الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه وسر الحروف المقطعة



إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه سر الحروف المقطعة



من أسرار القرآن الكريم
أوائل الحروف المقطعة
في سور القرآن الكريم

قال تعالى:( حم )( آلم )( آلر )( طسم)( طه )( يس )( ص )( حم عسق )( ق )( آلمص)( كهيعص )

(آلمر)( ن )( طس)
جمعها عالم ديني مسلم مفردة وكون منها جملة مفيدة
نص حكيم قاطع له سر)

فما هو سر الحروف المقطعة التي جاءت

في آوائل سور القرآن الكريم
الإجابة
لمعرفة سر الحروف المقطعة فى سور القرآن الكريم يجب أن نعرف أولا ما هو الفارق بين :-     

1-  الإلقاء                            
2- والإيحاء


عند مخاطبة السماء للإنسان.

قال تعالى"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)النساء
الشاهد : فبداية الإيحاء من السماء إلى الأرضكانت من عهد نوح عليه السلام ثم من بعده من الرسل لقوله " .. إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ….الآية ).
أما قبل نوح فلم يكن هناك إيحاء وإنما كان هناكألقاء وتلقى لكلمة الله :-
الشاهد: "فَتَلَقَّى ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)البقرة


( أولاً: الآلقاء )

ما معني ألقي في اللغة: قال الأزهري معناه كلمة معاياة يلقيها عليه ليستخرجها…انتهى

                              


ولمعرفة كيفية الإلقاء للكلمة نرجع للنصوص التالية:

- ففي مسند أحمد قال" حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَخَلَ الصَّلَاةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ وَسَبَّحَ وَدَعَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَنْ قَائِلُهُنَّ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ (ص) لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَة  َتَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا*.
-وقال رسول الله (ص) إن الله جل وعز جعل الحق على لسان عمر وقلبه وفي حديث آخر إن السكينة تنطق على لسان عمر هذا أو نحوه من الكل ام ويروى في بعض الحديث إن المحدث هو الذي تنطق الملائكة على لسانه(غريب الحديث بن قتيبه ج1/ص 314 )
- "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قَالَ إِذَا قَضَى اللَّهُ أَمْرًا فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَ ( إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا إِلَى الَّذِي تَحْتَهُ فَيُلْقِيهَا عَلَى لِسَانِ الْكَاهِنِ أَوِ السَّاحِرِفَرُبَّمَا لَمْ يُدْرَكْ حَتَّى يُلْقِيَهَا فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَتَصْدُقُ تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ*بن ماجة
- قال تعالى"وماّ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءايته والله عليم حكيم"الحج
&- وفي صحيح البخاري :عن ابن عباس أنه قال إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إذا حدث ألقىالشيطان في حديثه وكون تمنى بمعنى قرأ وتلا هو قول أكثر المفسرين.
-وقال"ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم …" الحج
&- وروى البخاري ج6 ص 2784: من حديث الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال قالت عائشة سأل ناس النبي (ص) عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال (ص) تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون معها مائة كذبة .
-وفي صحيح البخاري قال:"حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ اشْفَعُوا تُؤْجَرُواوَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (ص) مَا شَاءَ *
&- وفي القرطبي ج12 ص 204: وقرأ أبي وبن مسعود إذ تتلقونه من التلقي وتبعها"ياأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)
النتيجة: هناك فرق بين التلقي على اللسان أو القولباللسان
- قال تعالى: "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكمما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم…الخ
- فالكلمة تحمل وتلقى وتخطف وتجرا على لسان المتلقي لها برمتها وبدون تدخل من المتلقي نفسه في الكلمة التي تجرا على لسانه لتستخرج منه .
لذا كانت كلمة الله تلقى على لسان ادم ليتوب الله عليه من بعد أن أحاطت به خطيئته قوله"فَتَلَقَّىادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)البقرة
الخلاصة:- فكلمة الله تلقى على لسان المتلقي لها كآدم عليه السلام قال تعالى "فتلقى ادم من ربه كلمات…" ليرددها بلسانه فقط والساحر تجرا على لسانه كلمة الحق ثم يزيد فيها، فكلمه الله ليست للحوار مع المتلقي نفسه وإنما تنطق على اللسان ليرددها فقط كآدم عليه السلام(ويأتي لاحقا الشرح لقوله "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه)" القيامة.
النتيجة:قال تعالى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلاوحيا أو من ورآء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشآء.."
&- ففي فتح الباري (ج8 ص 609): قال المحدث"وتقريره أنه سبحانه وتعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه:
&-الحالة الأولى: وهي الوحي بان يلقى في روعه ما يشاء."كقوله (ص) أن روح القدس نفث في روعي…..الخ
&-الحالة الثانية :أو يكلمه الله جهرا من وراء حجاب.
&-الحالة الثالثة : أو يرسل إليه رسولا " فيوحىبإذنه ما يشآء" فيبلغ عنه .
الشاهد في الحالة الثانية( أو يكلمه الله جهرا من وراء حجاب ) تدل على كلام الله مع البشر مباشرة(من وراء حجاب (بواسطة) بالتلقي.
ومثاله:"فلمآ أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة"
&- ففي تفسير بن كثير ج3 ص 392 : عن موسى عليه السلام وكيف كان ابتداء إيحاء الله إليه وتكليمه له ( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسىالأمر ) يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطى ء الوادي ( وما كنت من الشاهدين )
&- وبتفسير القرطبي رحمه الله: لقوله تعالى( نودي من شاطئ الوادي الأيمن) قال المهدوي وكلم الله تعالى موسى عليه السلام من فوق عرشه وأسمعه كلامه من الشجرة على ما شاء انتهى منه .
&- وفي تفسير بن عبد البر ج 18  ص14 :"…قال له ادم ومن أنت قال أنا موسى قال أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه.(انتهى)
الخلاصة: الإلقاء يكون للكلمة التي يقضي بها الله أي كلامه وأوامره التي تلقى وليست كلامه وأوامره التيتوحى

- فكلمة الله يجريها على لسان المتلقي لها جهرا "فتلقى ادم من ربه كلمات …"، فهي ليست للمخاطبة مع المتلقي نفسه من قوتها، فمعنى أن يكلم  الله بشرا مباشرة، أي من وراء حجاب"أي بواسطة "كالشجرة أو بلسان شخص آخر وذلك لما للكلمة من قوة بمثل القوة في عدم النظر إليه جل شأنه، فيكون المتلقي واسطة لينطق بكلمة الله التي تجرى على لسانه بدون تدخل لأرادته في النطق بالكلمة كآدم .

في الطبري ج 29 ص 232:في تفسير قوله تعالى"فالملقيات ذكرا"
- عن قتادة قال "الملائكة تلقي القرآن".
النتيجة: ملائكة الكلمة وظيفتهم ألقاء كلمة الله وهم مختلفون عن الروحانيون
الشاهد قال تعالى"يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا(38)"النبأ


(ثانيا: الإيحاء )

- أما الإيحاء نفث ينفث في القلب فيكون إلهاما في داخل الإنسان:

1- أما بكلام الله المباشر بالإيحاء:"

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا..الخ"
&-في تفسير القرطبي 16 ص 53:… قال مجاهد" نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما ومنه قوله (ص) (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم(أو من وراء حجاب ) أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم (فتح الباري)انتهى
والنفث هو أقل من النفخ : ففي صحيح البخاري : حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ *
&- ولتعريف كيفية الوحي في مسند أحمد قال :حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًايَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللَّهم عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا *…أنتهي

2- أما أن يرسل الله رسولا فيوحي بإذنه:

أما الرسول المرسل من الملائكة فهو من الروحانيين فالإيحاء نفث من أوامر النفخ فهو يبلغ كلام الله لقوله (أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشآء) كالروح الأمين المكلف بالإيحاء ومثال ذلك للروح قوله تعالى"أرسلنا أليها روحنا…قال أنا رسول ربك.."الآية فيكلم الرسول الروحاني
&- اللغة المستخدمة في الإيحاء العربية:- ففي المعجم الأوسط ج5 ص 47 :  يقول المحدث " عن آبى هريرة قال:" قال رسول الله (ص) والذي نفسي بيده ما انزل الله وحيا قط على نبي بينه وبينه إلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه.
- وفي تفسير بن كثير ج3 ص 348 : قال سفيان الثوري لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه واللسان يوم القيامة بالسريانية فمن دخل الجنة تكلم بالعربية .
النتيجة:في تفسير القرطبي ج20 ص 113: حكى القشيري أن الروح صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن إبن عباس"أنتهى
- كروح القدس والروح الأمين واسرافيل …الخ قال تعالى" تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه "المعارج
النتيجة : الملائكة الروحانيون لا يلقون كلمة الله وإنما ينفخوها أو ينفثوها
ففي مسند أحمد بن حنبل:قال : حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ان أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول الله(ص) فأخبرت بذلك رسول الله (ص) فقال ان الروح لا يلقى الروح واقنع رسول الله(ص) رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي(ص)
الشاهد: الروح لايلقي كلمة الله وإنما ينفخها أو ينفثها،فهم غير موكلون بالإلقاء لكلمة الله فهناك صنف آخر للملائكة موكلون بالإلقاء ففي تفسير الطبري ج 29 ص 232: عن قتادة قال "فالملقيات ذكرا قال الملائكة تلقي القرآن.( فالملقيات تلقي كلمة الله من اللوح للسماء الدنيا)ولذلك جاء الحديث بان الروح لا يلقى الروح لأن الروح ينفخ أو ينفث أوامر الله ومنه قوله (ص) ( إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم( أو من وراء حجاب)أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم وذكر بفتح الباري
الخلاصة:
- أوامر الكلمة تلقى وتجرا على لسان المتلقي لها جهرا .
- بعكس الإيحاء فهو نفث ينفث في القلب فهو مشتق من أوامر النفخة وفي الحديث قال النبي(ص)"إن الروح لا يلقى الروح" أنتهى لأنه ينفخها ولا يلقيها .

السؤال

أذا كان القرآن الكريم باللوح المحفوظ لقوله تعالى"بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"البروج، وملائكة الكلمة "فالملقيات ذكرا" هم القائمون على آلقاء كلام الله من اللوح المحفوظ فما دور الروحانيون في القرآن الكريم .
الأجابة:
نسأل في أي موضع من اللوح المحفوظ كتب القرآن المجيد ؟
- يقول الله تعالى بأن القرآن في أم الكتاب من اللوح المحفوظ لقوله تعالى: (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لدينالعلى حكيم)الزخرف.
- في تفسير كلمة (حكيم ) في اللغة :
قال المحدث في لسان العرب : "وفي الحديث في صفة القرآن وهو الذكر الحكيم أي الحاكم لكم وعليكم أو هو المحكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب فعيل بمعنى مفعل أحكم فهو محكم…..(أنتهي كلامه)
الشاهد: فالقرآن المذكور في أم الكتاب هو المحكم فقط
لقوله تعالى" وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيمفحكيم مفعل أحكم فهو محكم
- وقوله تعالى"هُوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ"أل عمران
- فالكتاب الذي أنزل لنبينا(ص) منه محكم ومنه متشابه فالآيات المحكمات هن فقط التي ثبت وجودها في أم الكتاب باللوح المحفوظ دون المتشابهات لقوله تعالى" مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ".
&- يقول بن كثير في تفسيره ج1 ص 345 : يخبر تعالى أن في القرآن:
آيات محكمات هن أم الكتاب أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم فمن رد ما أشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس إنعكس ولهذا قال تعالى ( هن أم الكتاب ) أي أصله الذي يرجع إليه عند الإشتباه.
وأخر متشابهاتأي تحتمل دلالتها موافقة المحكموقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد..
النتيجة: قوله أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم
أولاً- ثبت وجود" القرآن المجيد" بآياته المحكمات في أم الكتاب .
- "..إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لعلى حكيم "الزخرف
- وقوله"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌهُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ.."أل عمران
ثانياً: مرحلة التفصيل للآيات المحكمات الموجوده بأم الكتاب.
قال تعالى" الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)هود .

النتيجة:

فيكون المحكم من بعد تفصيله هو المتشابه مع المحكم الذي نزل على نبينا(ص) فهو الجزء الثاني من الكتاب الذي نزل على نبينا (ص)
لقوله تعالى "أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
الخلاصة الكتاب الذي أنزل على محمد (ص) له شقين :
الأول :وهو كلام الله المحكم باللوح المحفوظ" أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
والثاني: هو المتشابه من بعد تفصيله في السماء الدنيا "وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ" ليكون مشابها مع المحكم من بعد التفصيل.
- قال تعالى" الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)هود .

الخلاصة :

نزول القرآن مجملا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كان للتفصيل لقوله تعالى "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ "
ليكون المحكم هو المجمل الذي كان باللوح المحفوظ ثم نزل من اللوح المحفوظ في ليلة مباركةليتم تفصيله في السماء الدنيا ليصل لنبينا (ص)محكم ومفصل (متشابه مع المحكم من بعد تفصيله ) قال تعالى "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتابمِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ"آل عمران
النتيجة :

المفصل هو المتشابه الذي لم يثبت وجوده مع المحكم في اللوح المحفوظ فالكتاب جزئان :


- محكم ثبت وجوده باللوح المحفوظ

والآخر هو المتشابه ليكون هو الكتاب من بعد تفصيله بالسماء الدنيا ،ليصل الكتاب المفصل للنبي المصطفى (ص)في ثلاث وعشرون عام بالإيحاء من بعد تفصيله في السماء الدنيا،ليجمع الكتاب الذي نقرآه"القرآن الكريم"بين الآيات المحكمه والمتشابه.
الشاهد: "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)هود.
- يقول القرطبي (ج9 ص 3):..وقيل جمعت في اللوح المحفوظ ثم فصلت في التنزيل.
- ويقول الطبري(ج11 ص 180): حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى قال ثنا بن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله ثم فصلت قال فسرت.
وقال ثنا محمد بن بكر عن بن جريج قال بلغني عن مجاهد ثم فصلت قال فسرت.
حدثنا بن وكيع قال ثنا بن نمير عن ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد فصلت قال فسرت
وفي فتح الباري ج13 ص 463:
قال تعالى" انا أنزلناه في ليلة القدر"القدر قال الراغب عبر بالإنزال دون التنزيل لأن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك شيئا فشيئا ومنه قوله تعالى"حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة"
ومن الثاني قوله تعالى "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " ويؤيد التفصيل قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل " فان المراد بالكتاب الأول القرآن وبالثاني ما عداه… الخ (أنتهي كلامه)

شواهد بنزول القرآن مجملا من اللوح المحفوظ إلى نبينا (ص) من قبل تفصيله ومن بعد تفصيله: قال تعالى"وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادكورتلناه ترتيلا ".

- ففي مسند أحمد قال : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّيأُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ….. الحديث"
شواهد قرآنية تدل على نزول القرآن على نبينا(ص)من قبل تفصيله
&- قوله تعالى " وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ(6)النمل) فقد أوضحنا فيما سبق بأن التلقييكون فقط لأوامر الكلمة لذلك سنجد أن الرسول(ص)قد تلقي القرآن من اللوح المحفوظ من قبل تفصيله لقوله تعالى " وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ" فالتلقي يكون للكلمة فقط غير الأيحاء الذي ينفث .
ففي صحيح البخاري ج6 ص 2721 :يقول كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة وقال معمر (وإنك لتلقى القرآن ) أي يلقى عليك وتلقاه أنت أي تأخذه عنهم ومثله ( فتلقى ادم من ربه كلمات)انتهى كلامه
الشاهد :
 تلقي الرسول(ص) للقرآن مثل تلقي ادم للكلمات (ينطق على اللسان بعكس الإيحاء ينفث) فالتلقي من أمر الكلمة فيكون القرآن قد نزل مباشرة من اللوح المحفوظ على نبينا(ص) - أما القرآن المنزل الموحى به لنبينا (ص) فكان من السماء الدنيا فهو ينفث والنفث من أوامر النفخة نزل به الروح الأمين .

الخلاصة:

&- قوله تعالى" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا(114)طه.
&- كذلك أوضحنا بأن كلمة الله تجرى على لسان المتلقي لها من البشر بدون تدخل منه، بعكس الإيحاء ينفث.
- قال تعالى"لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه"القيامة،وذلك كقوله" فَتَلَقَّى ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ (37)البقرة

&- دلالة النصوص القرآنية لوجود كتابين:

- قوله تعالى " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " الحجر
لمعرفة السبع من المثاني نرجع لقوله تعالى" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23)الزمر
في سنن النسائي: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ في أضواء البيان ج2 ص 315 لمعرفة السبع مثاني: " قال البخاري في صحيحه "حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال مر بي النبي (ص) وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال ( ما منعك أن تأتيني ) فقلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله "معرضون يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول" ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ) فذهب النبي (ص) ليخرج فذكرته فقال"الحمد لله رب العالمين"
( هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه).أنتهى
(وقال تعالى "ولقد ءاتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم"الحجر )

النتيجة :

الحمد لله رب العالمين جاءت في المثاني( المتشابه) (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ) والقرآن العظيم الذي أوتيه"في المحكم وذلك على النحو التالي :
1-المحكم: في قوله (ص) "والقرآن العظيم الذي أوتيته" ليكون هو الكتاب الأول قبل التفصيل وهو القرآن الموجود باللوح المحفوظ "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " ليكون هو المحكم ".
2-المتشابه: قال البخاري في صحيحه :حدثنا ادم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) فهذا نص صحيح من النبي (ص) أن المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب وبه تعلم أن قول من قال إنها السبع الطوال غير صحيح إذ لا كلام لأحد معه(ص) ومما يدل على عدم صحة ذلك القول أن آية الحجر هذه مكية وأن السبع الطوال ما أنزلت إلا بالمدينة والعلم عند الله تعالى. (أنتهي كلامه)
- وفي سنن الترمذي قال: "حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي قَالَ أَبمو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

النتيجة :

السبع مثاني هي أم القرآن في الكتاب المتشابه"كتابا متشابها مثاني "وهي الحمد لله رب العالمين"فهي السبع مثاني في المتشابة المفصل"كتابا متشابها مثاني حيث قسم الله تعالى الكتاب قسمين:" مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِوَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ "فالسبع مثاني في المتشابة" كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ"
أما السبع طوال فليست في المتشابه لقوله" غير صحيح لمن قالها بأنها فاتحة الكتاب" لتكون السبع طوال ليس في المتشابه أنما هي في المحكم .
ففي فتح الباري ج8 ص 382: وباسناد حسن عن بن عباس أنه قرأ الفاتحة ثم قال ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال هي فاتحة الكتاب وبسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة ومن طريق جماعة من التابعين السبع المثاني هي فاتحة الكتاب ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال السبع المثاني فاتحة الكتاب قلت للربيع أنهم يقولون إنها السبع الطوال قال لقد أنزلت هذه الآية وما نزل من الطوال شيء وهذا الذي أشار إليه هو قول آخر مشهور في السبع الطوال…الخ
ففي المعجم الكبير ج 8 ص 258: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن أبي بردة عن أبي مليح عن أبي أمامة قال قال رسول الله (ص) أتاني ربي السبع الطوال مكان التوراة والمئتين مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل .(أنتهى كلامه)
(للدلالة عن أن السبع طوال في المحكم فالتوراة كلمة الله ولم تنفث)

الشاهد :

&_ بأن السبع الطوال في المحكم (مكان التوراه )في صحيح مسلم قال " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَقَالَ النَّبِيُّ (ص)فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا خَطَّ و قَالَ الْآخَرُ كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ *
&_ والمئتين مكان الإنجيل فهي من المثاني (المتشابة) في مسند الشاميين ج4 ص 63 : حدثنا ذاكر بن موسى بن شيبة ثنا رواد بن الجراح ( ح )وحدثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ( ح ) وحدثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا أبو الجماهر قالوا ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع عن النبي(ص)قال(لقد أعطيت السبع الطوال مكان التوراة والمثاني مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل.
وفي سنن أبو داود ج1 ص 208 :أخبرنا عمرو بن عون أخبرنا هشيم عن عوف عن يزيد الفارسي قال سمعت بن عباس قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئتين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم.
النتيجة :

 السبع طوال في المحكم فالتوراة كلمة من الله(وأوامره بالكلمة) والأنجيل روح من الله (بالإيحاء نفث من روح الله فهو من أوامر النفخة) وفضل الرسول (ص) بالمفصل (فكلمة الله هي المحكم وفصلت بالإيحاء الذي يعد نفث من روح الله فجمع بينهما المحكم والمفصل (ويأتي الشرح لاحقا).

الخلاصة:

نزول المحكم ونزول المتشابه على نبينا المصطفى(ص) من قبل التفصيل ومن بعد التفصيل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا إني أوتيت الكتاب و مثله معه"،والكتاب الذي أنزل على نبينا فيه "الآيات المحكمات" المحكم "وآخر متشابهات "المفصل .


وتظهر الآيات المحكمات الموجودة باللوح المحفوظ من قبل تفصيلها

- في قوله تعالى بسورة يونس(" الر" تلك ءايات الكتاب الحكيم)
أي أن الحروف المقطعة "الرهي الآيات المحكمات بأم الكتاب.
-وقوله في سورة لقمان "الر" تلك آيات الكتابالحكيم)
أي أن الحروف المقطعة "الر"هي آيات الكتاب المحكم بأم الكتاب.

الشاهد: ففي لسان العرب لتفسير معنى الحكيم ج12 ص 141:

قال المحدث"وفي الحديث في صفة القرآن وهو الذكر الحكيم أي الحاكم لكم وعليكم أو هو المحكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب فعيل بمعنى مفعل أحكم فهو محكم .
- وفي حديث ابن عباس قرأت المحكم على عهد رسول الله (ص) يريد المفصل من القرآن لأنه لم ينسخ منه شيء، وقيل هو ما لم يكن متشابها لأنه أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره.(أنتهى كلامه)
النتيجة : معظم الآيات للحروف المقطعة جاءت عن الكتاب المحكم.

- ( الم ) تلك ءايات الكتاب الحكيم )لقمان هي آيات محكمات التي في اللوح المحفوظ

- وفي قوله ( ق والقرءان المجيد … ) ، لقوله "بل هوقرآن مجيد في لوح محفوظ".

- قال تعالى"يس والقرآن الحكيم" فالحكيم وصف بالآيات المحكمات باللوح المحفوظ

- وقوله تعالى (ص والقرآن ذي الذكر" ) لما كتب من اللوح المحفوظ "الذكر"
- وفي سورة هود ( الر) ثم قال (كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) للمحكم
- وقال في يوسف ( الر) ثم قال (تلك ءايات الكتاب المبين)
-وفي فصلت(حم )ثم قال ( تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت ءاياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون )
- وقال تعالى في الزخرف ( حم) ثم قال(والكتاب المبين إنا جعلناه قرءانا عربيا )
- وقال في الدخان ( حم ) ثم قال (والكتاب المبين إنآ أنزلناه فى ليلة مباركة) لنزوله مجمل في ليلة - وقال تعالى: في البقرة ( الم ) واتبع ذلك بقوله ( ذالك الكتاب لا ريب فيه ) وقال في آل عمران (الم) واتبع ذلك بقوله ( الله لا إلاه إلا هو الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق ) وقال في الأعراف (المص) ثم قال ( كتاب أنزل إليك )الآية وقال في الرعد ( المر)ثم قال ( تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ) وقال في سورة إبراهيم ( الر ) ثم قال (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) وقال في الحجر ( الر ) ثم قال (تلك ءايات الكتاب وقرءان مبين )وقال في سورة طه ( طه )ثم قال (مآ أنزلنا عليك القرءان لتشقى ) وقال في الشعراء (طسم ) ثم قال ( تلك ءايات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك )وقال في النمل (طس) ثم قال (تلك ءايات القرءان وكتاب مبين) وقال في القصص ( طسم ) ثم قال( تلك ءايات الكتاب المبين) (نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون) وقال في السجدة ( الم ) ثم قال ( تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ) وقال في سورة المؤمن( حم) ثم قال ( تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ) وقال في الشورى( حم عسق ) ثم قال ( كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك ) وقال في الجاثية (حم ) ثم قال (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إن فى السماوات والا رض لايات للمؤمنين ) وقال في الأحقاف ( حم ) ثم قال ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والا رض وما بينهمآ إلا بالحق)
الشاهد: في تفسير بن كثيرج1 ص 346:لقوله" مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ..)
- … فقال أبو فاختة فواتح السور.
- … وقيل هي الحروف المقطعة في أوائل السور قاله مقاتل بن حيان.
وفي معتصر المختصر ج2 ص 164: ففي الحديث عن النبي (ص) قال" أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ظهر الآية ما يظهر من معناها وبطنها هو ما يبطن من معناها فعلى الناس طلب باطنها كما عليهم طلب ظاهرها ليقفوا بذلك على ما تعبدهم الله تعالى من حلال أو حرام.
كتاب التمهيد لابن عبد البر ج8 ص 273: قال النبي (ص)"..إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما يتيسر منه"وقد اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا كبيرا فقال الخليل بن أحمد معنى قوله سبعة أحرف سبع قراءات والحرف هاهنا القراءة وقال غيره هي سبعة أنحاء كل نحو منها جزء من أجزاء خلاف للأنحاء غيره وذهبوا إلى أن كل حرف منها هو صنف من الأصناف….ونوع من الأنواع….الخ
وفي المستدرك على الصحيحين : حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو همام ثنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله (ص) قال نزل الكتاب الأول من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا آمنا به كل من عند ربنا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

في كتاب عون المعبود ج12ص 225:

 قيل إن المحكمات ما أطلع الله عباده على معناهوالمتشابه ما استأثر الله بعلمه فلا سبيل لأحد إلى معرفته نحو الخبر عن أشراط الساعة مثل الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه السلام وطلوع الشمس من مغربها وفناء الدنيا وقيام الساعة فجميع هذا مما استأثر الله بعلمه وقيل إن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا والمتشابه ما يحتمل أوجها وروي ذلك عن الشافعي..الخ
- وقال بن عباس إن رهطا من اليهود منهم حيى بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراؤهما أتوا النبي (ص) فقال له حيى بلغنا أنك أنزل عليك ألم فأنشدك الله أأنزلت عليك قال نعم قال إن كان ذلك حقا فإني أعلم مدة ملك أمتك هي إحدى وسبعون سنة فهل أنزل عليك غيرها قال نعم المص قال فهذه أكثر هي إحدى وستون ومائة فهل أنزل عليك غيرها قال نعم الر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل من غيرها قال نعم المر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وسبعون سنة ولقد اختلط علينا فلا ندري أبكثيره نأخذ أم بقليله ونحن ممن لا يؤمن بهذا فأنزل الله هذه الآية قوله تعالى( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )قاله الخازن في تفسيره.(أنتهي كلامه)
- قال تعالى"كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا(99)طه
ولمعرفة قوة الآيات المحكمات التي "هن أم الكتاب:أي باللوح المحفوظ "
1- لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال تضربها للناس لعلهم يتفكرون "الحشر ( وجميع مافي الأرض مخلوق من الكلمة ).
2-" ولو أن قرءانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا…"الرعد
3-وقال تعالى " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك…." النمل
ففي التفسير عند القرطبي : قوله تعالى "من كان عنده علم الكتاب… عن بن عباس قال وعلم الكتاب على هذا علمه بكتب الله المنزلة ، أو بما في اللوح المحفوظ.

الخلاصة القرأن الذي أنزل على السبع أنزل في المحكم وهو كلام الله وأمره باللوح المحفوظ.

ففي فتح الباري ج9 ص 29: قال بن شهاب بلغني أن تلك الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
في أضواء البيان ج2 ص 166: قال المحدث "أن العلماء اختلفوا في المراد بالحروف المقطعة في أوائل السور اختلافا كثيرا واستقراء القرآن العظيم يرجح واحدا من تلك الأقوال وسنذكر الخلاف المذكور وما يرجحه القرآن منه بالاستقراء فنقول وبالله جل وعلا نستعين…الخ
….أما القول الذي يدل استقراء القرآن على رجحانه فهو أن الحروف المقطعة ذكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها وحكى هذا القول الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكاه القرطبي عن الفراء وقطرب ونصره الزمخشري في الكشاف".
في كتاب "البدأ والتاريخ ج3 ص2:في أخبار المسلمين …." قال وهب والكتب الذي أنزلت من السمآء على جميع الأنبيآء مائة كتاب وأربعة كتب منها على شيث بن ادم كتاب في خمسين صحيفة وعلى ادريس كتاب في ثلاثين صحيفة وعلى موسى التورية وعلى داود الزبور وعلى عيسى الإنجيل وعلى محمد(ص) القرآن وروينا عن غير وهب أن الله تعالى أنزل على ادم إحدى وعشرين صحيفة فيها تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وقيل لم يكن فيها غير الحروف المقطعة وهي كل حرف يلفظ بها اللافظ من العربية والعجمية فيها ألف لغة من أمهات اللغات حد الله تعالى عليها الألسنة كلها والتورية تجمع كتبا كثيرة للأنبيآء وهي خمسة أسفار وأربعة وعشرون وقد روى ثمانية عشر كتيفى يعنون كتب الأنبيآء وقد قص الله تعالى في القرآن ما أوحى إلى نوح وهود ولوط وغيرهم من الأنبيآء عم فلا أدري إنهم لم يؤمروا بنسخها والتحفظ لها أو كانت مثبتة عندهم فنسخت بكتاب بعدها أو كان الوحي والصوت لا يعد كتابا أو كان علمهم وأحكامهم على موجب العقل أو كانوا يتبعون صحيفة ادم وسنته لأن هذا كله محتمل بقول الله تعالى ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) فعموم هذه الآية يوجب أن يكون لكل نبي كتاب يعمل به وراثة عن من قبله وتخصيصا به وحده….الخ أنتهى
النتيجة :الحروف المقطعة هي أوامر الكلمة التي كتبت في أم الكتاب ليتم تفصيلها في التنزيل.
· -كيفية التفصيل للآيات المحكمات التي أنزلت من اللوح المحفوظ للسماء الدنيا:
- قال تعالى( حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم )
- وهو وصف للآيات الموجودة في أم الكتاب باللوح المحفوظ لتكون من بعد تفصيلها ونزولها عربية،فالجعل في اللغة : (جعله يجعله جعلا صنعه و جعله صيره) .
- وقوله"فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون " ولسان المصطفي (ص) بالعربية
- قال تعالى " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "القمر
- وقال تعالى " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ".
في تفسير بن كثير ج4 ص 265:
….. وقال الضحاك عن بن عباس لولا أن الله يسره على لسان الادميين ما أستطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل قلت ومن تيسيره تعالى على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف"…الخ أنتهي كلامه
الخلاصة:الكتاب المحكم أنزل من اللوح المحفوظ على سبع أحرف إلى السماء الدنيا "فهي الحروف المقطعة " ليتم تفصيلها بالعربية بالإيحاء (وسبق الحديث بأن الإيحاء يتم بالعربية).
في تفسير الطبري ج 24 ص 26:لقوله"ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءاعجمى وعربى" قال"حدثنا محمد بن المثنى قال ثني محمد بن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير في هذه الآية لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قال الرسول (ص) عربي واللسانأعجمي لولا فصلت آياته فجعل عربيا أعجمي الكلام وعربي الرجل.
وفي الطبري ج 24 ص 91:"كتاب فصلت آياته"
يقول كتاب بينت آياته كما حدثنا محمد قال ثنا أحمد قال ثنا أسباط عن السدي قوله فصلت آياته قال بينت آياته وقوله قرآنا عربيا يقول تعالى ذكره فصلت آياته هكذا

وفي المعجم الأوسط ج5 ص 47 :

يقول المحدث "حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا أبي قال حدثنا العباس بن الفضل عن سليمان بن ارقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة قال:" قال رسول الله (ص) والذى نفسي بيده ما انزل الله وحيا قط على نبى بينه وبينهإلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه ودليله في قوله تعالى "وكذلك أوحينآ إليك قرءانا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها "
الشاهد :قوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )

الخلاصة :قوله تعالى "حم تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت ءاياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون " ليبين أن في التفصيل يتم تحويله إلى العربية لقوله " إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب" لينزل الكتاب ميسر بلسان نبينا في قوله "يسرناه بلسانك" ليكون التيسير من بعد التفصيل في قوله تعالى "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ " ليكون بالعربية. ليشمل الكتاب المنزل على نبينا المصطفي (ص)


المحكم:(الر )هي الحروف المقطعة بأم الكتاب وهي أوامر كلمة الله السابقة عن خلقه.


- المتشابه : ليتم التفصيل للمحكم بالسماء الدنيا ، فيكون متشابها مع المحكم من بعد التفصيل ولكنها بالعربية.

النتيجة :الكتاب المنزل على نبينا(ص) جامعا في قوله تعالى" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ". المحكم بالحروف المقطعة مع تفصيلها بالعربية.
وهذا مسوف يظهر في النقاط التالية لهذه النتيجة :

· - وظيفة السماء الدنيا التلقي لأوامر الكلمة " الآيات المحكمات "هن أم الكتاب.

- قال تعالى "حم والكتاب المبين إنآ أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنآ إنا كنا مرسلين رحمة من ربك ..(4) الدخان
(سبق شرح الحكيم في اللغة وهو المحكم)
- أظهرت الآيات كيفية التفريق للأمر المحكم المنزل من اللوح المحفوظ على السماء الدنيا لتتضح وظيفة السماء الدنيا في عملها .
ففي تفسير بن كثير : "كل أمر حكيم" أي في ليلة القدر يفص من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى أخرها وهكذا روي عن ابن عمر ومجاهد …وقوله جل وعلا "حكيم " أي محكم لايبدل ولايغير . (أنتهى كلامه)
- (وسبق الشرح بأن المحكم في اللوح المحفوظ قال تعالى" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ..)آل عمران

النتيجة :

وظيفة السماء الدنيا : الأختصاص بتنفيذ أوامر الله للتفريق للأمر الحكيم وسبق أن أوضحتا أن الأمر بالكلمة"هو المحكم"الذي أحكم أياته باللوح المحفوظ ثم نزل للسماء الدنيا ليفصل قال تعالى "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)هود. فوظيفة السماء الدنيا أن يفرق للأمر الحكيم " قال تعالى" فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنآ"
الشاهد :
"وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُتَنزِيلًا (106) الإسراء

ففي فتح الباري ج13 ص 463:

قال تعالى" انا أنزلناه في ليلة القدر"قال الراغب عبربالإنزال دون التنزيل"
- لأن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك شيئا فشيئا ومنه قوله تعالى"حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة" .
ومن الثاني قوله تعالى "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا "
ويؤيد التفصيل قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ".
فان المراد بالكتاب الأول القرآن وبالثاني ما عداه… الخ (أنتهي كلامه)

ماذا قيل عن القرآن الكريم الموجود باللوح المحفوظ هل هو كلام الله، أم هو مخلوق:

في أضواء البيان ج9 ص31 :سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن ذلك وكتب جوابه وطبع فكان كافيا وقد نقل فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وبين أن الله تعالى تكلم به عند وحيه ورد على كل شبهة في ذلك والواقع أنه لا تعارض كما تقدم بين كونه في اللوح المحفوظ ونزوله إلى السماء الدنيا جملة ونزوله على الرسول (ص) منجما لأن كونه في اللوح المحفوظ فإن اللوح فيه كل ما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة ومن جملة ذلك القرآن الذي سينزله الله على محمد (ص) ونزوله جملة إلى سماء الدنيا فهو بمثابة نقل جزء مما في اللوح وهو جملة القرآن فأصبح القرآن موجودا في كل من اللوح المحفوظ كغيره مما هو فيه وموجودا في سماء الدنيا ثم ينزل على الرسول (ص) منجما ومعلوم أنه الآن هو أيضا موجود في اللوح المحفوظ لم يخل منه اللوح وقد يستدل لإنزاله جملة ثم تنزيله منجما بقوله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) لأن نزل بالتضعيف تدل على التكرار كقوله (تنزل الملائكة) أي في كل ليلة قدر …الخ
مرحلة نزول القرآن الكريم من بعد تفصيله ليصل بالإيحاء للنبي(ص) في ثلاث وعشرون عام(التنزيل"):
قال تعالى " فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا(114)طه.

ملاحظة:يأتي بيان لدور الروحانيين في الإيحاء الذي يعد نفث(نفخه)من روح الله (أوامر النفخة)

في صحيح ابن حبان: عن ابن مسعود:"أن الرسول (ص) قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، ..الحديث

شواهد قرآنية لدور الروحانين في الكتاب ؟:

أي في مرحلة تفصيل الكتاب بالسماء الدنيا ومرحلة التنزيل.
- قال تعالى" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا …….الآية(52) الشورى
- وقال تعالى " وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"
- ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الا مين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين).
- (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهاذا لسان عربى مبين ).
- قال تعالى(كلا إنها تذكرة فمن شآء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة)
- قال تعالى"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحىعلمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالا فق الا على ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده مآ أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رءاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ءايات ربه الكبرى…الآية" النجم
- (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين )وهذا الرسول من الروحانيين لقوله تعالى"… فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا…قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ.."مريم.

السؤال :

ما هو دور الروحانين في الكتاب المفصل وفي التنزيل على نبينا (ص):
-قال تعالى في التنزيل"لكن الله يشهد بماّ أنزل إليكأنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا"
- وقال تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروحالأمين".
- وقال تعالى في التفصيل "وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(52)الأعراف
الشاهد:
الآية الأولى:يشهد الله بعلمه ويشهد الملائكة بعلمهم في تنزيل الكتاب على نبينا (ص)
- قال تعالى"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين
فالآية الكريمة تقول أن التنزيل من رب العالمين نزل به الروح الأمين ويشهد الله بعلمه في نزوله والملائكة تشهد في نزوله بعلمهم على نبينا.
الثانية: في قوله تعالى " وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُعَلَى عِلْمٍ…" " فالآية الكريمة تقول أن تفصيل الكتاب من الله ثم تأتي الآية بقوله تعالى " عَلَى عِلْمٍ…" ،

فالسؤال:هل تم تفصيل الكتاب بعلم من الله ليكون تفصيل الكتاب تم من الرسول الكريم لقوله"إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين"

الإجابة: في كتاب دقائق التفسير ج2 ص 179 لسورة التوبة :سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن قوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) فسماه هنا كلام الله وقال في مكان آخر ( إنه لقول رسول كريم ) فما معنى ذلك
- فأجاب الحمد لله رب العالمين هذه الآية حق كما ذكر الله وليست إحدى الآيتين معارضة للأخرى بوجه من الوجوه ولا في واحدة منهما حجة لقول باطل وإن كان كل من الآيتين قد يحتج بها بعض الناس على قول باطل وذلك أن قوله(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) فيه دلالة على أن يسمع كلام الله من التالي المبلغ وأن ما يقرؤه المسلمون هو كلام الله كما في حديث جابر في السنن أن النبي (ص) كان يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي…الخ
- …….. وقوله تعالى " إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين "" وهذا مما يبين أنه إضافة إليه لأنه بلغه وأداه لا لأنه أحدثه وأنشأه فإنه قال" وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين" فجمع بين قوله " إنه لقول رسول كريم " وبين قوله " وإنه لتنزيل رب العالمين " والضميران عائدان إلى واحد فلو كان الرسول أحدثه وأنشأه لم يكن تنزيلا من رب العالمين بل كان يكون تنزيلا من الرسول ومن جعل الضمير في هذا عائدا إلى غير ما يعود إليه الضمير الآخر مع أنه ليس في الكلام ما يقتضي اختلاف الضميرين .
ومن قال أن هذا عبارة عن كلام الله فقل له هذا الذي تقرأه أهو عبارة عن العبارة التي أحدثها الرسول الملك أو البشر على زعمك أم هو نفس تلك العبارة.
فإن جعلت هذا عبارة عن تلك العبارة جاز أن تكون عبارة جبريل أو الرسول عبارة عن عبارة الله وحينئذفيبقى النزاع لفظيا فإنه متى قال إن محمدا سمعه من جبريل جميعه وجبريل سمعه من الله جميعه والمسلمون سمعوه من الرسول جميعه فقد قال الحق، وبعد هذا فقوله عبارة لأجل التفريق بين التبليغ والمبلغ عنه كما سنبينه وإن قلت ليس هذا عبارة عن تلك العبارة بل هو نفس تلك العبارة فقد جعلت ما يسمع من المبلغ هو بعينه ما يسمع من المبلغ عنه إذ جعلت هذه العبارة هي بعينها عبارة جبريل فحينئذ هذا يبطل أصل قولك .،


وإنما يناسب قولنا أن نقول :


هو عبارة عن كلام الله لأن الكلام ليس من جنس العبارة ….الخ


(والكلام مازال لشيخ الإسلام رحمه الله) ……ومسألة القرآن لها طرفان :
أحدهما تكلم الله به وهو أعظم الطرفين .
والثاني تنزيله إلى خلقه والكلام في هذا سهل بعد تحقيق الأول ….الخ
والشبهة تنشأ في مثل هذا من جهة أن بعض الناس لا يفرق بين المطلق من الكلام والمقيد
- مثال ذلك: أن الإنسان يقول رأيت الشمس والقمر والهلال إذ رآه بغير واسطة وهذه الرؤية المطلقة وقد يراه في ماء أو مرآة فهذه رؤية مقيدة.
فإذا أطلق قوله رأيته أو ما رأيته حمل على مفهوم اللفظ المطلق .
وإذا قال لقد رأيت الشمس في الماء والمرآة فهو كلام صحيح مع التقييد .،واللفظ يختلف معناه بالإطلاق والتقييد فإذا وصل بالكلام ما يغير معناه كالشرط والاستثناء ونحوهما من التخصيصات المتصلة كقوله" ألف سنة إلا خمسين عاما" كان هذا المجموع دالا على تسعمائة وخمسين سنة بطريق الحقيقة عند جماهير الناس ومن قال إن هذا مجاز فقد غلط فإن هذا المجموع لم يستعمل في غير موضعه وما يقترن باللفظ من القرائن اللفظية الموضوعة هي من تمام الكلام ولهذا لا يحتمل الكلام معها معنيين ولا يجوز نفي مفهومهما بخلاف استعمال لفظ الأسد في الرجل الشجاع مع أن قول القائل هذا اللفظ حقيقةوهذا مجاز نزاع لفظي وهو مستند من أنكر المجاز في اللغة أو في القرآن ولم ينطق بهذا أحد من السلف والأئمة ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الأئمة إلا في كلام الإمام أحمد فإنه قال فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية هذا من مجاز القرآن …
والمقصود أن القائل إذا قال رأيت الشمس أو القمر أو الهلال أو غير ذلك في الماء والمرآة فالعقلاء متفقون على الفرق بين هذه الرؤية وبين رؤية ذلك بلا واسطةوإذا قال قائل ما رأى ذلك بل رأى مثاله أو خياله أو رأى الشعاع المنعكس أو نحو ذلك لم يكن هذا مانعا لما يعلمه الناس ويقولونه من أنه رآه في الماء أو المرآة وهذه الرؤية في الماء أو المرآة حقيقة مقيدة .،وكذلك قول النبي (ص) من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي هو كما قال (ص)رآه في المنام حقا فمن قال ما رآه في المنام حقا فقد أخطأ ومن قال إن رؤيته في اليقظة بلا واسطة كالرؤية بالواسطة المقيدة بالنوم فقد أخطأ ولهذا يكون لهذه تأويل وتعبير دون تلك ، وكذلك ما سمعه منه من الكلام في المنام هو سماع منه في المنام وليس هذا كالسماع منه في اليقظة وقد يرى الرائي في المنام أشخاصا يخاطبهم ويخاطبونه والمرئيون لا شعور لهم بذلك وإنما رأى مثالهم ولكن يقال رآهم في المنام حقيقة فيحترز بذلك عن الرؤيا التي هي حديث النفس
فإن الرؤيا ثلاثة أقسام: رؤيا بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء به نفسه في اليقظة فيراه في المنام وقد ثبت هذا التقسيم في الصحيح عن النبي (ص) ولكن الرؤيا يظهر لكل أحد من الفرق بينها وبين اليقظة ما لا يظهر في غيرها فكما أن الرؤية تكون مطلقة وتكون مقيدة بواسطة المرآة والماء أو غير ذلك حتى إن المرئي يختلف باختلاف المرآة فإذا كانت كبيرة مستديرة رأى كذلك وإن كانت صغيرة أو مستطيلة رأى كذلك
فكذلك في السماع يفرق بين من سمع كلام غيره منه ومن سمعه بواسطة المبلغ ففي الموضعين المقصود سماع كلامه كما أن هناك في الموضعين يقصد رؤية نفس النبي لكن إذا كان بواسطة اختلف باختلاف الواسطة فيختلف باختلاف أصوات المبلغين كما يختلف المرئي باختلاف المرايا قال تعالى" وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء" فجعل التكليم ثلاثة أنواع: الوحي المجرد والتكليم من وراء حجابكما كلم موسى عليه السلام والتكليم بواسطة إرسال الرسول كما كلم الرسل بإرسال الملائكة وكما نبأنا الله من أخبار المنافقين بإرسال محمد (ص) والمسلمون متفقون على أن الله أمرهم بما أمرهم به في القرآن ونهاهم عما نهاهم عنه في القرآن وأخبرهم بما أخبرهم به في القرآن فأمره ونهيه وإخباره بواسطة الرسول فهذا تكليم مقيد بالإرسال وسماعنا لكلامه سماع مقيد بسماعه من المبلغ لا منه وهذا القرآن كلام الله مبلغا عنه مؤدا عنه وموسى سمع كلامه مسموعا منه لا مبلغا عنه ولا مؤدا عنه وإذا عرف هذا المعنى زاحت الشبهة والنبي (ص)يروي عن ربه ويخبر عن ربه ويحكي عن ربه فهذا يذكر ما يذكره عن ربه من كلامه الذي قاله راويا حاكيا عنه فلو قال من قال إن القرآن حكاية إن محمدا حكاه عن الله كما يقال بلغه عن الله وأداه عن الله لكان قد قصد معنى صحيحا لكن يقصدون ما يقصده القائل بقوله فلان يحكي فلانا أي يفعل مثل فعله وهو أنه يتكلم بمثل كلام الله فهذا باطل قال الله تعالى"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا".
ونكتة الأمر أن العبرة بالحقيقة المقصودة لا بالوسائلالمطلوبة لغيرها فلما كان مقصود الرائي أن يرى الوجه مثلا فرآه في المرأة حصل مقصوده وقال رأيت الوجه وإن كان ذلك بواسطة انعكاس الشعاع في المرآة ..الخ

الخلاصة: عن دور الروحانيون في قوله تعالى " وأنه لقول رسول كريم" هو قول الشيخ رحمه الله "وإنما يناسب قولنا أن نقول هو عبارة عن كلام الله لأن الكلام ليس من جنس العبارة".

النتيجة :هذا الكلام من الشيخ رحمه الله هو ماتوصلنا أليه في بحثنا على النحو التالي :القرآن بأم الكتاب من اللوح المحفوظ هو كلام الله المجمل(المحكم) ويتم تحويله في السماء الدنيا من أمر الكلمة التي تلقى لتتحول لأمر النفخة لينفث بالإيحاء عربيا ليكون هو المتشابه مع المحكم من بعد تفصيله فالقرآن الذي أنزل على سبع أحرف من اللوح المحفوظ (المحكم) يقابل السبع مثاني من أم الكتاب في المتشابه….وهكذا، من بعد تفصيله.
ففي الطبري ج 14ص 144: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص) قل يا محمد للقائلين لك إنما أنت مفتر فيما تتلو عليهم من آي كتابنا أنزله روح القدس يقول قل جاء به جبرائيل من عند ربي بالحق ،وقوله ليثبت الذين آمنوا يقول تعالى ذكره قل نزل هذا القرآن ناسخه ومنسوخه روح القدس علي من ربي تثبيتا للمؤمنين وتقوية لإيمانهم ليزدادوا بتصديقهم لناسخه ومنسوخه إيمانا لإيمانهم وهدى لهم من الضلالة وبشرى للمسلمين الذين استسلموا لأمر الله وانقادوا لأمره ونهيه وما أنزله في آي كتابه فأقروا بكل ذلك وصدقوا به قولا وعملا
الخلاصة :الكلمة كلمة الله ونزولها للملك الروحاني لتنفث بالعربية للإيحاء.،في قوله (إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رءاهبالا فق المبين)
- قال تعالى" ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالا فق الا على "
ففي صحيح ابن حبان: عن ابن مسعود:"أن الرسول(ص) قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".
الخلاصة :الكلمة كلمة الله سواء كانت في المحكم أو بالمتشابه ،
فكلام الله المحكم ألقي من اللوح المحفوظ لينفث بالإيحاء من روح القدس ليصل لنبينا قرآن عربي من بعد تفصيله بالإيحاء.
- قال تعالى " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌمُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(7)آل عمران
- وقوله(وما كان هاذا القرءان أن يفترى من دون الله ولا كن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين )،
- وقوله" أفغير الله أبتغى حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ).

في تفسير بن كثير ج3 ص 348 :

قال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن موسى بن محمد عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال بينما رسول الله (ص) مع أصحابه في يوم دجن اذ قال لهم كيف ترون بواسقها قالوا ما أحسنها وأشد تراكمها قال فكيف ترون قواعدها قالوا ما أحسنها وأشد تمكنها قال فكيف ترون جريها قالوا ما أحسنه وأشد سواده قال فكيف ترون رحاها استدارت قالوا ما أحسنها وأشد استدارتها قال فكيف ترون برقها أوميض أم خفق أم يشق شقا قالوا بل يشق شقا قال الحياء الحياء إن شاء الله قال فقال رجل يا رسول الله بأبي وأمي ما أفصحك ما رأيت الذي هو أعرب منك قال فقال حق ليوإنما أنزل القرآن بلساني والله يقول ( بلسان عربي مبين ) وقال سفيان الثوري لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه واللسان يوم القيامة بالسريانية فمن دخل الجنة تكلم بالعربيةرواه بن أبي حاتم.
انتهى
- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة
محمد مجدي رياض
أبو عبدالله




- قال تعالى " أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) الزمر
لمعرفة ماذا قيل عن أوائل الحروف المقطعة فى سور القرآن الكريم
أضغط على هذا الرابط
http://www.alargam.com/fawat(ص)h/ind(ص)x.htm

هناك 4 تعليقات:

  1. https://www.facebook.com/m.m.riad

    ردحذف
  2. ملخص البحث :
    - المرحلة الاولى المحكم:
    بان القرآن الكريم وهو كلام الله في اللوح المحفوظ (الكتاب المحكم) ومكتوب (بصورة الحروف المقطعه التي هي في اوائل السور وعليه ملائكة مخلوقين بكن (وهم الملقيات ذكرا ) يلقون كلام الله من اللوح المحفوظ كقوله تعالى وكلمته ألقاها الى مريم لتخليق جسد عيسى وكقول المصطفى (نزل القرآن على سبع أحرف....

    - المرحلة الثانية المتشابه:
    اي المتشابه مع المحكم : من اللوح المحفوظ ملائكة الكلمه(الملقيات ذكرا ووظيفتهم بأن يلقوا كلام الله (القرآن) من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا ليتغير صورته لينفث بالإيحاء من الملائكة الروحانين المخلوقين بالعربية بالنفخة ليصل لننبينا قرآن عربي من بعد تفصيله بالإيحاء من السماء الدنيا
    -------------
    الشاهد
    قد وصل القرآن لنبينا المصطفي صلوات الله عليه وسلم بالطريقتين:

    &- الاولى :بالكلمة
    من اللوح المحفوظ رأسا (وهو المحكم ) في يوم واحد بواسطة ملائكة الكلمة الذين يلقون كلام الله بصورتها الموجودة باللوح المحفوظ قال تعالى
    ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )

    &-الثانية: بالنفخة(الايحاء)
    من السماء الدنيا بواسطة الملائكة الروحانيين (جبريل)بالعربي على مدار 23 عام - قال تعالى..وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا.

    النتيجة:
    - روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه". فاليس المراد بمثله اي السنة .. فقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم كتابتها

    الشاهد: :
    الكلمة كلمة الله سواء كانت في المحكم أو بالمتشابه ،
    فكلام الله المحكم ألقي من اللوح المحفوظ لينفث بالإيحاء من روح القدس ليصل لنبينا قرآن عربي من بعد تفصيله بالإيحاء.
    - قال تعالى " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌمُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(7)آل عمران

    ويقول شيخ الاسلام هو عبارة عن كلام الله لأن الكلام ليس من جنس العبارة ….الخ

    الخلاصة:
    في كتاب عون المعبود ج12ص 225:

    قيل إن المحكمات ما أطلع الله عباده على معناه والمتشابه ما استأثر الله بعلمه فلا سبيل لأحد إلى معرفته نحو الخبر عن أشراط الساعة مثل الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه السلام وطلوع الشمس من مغربها وفناء الدنيا وقيام الساعة فجميع هذا مما استأثر الله بعلمه وقيل إن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا والمتشابه ما يحتمل أوجها وروي ذلك عن الشافعي..الخ
    - وقال بن عباس إن رهطا من اليهود منهم حيى بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظراؤهما أتوا النبي (ص) فقال له حيى بلغنا أنك أنزل عليك ألم فأنشدك الله أأنزلت عليك قال نعم قال إن كان ذلك حقا فإني أعلم مدة ملك أمتك هي إحدى وسبعون سنة فهل أنزل عليك غيرها قال نعم المص قال فهذه أكثر هي إحدى وستون ومائة فهل أنزل عليك غيرها قال نعم الر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل من غيرها قال نعم المر قال هذه أكثر هي مائتان وإحدى وسبعون سنة ولقد اختلط علينا فلا ندري أبكثيره نأخذ أم بقليله ونحن ممن لا يؤمن بهذا فأنزل الله هذه الآية قوله تعالى( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )قاله الخازن في تفسيره.(أنتهي كلامه)

    - قال تعالى"كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا(99)طه

    ردحذف
  3. الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف :
    =======================
    حديث نزول القرآن على سبعة أحرف جاء بروايات عديدة متواترة ثابتة في كلِّ كتب السنة الصحاح ، والسنن ، و المسانيد ، ومرويَّة عن واحد وعشرين صحابياً([1]) تتبعها بالدراسة المتأنية الشاملة د. عبد العزيز القارئ في رسالته الصغيرة الحجم ؛ الكبيرة المضمون (( حديث الأحرف السبعة دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية)) ، ونكتفي في هذه الدراسة بأصح الروايات من حيث السند ، وأشملها من حيث المتن ، ونترك الروايات الأخرى خوف الإطالة ، والتكرار لجهود العلماء الذين أشبعوا هذه النقطة بحثاً ؛ ولأنَّ ما جاء في هذه الروايات يدل عليها ، وليس في جميع الروايات التي تتبعتها في هذا البحث وغيرها رواية صريحة حاسمة في تحديد مفهوم الأحرف السبعة ، ولو وجدت لأراحتنا من طول البحث والعناء ، وما سأذكره من أدلة تكفي شواهدها للاهتداء بها ، وهي :

    1 ـ ما رواه البخاري ومسلم عن عبيدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة َ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَال : (( أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ u عَلَى حَرْفٍ ، فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ )) ([2]). زاد مسلم : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : " بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الأَحْرُفَ إِنَّمَا هِيَ فِي الأمْرِ الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا ؛ لا يَخْتَلِفُ فِي حَلالٍ وَلاحَرَامٍ " ([3]) .

    2 ـ وروى البخاري ومسلم أيضاً , واللفظ للبخاري عن عُرْوةِ بْن الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ r ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ r ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاةِ ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ ؟ قَالَ : أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِr ، فَقُلْتُ : كَذَبْتَ([4]) ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( أَرْسِلْهُ ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ )) ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأ ،ُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : ((كَذَلِكَ أُنْزِلَت)) ، ثُمَّ قَالَ : (( اقْرَأْ يَا عُمَرُ )) ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ )) ([5]) .

    ردحذف
  4. 3 ـ وروى مسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ t قَالَ : (( كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاةَ دَخَلْنَا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ ، وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ r فَقَرَآ فَحَسَّنَ النَّبِيُّ r شَأْنَهُمَا ، فَسَقَطَ فِي نَفْسِي مِنْ التَّكْذِيبِ ولا إِذْ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ r مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْرِي فَفِضْتُ عَرَقًا وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَقًا ، فَقَالَ لِي : (( يَا أُبَيُّ أُرْسِلَ إِلَيَّ أَنْ اقْرَأْ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي ، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْن ،ِ فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي ، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا ، فَقُلْتُ: (( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي ، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ r )) ([6]).

    4 ـ وروى مسلم , والنسائي , وأبو داود ، وأحمد واللفظ لمسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ t ، أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ([7])، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ u فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ . فَقَالَ : أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ ، وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَال :َ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ . فَقَالَ : أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ فَقَالَ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا )) ([8]) .

    5 ـ وجاء في رواية عن الإمام أحمد عَنْ أُبَيٍّ قَالَ:لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ r جِبْرِيلُ u عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ([9])،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِجِبْرِيلَ u:(( إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ فِيهِمْ الشَّيْخُ الْعَاصِي([10])، وَالْعَجُوزَةُ الْكَبِيرَة ُ، وَالْغُلامُ ،قَالَ : (( فَمُرْهُمْ فَلْيَقْرَءُوا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُف )) ([11]) ،ٍ و في رواية الترمذي قال : (( يَا جِبْرِيلُ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ ؛ مِنْهُمْ الْعَجُوزُ ، وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ ، وَالْغُلامُ ، وَالْجَارِيَةُ ، وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ)) ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ )) ([12]) ، وفي لفظ (( فمن قرأ بحرف منها فهو كما قرأ ) ) .

    6 ـ وروى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ :(( نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ ، فَلا تَتَمَارَوْا فِيهِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ([13]) فِيهِ كُفْرٌ ))([14]) ، وهنالك أحاديث أخرى كثيرة أغلبها بالمعنى نفسه , استقرأ معظمها ابن جرير في مقدمة تفسيره , وذكر السيوطي في الإتقان أنَّها رويت عن واحد وعشرين صحابياً , وقد نص أبو عبيد القاسم بن سلام على تواتر نزول القرآن على سبعة أحرف([15])

    ردحذف