الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لإسرار القرآن عن: سبب أختلاف العلـــماء في قصـة خلق آدم ؟ هل خلق أدم في السماء ؟ أم خلق في الأرض؟






إيضاح البيان لإسرار القرآن عن:
سبب أختلاف العلـــماء في قصـة خلق آدم ؟
هل خلق أدم في السماء ؟ أم خلق في الأرض؟



الأجابة

خلق آدم وذريته على مرحلتين:

1- مرحلة خلقه هو وذريته في السماء
(مرحلة النسم(بالكلمة) والأرواح(بالنفخة)) .

 قال تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا  

لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين) 



2- مرحلة خلقهم في الأرض(أجساد فقط).
والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا

3- ليتم التزاوج بين ماخلقه الله في السماء وماخلقه الله في الأرض.

وقال"وإذا النفوس "زوجت" في تفسيربن كثير قول: أي زوجت بالأبدان
قال تعالى" وخلقناكم أزواجا(8) وجعلنا نومكم سباتا(9)النبأ


الشاهد:
قال تعالى"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا(1)الإنسان


الشرح
أولا : مرحلة خلق آدم  وذريته  في السماء

&-الشاهد على خلق آدم وذريته في السماء:
-قال تعالى "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(11) الأعراف
& خروج أدم من الجنة من بعد الأكل من الشجرة :
-وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ(35)البقرة
- وقال تعالى " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123) طه



ثانياً : مرحلة أعادة خلق آدم وذريته
في الأرض (خلق الأجساد)

(والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا)

قال تعالى"أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15)ق
-وهي مراحل تطورخلق(الجسد) في الأرض من بعد الأنفجارالكوني للنجم الذي كانت الأرض جزأً منه،حيث أنفجر النجم وتناثرت ذراته وماتت الحياة فيه وأنفصلت الأرض عنه ثم أحياها الله من بعد موتها.
- قال تعالى" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30)البقرة
{‏قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون‏}الملك 25
- وقال تعالى"وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْوَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِقَوْمٍ آخَرِينَ(133)الأنعام
&- الشاهد:
على خلق الأرض قبل الأنفجار حيث كانت جزأ من هذا النجم المنفجر:
قال تعالى: " أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(30) الأنبياء
&- الشاهد:
على أن الأرض كانت تحيا قبل الأنفجار ثم أعيد أحياءها حيث تكونت وأنزل الله فيها الماء ، كما أنزل في ذراتها من كل دابة .
- قوله تعالى في سورة البقرة:"ومآ أنزل الله من السمآء من مآء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة"(وهناك أحاديث تؤيد نزول الأربع من السماء للأرض ومنها كل دابة) .
- وقال تعــــالى" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِوَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ(29)الشورى
&- الشاهد:على أنبات الأنسان من الأرض بمراحل تطوره ثم أعادته فيها وأخراجه منها في النشور.
- قال تعالى" ما لكم لا ترجون لله وقارا (13) وقد خلقكم أطوارا (14)  ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا (15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (16) والله أنبتكم من الأرض نباتا (17)ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا (18) نوح
-وقال تعالى" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)العنكبوت
- وقال تعالى "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ"12المؤمنين
&-الشاهد:
على أعادة خلق أدم وذريته في الأرض من بعد خلق أنفسهم بالسماء:
- قال تعالى " أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُوَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا(67)مريم
- وقال" وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ(62)الواقعة وقال"وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى)النجم
- قال تعالى "قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ(79) يس.
- قال تعالى وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(27)الروم
الخلاصة:
1 -خلق آدم في السماء (أنفس وأرواح) وكذلك باقي البشر .
قال تعالى"…وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ…."الأعراف
2- وخلقت الأجساد بالأرض (بمراحل التطور )ليتمالتزاوج بين النفس والجسد "وخلقناكم أزواجا(8) النبأ" قال بن كثير زوجت بالأبدان
الشاهد: قال تعالى" هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا(1)الإنسان
في تفسير القرطبي:وروي عن ابن عباس."حين من الدهر" قال ابن عباس في رواية أبي صالح: أربعون سنة مرت به, قبل أن ينفخ فيه الروح, وهو ملقى بين مكة والطائف وعين ابن عباس أيضا في رواية الضحاك أنه خلق من طين, فأقام أربعين سنة, ثم من حمإمسنون أربعين سنة, ثم من صلصال أربعين سنة, فتمخلقه بعد مائة وعشرين سنة. وزاد ابن مسعود فقال: أقام وهو من تراب أربعين سنة, فتم خلقه بعد مائة وستين سنة, ثم نفخ فيه الروح.
- وقيل: الحين المذكور ها هنا: لا يعرف مقداره; عن ابن عباس أيضا, حكاه الماوردي "لم يكن شيئا مذكورا" قال الضحاك عن ابن عباس: لا في السماء ولا في الأرض.
- وقيل: أي كان جسدا مصورا ترابا وطينا, لا يذكر ولا يعرف, ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به, ثم نفخ فيه الروح, فصار مذكورا;
- وقد قال تعالى: "وإنه لذكر لك ولقومك" [الزخرف: 44]. أي قد أتى على الإنسان حين لم يكن له قدر عند الخليقة. ثم لما عرف الله الملائكة أنه جعل آدم خليفة, وحمله الأمانة التي عجز عنها السماوات والأرض والجبال, ظهر فضله على الكل, فصار مذكورا"لم يكن شيئا مذكورا": إذ كان علقة ومضغة; لأنه في هذه الحالة جماد لا خطر له. وقال أبو بكر رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية: ليتها تمت فلا نبتلىأي ليت المدة التي أتت على آدم لم تكن شيئا مذكورا تمت على ذلك, فلا يلد ولا يبتلى أولاده. وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يقرأها فقال ليتها تمت.

النتيجة:
خلق الله(الأنفس والأرواح)وصورها في السماء وخلقالجسد وصوره في الأرض ليتم التزاوج بينالنفس(الأمانة) والجسد بالأرض.

- قال تعالى" وخلقناكم أزواجا(8) وجعلنا نومكم سباتا(9)النبأ

الشاهد:
 "وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍفَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ"الأنعام

ففي تفسير القرطبي:
 لقوله تعالى " أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ"
..قال سعيد بن جبير: قال لي ابن عباس هل تزوجت؟ قلت: لا فقال: إن الله عز وجل يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه.
وروي عن ابن عباس أيضا أن المستقر من خلق, والمستودع من لم يخلق; ذكره الماوردي.
وعن ابن عباس أيضا: ومستودع عند الله.
قلت: وفي التنزيل "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" [البقرة: 36] والاستيداع إشارة إلى كونهم في القبر إلى أن يبعثوا للحساب .انتهى

النتيجة :
&- المستقر :
النفس (النسمة)هي المستقر المنقولة بالذرية من ظهر آدم لتكون في الجسد المخلوق بكلمة الله"بكن" قال تعالى" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)"آل عمران
&-والروح 
هي المستودع عند الله ليأتي بها الملك لينفخها لتحيا النفس في النطفة .
ففي فتح الباري ج10 ص 417:
خلق أرواح بني آدم عند قوله ألست بربكم لما أخرجهم من صلب آدم عليه السلام مثل الذر.

الشاهد:بأن النفس (النسمة) هي المستقر المنقولة بالذرية:
- قال تعال "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)" الأعراف.

في المنتظم ج1 ص 215 قال المحدث :
أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني يعقوب الرماني حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قول الله عز وجل ) وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم ( قال جمعهمفجعلهم أزواجا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق ) وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ( قال فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم ادم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا تشركوا بي شيئا سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبى قالوا شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك فرفع عليهم ادم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك فقال يا رب ألا سويت بين عبادك فقال إني أحببت أن أشكر ورأى ادم الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) إلى قوله ( عيسى ابن مريم ) وكان في تلك الأرواح.

في تفسير القرطبي :
أي واذكر لهم مع ما سبق من تذكير المواثيق في كتابهم ما أخذت من المواثيق من العباد يوم الذر. وهذه آية مشكلة, وقد تكلم العلماء في تأويلها وأحكامها, فنذكر ما ذكروه من ذلك حسب ما وقفنا عليه :
فقال قوم: معنى الآية أن الله تعالى أخرج من ظهور بني آدم بعضهم من بعض "أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم" دلهم بخلقه على توحيده; لأن كل بالغ يعلم ضرورة أن له ربا واحدا. "ألست بربكم" أي قال. فقام ذلك مقام الإشهاد عليهم, والإقرار منهم; كما قال تعالى في السماوات والأرض: "قالتا أتينا طائعين" [فصلت: 11]. ذهب إلى هذا القفال وأطنب.

وقيل: إنه سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد, وإنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها.قلت: وفي الحديث عن النبي صلى الله عيله وسلم غير هذين القولين, وأنه تعالى أخرج الأشباح فيهاالأرواح من ظهر آدم عليه السلام. ..الخ

وروى الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل رجل منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال يا رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا؟ فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم عليه السلام جاءه ملك الموت فقال أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أو لم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته". ( في غير الترمذي: فحينئذ أمر بالكتاب والشهود).
في رواية: فرأى فيهم الضعف والغني والفقير والذليل والمبتلى والصحيح. فقال له آدم: يا رب, ما هذا؟ ألا سويت بينهم! قال: أردت أن أشكر.
- وروى عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أخذوا من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس". وجعل الله لهم عقولا كنملة سليمان, وأخذ عليهم العهد بأنه ربهم وأن لا إله غيره. فأقروا بذلك والتزموه, وأعلمهم بأنه سيبعث إليهم الرسل; فشهد بعضهم على بعض. قال أبي بن كعب: وأشهد عليهم السماوات السبع, فليس من أحد يولد إلى يوم القيامة إلا وقد أخذ عليه العهد.
واختلف في الموضع الذي أخذ فيه الميثاق حين أخرجوا على أربعة أقوال; فقال ابن عباس: ببطن نعمان, واد إلى جنب عرفة. وروي عنه أن ذلك برهبا - أرض بالهند - الذي هبط فيه آدم عليه السلام. أهبط الله آدم بالهند, ثم مسح على ظهره فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة…الخ
قال يحيى قال الحسن: ثم أعادهم في صلب آدم عليه السلام. وقال الكلبي: بين مكة والطائف. وقال السدي: في السماء الدنيا حين أهبط من الجنة إليها مسح على ظهره ....الخ( انتهى)
الخلاصة:
- خلق الله أدم بنفخة من روحه ::" فَإِذَا ّسَوَيْتُهُوَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي "(29)ص وأستودع من تلك النفخة أرواح البشر في مستودعه ليأتي بها الملك لينفخها بالرحم لتحيا النفس.
- وبكلمة(كن)خلق الله النسمة لآدم حبث كانت النشأة لجميع البشر لقوله تعالى (أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) : حيث جعل الله النسمة هي المستقر في ظهر آدم لتنقل بالذر.
لتحيا النسمة بالنفخ فيها بالروح ليندمجا سويا ويطلق عليها النفس أو الروح حيث تتزاوج مع الجسد
الشاهد: قال تعالى وخلقناكم أزواجا(8) وجعلنا نومكم سباتا(9)النبأ( لبيان حركة عناصر الإنسان عند نومه)
وفي الحديث في مسند أحمد : قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِ قٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا " قَالَ وَادم بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ * ".
الخلاصة :
في يوم البعث"يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون" النحل

في تفسير القرطبي :
قال ابن عباس في هذه الآية لقوله تعالى "يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ …" ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح والجسد
فتقول الروح:
رب, الروح منك أنت خلقته, لم تكن لي يد أبطش بها, ولا رجل أمشي بها, ولا عين أبصر بها, ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به, حتى جئت فدخلت في هذا الجسد, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني.
فيقول الجسد:
رب, أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة, ليس لي يد أبطش بها, ولا قدم أسعى به, ولا بصر أبصر به, ولا سمع أسمع به, فجاء هذا كشعاع النور, فبه نطق لساني, وبه أبصرت عيني, وبه مشت رجلي, وبه سمعت أذني, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني منه.
قال: فيضرب الله لهما مثلا أعمى ومقعدا دخلا بستانا فيه ثمار, فالأعمى لا يبصر الثمرة والمقعد لا ينالها, فنادى المقعد الأعمى ايتني فاحملني آكل وأطعمك, فدنا منه فحمله, فأصابوا من الثمرة; فعلى من يكون العذاب؟قال: عليكما جميعا العذاب; ذكره الثعلبي (أنتهى كلامه)
النتيجة :
- قال تعالى" وخلقناكم أزواجا(8) وجعلنا نومكم سباتا(9)النبأ
- قال تعالى "وإذا النفوس زوجت"في تفسيربن كثير ج4 ص 477 قال: أي زوجت بالأبدان (أنتهى)
الخلاصة :فالبشر في الآخرة أزواجا يوم تأتي الأنفس وتنبت الأجساد من الأرض لتتزاوج كل نفس مع جسدها بعد الجمع (حيث تركت النفس الجسد بعد الممات ) ليتم الجمع بينهما (يوم الجمع ليجمعكم فيه).
- قال تعالى "وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة (7)الواقعة (الميمنة والمشأمة والسابقون)
الشاهد:- ففي خلق الإنسان قال تعالى "وخلقناكم أزواجا(8) النبأ
وفي الآخرة قال"وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة" الواقعة
- وذلك قبل الجمع بين النفس والجسد
فمازال الخلاف بين النفس وبين العقل وهوسائق الجسد على عمل تم إنجازه بأمر من أحدهما ،والآخركان غير راضاً عن هذا العمل لمخافته من الله تعالى (في رواية بن عباس)
كالذي يسرق ونفسه تلومه ورافضه لعمله تماما وتستغفر ربها،والعكس في الذي يعتقد بأعتقاد شركي في نفسه(مثل الشفاء من كرامات الأولياء)بالرغم من صلاته
فمن المسئول بينهما .
1- قال تعالى (كل أمرئ بما كسب رهين) ففي التفسير جاء لفظ امرئ من مروءته أي عقله،(أنتهى)
فالعقل هو سائق الجسد وصاحب القرار المادي كقوله تعالى " أم تأمرهم أحلامهم " وبلوغ الحلم أي بلوغ سن الرشد للعقل
2- وقوله (وكل نفس بما كسبت رهينة).
فالنفس هي صاحبة الهوى وتأمر على عقلها بالسوء أو بالخير.
الشاهد : النفس رهينة بشركها والعقل رهين بأعماله (رجال الأعراف):
&- ففي صحيح البخاري: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ هُوَ ابْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e لَنَا أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ فَتَلَقَّانَا رِجَالٌشَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَا لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَا أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌوَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًاتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ .
الشاهد صيغه بالمثنى:
- قال تعالى " وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21) فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22)وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23)أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24)مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيب ٍ(25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْبِالْوَعِيدِ(28)مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
- وقال تعالى"لقد جاءتمونا فرادا كما خلقناكم أول مرة…"وقوله(ونرثه ما يقول ويأتينا فردا).
&- قال تعالى " حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون"النور
&- وقال تعالى " حتى إذا جآءنا قال يليت بيني وبينكبعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " .الزخرف
&- وفي صحيح مسلم : قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ الضُّبَعِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ أَخْبِرُونِي عَنْشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ رُوعِيَ أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا فَإِذَا أَسْنَانُ الْقَوْمِ فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَلَمَّا سَكَتُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ فَذَكَرَ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمَا و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَيْفٌ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُا أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُمَّارٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ *
&- وفي صحيح بن حبان ج1 ص 444: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة قال حدثني عطاء بن يسار قال حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال صدرنا مع رسول الله e: من مكة فجعل ناس يستأذنون رسول الله e: فجعل يأذن لهم فقال رسول الله e: ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر قال فلم نر من القوم إلا باكيا ، قال" يقول أبو بكر إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه في نفسي" فقام رسول الله e: فحمد الله وأثنى عليه وكان إذا حلف قال والذي نفسي بيده أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجنة ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب وإني لأرجو أن لايدخلوها حتى تتبوؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة ثم قال إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول لا أسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له من ذا الذي يدعوني فأستجيب له حتى ينفجر الصبح.إنتهى
&- قال تعالى "وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء وهو خلقكم أول مرة…) فصلت
الشاهد:
قال الإمام أحمد حدثنا وكيع وأبو جعفر وعبيدة المعنى قالوا حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قام فينا رسول الله eبموعظة فقال إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ) وذكر تمام الحديث أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة ذكره البخاري
ففي الحديث في مسند أحمد قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِبْنِ شَقِ قٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا " قَالَ وَادم بَيْنَ الروح والجسد ِ *    ".

أنتهى
من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة
محمد مجدي رياض

- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
- قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللهأولئك في ضلال مبين(22) الزمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق