تمنىألقى الشيطان في أمنيته إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه وكون تمنى بمعنى قرأ وتلا هو قول أكثر المفسرين.
- قال تعالى "ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم …" الحج
&- وروى البخاري ج6 ص 2784: من حديث الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال قالت عائشة سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجنيفيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون معها مائة كذبة .
-وفي صحيح البخاري قال:"حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمإِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ *
الشاهد: هناك فرق بينالتلقي على اللسان أوالقول باللسان قوله تعالى: "إذ تلقونه بألسنتكموتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم…الخ
&- ففي القرطبي ج12 ص 204: وقرأ أبي وبن مسعود إذتتلقونه من التلقي وتبعها"ياأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)
الشاهد: فالكلمة تحمل وتلقى وتخطف وتجرا على لسان المتلقي لها برمتها وبدون تدخل من المتلقي نفسه في الكلمة التي تجرا على لسانه لتستخرج منه .لذا كانت كلمة الله تلقى على لسان ادم ليتوب الله عليه من بعد أن أحاطت به خطيئته قال تعالى"فَتَلَقَّى ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)البقرة
الخلاصة :ملائكة الكلمة تحمل أوامر الله وكلامه وتلقيه
- فكلمة الله تلقى على لسان المتلقي لها كآدم عليه السلام قال تعالى "فتلقى ادم من ربه كلمات…" ليرددها بلسانه فقط والساحر تجرا على لسانه كلمة الحق ثم يزيد فيها.
- فكلمه الله ليست للحوار مع المتلقي نفسه وإنما تنطق على اللسان ليرددها فقط كادم عليه السلام(ويأتي لاحقا الشرح لقوله "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه)" القيامة.
الشاهد:
قال تعالى "وما كان لبشر أن يكلمه اللهإلا وحياأو من ورآء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشآء.."
&- ففي فتح الباري (ج8 ص 609):قال "وتقريره أنه سبحانه وتعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه:
&-الحالة الأولى:وهي الوحي بان يلقى في روعه ما يشاء."كقوله صلى الله عليه وسلم أن روح القدس نفث في روعي
&-الحالة الثانية :أويكلمه الله جهرا من وراء حجاب.
&-الحالة الثالثة : أو يرسل إليه رسولا " فيوحى بإذنه ما يشآء" فيبلغ عنه .
الشاهد : في الحالة الثانية( أو يكلمه الله جهرا من وراء حجاب) تدل على كلام الله مع البشر مباشرة(بلإيحاء أو من وراءحجاب (بواسطة) بالتلقي.
ومثاله"فلمآ أتاها نودى من شاطئ الوادى الأيمن فى البقعة المباركةمن الشجرة
&- ففي تفسير بن كثير ج3 ص 392: عن موسى عليه السلام وكيف كان ابتداء إيحاء الله إليه وتكليمه له ( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر ) يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرةالتي هي شرقية على شاطى ء الوادي ( وما كنت من الشاهدين )
&- وبتفسير القرطبي رحمه الله: لقوله تعالى( نودي من شاطئ الوادي الأيمن) قال المهدوي وكلم الله تعالى موسى عليه السلام من فوق عرشه وأسمعه كلامه من الشجرة على ما شاء انتهى منه .
&- وبتفسير بن كثير ج3 ص 357 :قال تعالى ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها ) أي فلما أتاها ورأى منظرا هائلا عظيما حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا توقدا ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة ثم رفع رأسه فإذا نورها متصل بعنان السماءقال بن عباس وغيره لم تكن نارا وإنما كانت نورا يتوهج وفي رواية عن بن عباس نور رب العالمين فوقف موسى متعجبا مما رأى ( فنودي أن بورك من في النار)
&- وفي تفسير بن عبد البر ج 18 ص14 :"…قال له ادم ومن أنت قال أنا موسى قال أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه.(انتهى)
الخلاصة: الإلقاء يكون للكلمة التي يقضي بها الله أي كلامه وأوامره التي تلقىوليست كلامه وأوامره التيتوحى
- فكلمة الله يجريها على لسان المتلقي لها جهرا "فتلقى ادم من ربه كلمات …"، فهي ليست للمخاطبة مع المتلقي نفسه من قوتها، فمعنى أن يكلم الله بشرا مباشرة، أي من وراء حجاب"أي بواسطة "كالشجرة أو بلسان شخص آخر وذلك لما للكلمة من قوة بمثل القوة في عدم النظر إليه جل شأنه، فيكون المتلقي واسطة لينطق بكلمة الله التي تجرى على لسانه بدون تدخل لأرادته في النطق بالكلمة كآدم .
ملاحظة: لم يقتصر كلام الله المباشر مع البشر على موسى عليه السلام فقط (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)
&-ففي تفسير القرطبي ج7ص280: الاصطفاء الاجتباء أي فضلتك ولم يقل على الخلق لأن من هذا الاصطفاء أنه كلمه وقد كلم الملائكة وأرسله وأرسل غيره فالمراد على الناس المرسل إليهم(أنتهى)ولقوله تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات…"فكلمة (منهم من كلم الله) تفيد التعدد.
&_وفي مسند احمد 21257:حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ..عن أَبَا ذَرٍّ قَالَ …… قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ قَالَ نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ قُبْلًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا *

(ثانيا: الإيحاء)
الإيحاء نفث ينفث في القلب فيكون إلهاما في داخل الإنسان ويقوم به الروحاني.
استكمالا للشرح في قوله تعالى"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحيبإذنه….الآية
(سبق الشرح كلام الله من وراء حجاب والآن سنتكلم عنالوحي والرسول)
 -oكلام الله بالوحي:
&- في تفسير القرطبي 16 ص 53 : لقوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) سبب ذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر إليه فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن موسى لن ينظر إليه) فنزل قوله وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) ذكره النقاش والواحدي والثعلبي( وحيا ) ،
قال مجاهد" نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما ومنه قولهصلى الله عليه وسلم( إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ( أو من وراء حجاب ) أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم (فتح الباري)أنتهى
-والنفث هو أقل من النفخ: ففي صحيح البخاري : حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ *
&- ولتعريف كيفية الوحي في مسند أحمد قال : حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّفَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللَّهم عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا *…أنتهي
- oأو يرسل رسولا فيوحى بإذنه"
أما الرسول المرسل من الملائكة فهو من المكلفين بأوامر النفخ فالإيحاء نفث من أوامر النفخ فهو يبلغ كلام الله لقوله (أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشآء) فالمكلف بالإيحاء كروح القدس من الرسل الروحانيين لقوله تعالى " أرسلنا أليها روحنا…قال أنا رسول ربك.."الآية فيكلم الرسول الروحاني
&- اللغة المستخدمة في الإيحاء:
&- ففي المعجم الأوسط ج5 ص 47: يقول المحدث "حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا أبي قال حدثنا العباس بن الفضل عن سليمان بن ارقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن آبى هريرة قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما انزل الله وحيا قط على نبي بينه وبينه إلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه.
&- وفي تفسير بن كثير ج3 ص 348: قال سفيان الثوري لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه واللسان يوم القيامة بالسريانية فمن دخل الجنة تكلم بالعربية رواه بن أبي حاتم
الخلاصة :
- الإيحاء يكون باللغة العربية وهو نفث ينفث في القلب فيكون إلهاما فهو من أوامر النفخة.
- أما الرسل الذي يرسله الله لأنبيائه فهم من الروحانيين "كالروح الأمين " وهم المعهود لهم بالإيحاء وتبليغ كلام الله.
- أما كلمة الله المباشرة مع البشر تكون بواسطة ( حجاب)بمتلقي ينطق بها كإنسان أو بشجره (فوجود الحجاب من الضروري لقوة الكلمة)
- فالمتلقي لكلمة الله من البشر ليست للمخاطبة معه وإنما تجرى على لسانه"كآدم عليه السلام"
شواهد قرآنية تدل على وجود الإلقاء للكلمة على لسان بشر أو بوسيط ملائكي من بعد أدم وذلك لوجود حوار مع الله تعالى:
&-مخاطبة الله تعالى للحواريين على لسان عيسى عليه السلام: (فالتبس على النصارى الأمر من بعد الحواريين).
- قال تعالى( إذ قال الحواريون ياعيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين"
- فقال تعالى( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكمفإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين)
الشاهد: صيغة الجمع في المخاطبة لا تشمل عيسى عليه السلام لدلاله تلقيه الكلمة على لسانه (أو بوسيط ملائكي) حيث كانت المخاطبة مباشرة مع الحواريين وليست بصيغة الغائب أو بصيغة التبليغ.
&- شواهد قرآنية في مخاطبة الله لزكريا عليه السلام لوجود حوار.
حيث كانت الملائكة نادته في المحراب لتبشره بالولد فقالت " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياقال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذالك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رباجعل لي ءاية قالءايتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا" مريم
&- شواهد قرآنية في مخاطبة الله لمريم لوجود حوار.قوله "إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنْ الصَّالِحِينَ(46)آل عمران
-قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ… "،" ….قَالَكَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)آل عمران
النتيجة وجود الحوار يدل على كلام الله من وراء حجاب أو بالوسيط سواء على لسان بشر متلقي (أو بملك):
1- فالمتلقي للكلمة تجرى على لسانه كلمة الله وليست هي لغة المخاطبة مع المتلقي نفسه لقوة الكلمة عليه كما كلم الله تعالى موسى وأسمعه كلامه من الشجرة ،وكذلك " فتلقى ادم من ربه كلمات…" ليرددها على لسانه فقط
الشاهد:-عن حديث أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلكحتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ) في صحيح البخاري
- ففي رد البخاري بحديث الباب والآية وفيه "انهم إذا ذهب عنهم الفزع قالوا لمن فوقهم ماذا قال ربكم فدل ذلك على انهم سمعوا قولا لم يفهموا معناه من أجل فزعهم " (أنتهي كلامه) .
2-أما الإيحاء فيكون في النفس فيفصم عن الموحي وهو يعيما قيل ولكنها ليست للحوار معه ولا مع الأخريين لقوله صلى الله عليه وسلم"فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ"
3 -والرسول يبلغ"لقوله صلى الله عليه وسلم"وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ"
النتيجة :"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء"
ففي فتح الباري (ج8 ص 609):قال"وتقريره أنه سبحانه وتعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه:
&- الحالة الأولى:وهي الوحي بان يلقى في روعه ما يشاء .
&-الحالة الثانية :أو يكلمه بواسطة من وراء حجاب.
&-الحالة الثالثة : أو يرسل إليه رسولا فيبلغه عنه .
(انتهى)
- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
-قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين(22) الزمر
من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة"
محمد مجدي رياض
أبو عبدالله