الجمعة، 29 مارس 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن في من المسئول أمام الله في الحساب: ………….. العقل؟ أم النفس؟






قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا)
 الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري 

.—————————————–.
السؤال
·         من له سلطه الأمر والنهي في الإنسان ؟
·         هل( نفسه) تأمر على عقله ?
·         أم (عقله) هو الذي يأمر على نفسه?
·         فمن منهما المسئول أمام الله في الحساب العقل؟ أم النفس؟
·         ففي صحيح مسلم الذي رواه سعيد الخدري عن شفاعة المؤمنين لإخوانهم الذين في النار قال رسول الله(ص)
"….(فتحرم صورهم على النار)… "(الحديث)،
·         س:ماهو المقصود بتحريم صور الإنسان على النار؟ ولماذا لم يقل الإنسان بالكلية
·         قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ …)الآية
·         —————————-.

الإجابة
من له سلطه الأمر والنهي في الإنسان؟
العقل أم النفس

&- بمعنى هل نفسه تأمر على عقله:
 فالنفس هي صاحبه الهوى هي التي لها الأمر لأحداث فعل أو للنهي عن فعل ؟  قال تعالى"أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا"الفرقان ،فالهوى من النفس ، والنفس هي صاحبة الفجور والتقوى "ونفس وماسوها (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)الشمس
&- أم عقله هو الذي يأمر على نفسه:
فالعقل هو سائق الجسد والمتحكم فيه حيث يأمر حواسه بأحداث الفعل أو النهي عن الفعل؟ قال تعالى" أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ(32)"الطور(معنى أحلامهم أي عقولهم وبلوغ الحلم بلوغ سن العقل ).
الشاهد: قال تعالى:"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"النساء
فمازالت الأسئلة مطروحه: من له سلطه الأمر والنهي في الإنسان؟ هل نفسه تأمر على عقله؟ أم عقله هو الذي يأمرعلى نفسه؟
فمن هو المسير ومن هو المخير بين كل من
النفس(صاحبة الهوى)وبين العقل(سائق الجسد)
-قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"الأنفال،
-ولمعرفة المقصود بالمرء وقلبه نرجع لحديث نبينا صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِفَيَقُولَ لَهُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ مِنْ قَبْلُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَيْفَ صَلَّى
الشاهد:أرتباط لفظ القلب مع لفظ النفس صاحبة الهوى"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"
وفي سنن الترمذي:
عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْرَزٍ الْفِهْرِيِّ عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِوَابِصَةَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ وَقَالَ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ يَا وَابِصَةُ ثَلَاثًا الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ
وفي الحديث في مسند احمد: " عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَالَ ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا
-وقال تعالى "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْتَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"
النتيجة: النفس صاحبة الهوى والتقوى ومحلها الصدر ومحل أدراكها القلب فهو مقر للإيمان أو للكفر
ملاحظة : (في بعض الرويات أن علي بن أبي طالب كان يقول أن النفس محلها الصدر)
وفي مسند احمد بن حنبل: قال:حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
*- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَنَنْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ أَحَدًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةً إِذَا سَلِمَتْ وَصَحَّتْ سَلِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَصَحَّ وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَفَسَدَ أَلَاوَهِيَ الْقَلْبُ *
- وفي سنن أبو داوود حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ *
الخلاصة:النفس هي صاحبة النية: فهي الجانب المعنوي والشعور العقائدي للإنسان فهي صاحبة التقوى والإيمان والشرك والكفر والعصيان قال تعالى"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)الشس
فأعمال النفس معنوية عقائدية فتختلف عن أعمال العقل المادية حيث يسوق العقل جسده لتنفيذ أعماله المادية كقوله تعالى:"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"النساء.
ففي تفسير القرطبي: قال بن عباس"ومن يعمل سوءا":قال بأن يسرق"أو يظلم نفسه":قال"بأن يشرك.
ولمعرفة ظلم النفس فقد ثبت في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه فسر الظلم بالشرك في قوله “ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"مستشهدا بقَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (وسبق ذكر الحديث)
النتيجة:
&- ظلم النفس معنوي عقائدي كالشرك والكفر، ويقابله الإيمان والتقوى ومقرهم جميعا القلب قال تعالى "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) الشمس
&-وعمل السوء مادي صادر بأمر العقل(سائق الجسد)كالسرقة والفاحشة ويقابلها أعمال الخير كالصلاة والصوم وصلة الرحم.الخ قال تعالى" أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ(32)"الطور
-في مسند أحمد قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ وَأَخْبَرَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا وَلِسَانَهُ صَادِقًا وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً فَأَمَّا الْأُذُنُ فَقَمِعٌ وَالْعَيْنُ بِمُقِرَّةٍ لِمَا يُوعَى الْقَلْبُ وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا *
الخلاصة: علاقة النفس مع العقل في الأمر والنهي:
&-أولا النفس: قال تعالى "ونفس وماسوها (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)الشمس
-فالنفس عارفة بالفجور والتقوى في بنيتها ،ويرجع معرفتها بأنها قد تعلمت في السماء على جميع الأشياء ومدلولاتها جميعا فقد عَلْمَ الله أدم بجميع المدلولات للأشياء لقوله تعالى "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ" ،ومن نفس آدم(العالمة بجميع المدلولات للأشياء وبيانها) خلق الله تعالى من نفس آدم أنفس ذريته: قال تعالى" وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ "
-"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادمفَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ"
-لتكون الأنفس عالمة بالفطرة بجميع الأشياء ومدلولاتها بحيث كل مايقع علي عينه في الدنيا له بيان في نفسه.
الشاهد:
&-قال" خَلَقَ الْإِنسَانَ(3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"الرحمن وقال تعالى"عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"القلم
&-"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)الأعراف فأقتصر على الإشهاد لعلمهم
النتيجة: النفس البشرية محلها الصدر ومركز أدراكها وعلمها القلب فهي العالمة بالفطرة بمدلول الأشياء جميعها وعالمة بالله وبالإيمان…الخ وذلك منذ خلقها الله في السماء.
- قال تعالى " وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ(62) الواقعة
- قال تعالى " أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(17)النحل
- قال تعالى "اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(3)الأعراف
-أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
الخلاصة: خلق الله النفس عالمة سوية مستقيمة على الفطرة القويمة كما قال تعالى "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟" أخرجاه من رواية أبي هريرة وفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حماد المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يقول الله عز وجل إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم".
- وبخروج النفس بالجسد من الرحم للدنيا تكون فيها جوانب قد انفطرت عليها في خلقها فتوصف النفس بأنها نفس زكيهفي مراحلها الأولى قال تعالى في وصف موسى عليه السلام للغلام الذي قتله الخضر"…قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ.." الكهف (قوله تعالى " قد أفلح من زكاها")
فالنفس الزكية هي التي لم تكتسب شر بداخلها فقد انفطرت على الخير فقط ثم تبدأ النفس من بعد مولدها في التعلم من خلال منافذ أدراكها.
&& - وقد وصفت النفس بصفات عديدة أما بالصفات التي أكتسبتها في الدنيا أو بحالتهالتي تكون عليها :
-النفس المطمئنة:لقوله"يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً"
-النفس الطيبة : في الحديث الصحيح أن الملائكة تقول لروح المؤمن اخرجي أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان.
-النفس الخبيثة:… قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج
-النفس الأمارة بالسوء :"وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي "
-النفس الشح: قوله تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ)وفي قول المصطفى صلى الله عليه وسلم" وَلَا يَجْتَمِعُ شُحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) وقوله (.. وَأُحْضِرَتْ الْأَنفُسُ الشُّحَّ)النساء
-النفس اللوامة: قال تعالى عنها "وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(2)القيامة
وخصائص الأنفس:
-أنها تنام وتتوفي : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42)الزمر
-وأنها تعلم وتدرك:لقوله" عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ"التكوير وقال"عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ"
-وأنها تهوى(صاحبة فجور وتقوى):(وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ)(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
- وأنها تشتهي ولا تشبع:"وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ"،وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ"َمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ"
- و أنها تتكبر:"لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا" ،
- و أنها تخاف: قال تعالى "فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى".
- و أنها تزهق" وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ.
- و أنها تحسد"وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِم..ْ.البقرة
- و أنها توسوس: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.
- وأنها تنسى:" قال تعالى "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ"
الخلاصة: النفس لها أعمال معنوية تختلف عن أعمال العقل(سائق الجسد) صاحب الأعمال المادية
وفي البخاري قال :حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ ح حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ *
&- ثانيا:العقل: فهو الرئيس المنظم والسائق للجسد يجمع من الحواس معلوماته ليميز بما حوله من مدلولات الأسماء والأفعال(المطابقة لما تعلمتها النفس في مرحلة خلقها ) فيلتقط ويطابق ويقارن ويميز ويحلل ويوازن بعقله بين المدلولات ليكتسب ويظل يكتسب إلى الممات بما ينفعه فالعقل هو صاحب الإدراك والتمييز والتفكر والإختيار.
- يقول السعدي ج1 ص 51 وأسمى العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير وينعقل به عما يضره وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به وأول تارك لما ينهى عنه فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله أو نهاه عن الشر فلم يتركه دل على عدم عقله وجهله خصوصا إذا كان عالما.أنتهى
ويقول نابغة ذبيان:ولن يزع النفس اللجوج عن الهوى من الناس إلا وافر العقل كامله
&- وفلاح النفس أو تخيبها يرجع للعقل :
فهو الذي يختار بين أعمال الفجور أو التقوى بحسب هوى نفسه وأحيانا رغما عنها قال تعالى "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (10)الشمس
ولمعرفة العلاقة بين النفس والعقل في سلطة الأمر والنهي بينهما سنوضح التالي:
أ- دور العقل في الأمر والنهي على النفس صاحبة الهوى:
- قال تعالى"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"41النازعات
- " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" أي بالأمرعلى أنفسكم
- وقال"وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي(26)طه)وقال"وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِيذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82)الكهف
-وقال تعالى"قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْأَمْرِي عُسْرًا(73 الكهف
-قال تعالى " وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَاوَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(147)آل عمران وقوله "وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ(151)الشعراء
-وقال"فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا(16)الكهف
-إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(الكهف
- فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
ب- دور العقل بتركه الأمر والنهي على النفس (لتكون النفس هي الآمره والناهية على العقل ):
- قال تعالى"أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا" الفرقان .(الهوى من النفس)
- وقال"فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"القصص، وقال "وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّأَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ"القمر
- قال تعالى"وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" يوسف
-قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ(18)يوسف
- وقال تعالى"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)الطلاق (دور النفس التقية على العقل)
- قال تعالى"وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُوَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)الكهف
-وقال"قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(93)البقرة (النفس هي صاحبة الإيمان والكفر)
- وقال" بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ"
- وقال تعالى "أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى(12)العلق (التقوى من النفس فهيى صاحبة الفجور والتقوى)
- "يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
- وقال تعالى" ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله "
- قال تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ …..إلى قوله … لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ..(95)المائدة - وقال تعالى"فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا(9)الطلاق
الخلاصة: من التكاليف الشرعية بأن العبد يأمر على نفسه وينهاها ولايترك الأمر لهوى نفسه ، وهي فريضة آمر بها المشرع (الله)على المؤمنين مع إن الكثيرين يتغيب عليهم أن الأمر على النفس فريضة آمره بالإلزام لقوله تعالى"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112) هود وقوله "كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ(23)عبس ،"فالعقـل يأمر على النفس وينهاها عن الهوى وقد أفلح من زكاها، أما إن ترك العقل أمره لنفسه فقد خاب العبد إن حكمت نفسه عليه بهواها بغير هدى من الله
ومن صور الإلزام بأمر العبد ونهيه على نفسه:
&-قال تعالى"كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون *المائدة
&- قال تعالى* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(90)
&-وقال تعالى"خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ(199)الأعراف
يقول القرطبي في الأمر على النفس بالعرف: صلة الأرحام, وتقوى الله في الحلال والحرام, وغض الأبصار, والاستعداد لدار القرار.
&-وقال تعالى"طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)محمد
-      يقول بن كثير:
قال مشجعا لهم "فأولى لهم طاعة وقول معروف" أي وكان الأولى بهم أن يسمعوا ويطيعوا أي في الحالة الراهنة "فإذا عزم الأمر" أي جد الحال وحضر القتال "فلو صدقوا الله" أي
أخلصوا له النية "لكان خيرا لهم".
& -وقال تعالى"لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا(114)النساء كقوله(وأذ هم نجوى"47الأسراء)
في تفسير القرطبي : قال بعض المفسرين منهم الزجاج: النجوى كلام الجماعة المنفردة أو الاثنين كان ذلك سرا أو جهرا, وفيه بعد. والله أعلم. والمعروف لفظ يعم أعمال البر كلها.
&-وقال تعالى "يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"لقمان
في تفسير القرطبي يقول: وصّى ابنه بعظم الطاعات وهي الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا إنما يريد به بعد أن يمتثل ذلك هو في نفسه ويزدجر عن المنكر, وهنا هي الطاعات والفضائل أجمع، ولقد أحسن من قال:وابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنـه فأنت حكيم(أنتهي)
&-وفي سنن الدارمي:
قال حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَتَبَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَصِيَّتَهُ بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَشْهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَجَازِيًا لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَمُثِيبًا بِأَنِّي رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَإِنِّي آمُرُ نَفْسِي وَمَنْ أَطَاعَنِي أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فِي الْعَابِدِينَ وَنَحْمَدَهُ فِي الْحَامِدِينَ وَأَنْ نَنْصَحَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ
&-"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
&-في مسند احمد:حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ وَيَشْهَدُهُ إِذَا تُوُفِّيَ وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَيَنْصَحُ لَهُ بِالْغَيْبِ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِإِسْنَادِه
الخلاصة
&- قال النبى صلى الله عليه وسلم" ثلاث منجيات خشية الله فى السر والعلانية والقصد فى الفقر والغنى وكلمة الحق فى الغضب والرضا وثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه"
&-وقال تعالى "وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( 33)سبأ
في تفسيرالقرطبي :قال قتادة: بل مكركم بالليل والنهار صدنا; فأضيف المكر إليهما لوقوعه فيهما, وهو كقوله تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر" [نوح: 4] فأضاف الأجل إلى نفسه, ثم قال: "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون, ساعة" [الأعراف: 34] إذ كان الأجل لهم. وهذا من قبيل قولك: ليله قائم ونهاره صائم. قال المبرد: أي بل مكركم الليل والنهار, كما تقول العرب:نهاره صائم وليله قائم.
وأنشد لجرير: لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى  ونمت وما ليل المطي بنائم
وأنشد سيبويه: فنام ليلي وتجلى همي أي نمت فيه. ونظيره:"والنهار مبصرا"[يونس: 67].
&- "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ(165)إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ(166)وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ" البقرة
في تفسير القرطبي ج2 ص 206: تقريرها متبرئين والتبرؤ الانفصال وقوله:"كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم" الكاف في موضع رفع ، أي الأمر ذلك. أي كما أراهم الله العذاب كذلك يريهم الله أعمالهم.و"يريهم الله" قيل: هي من رؤية البصر، فيكون متعدياً لمفعولين:الأول الهاء والميم في "يريهم"والثاني:"أعمالهم"،وتكون"حسرات"حال ويحتمل ان يكون من رؤية القلب فتكون"حسرات" المفعول الثالث أعمالهم قال الربيع:أي الأعمال الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم بها والتحسر: التلهف،. وهي مشتقة من الشيء الحسير الذي قد انقطع وذهبت قوته ، كالبعير إذا عيي. وقيل : هي مشتقة من حسر إذا كشف ، ومنه الحاسر في الحرب: الذي لا درع معه . والانحسار : الانكشاف
&- وقال تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُفَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِي(71)يونس
في تفسير القرطبي: قراءة العامة "فأجمعوا" بقطع الألف "شركاءكم" بالنصب. وقرأ عاصم الجحدري "فاجمعوا" بوصل الألف وفتح الميم; من جمع يجمع. "شركاءكم" بالنصب. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ويعقوب "فأجمعوا" بقطع الألف "شركاؤكم" بالرفع.
فأما القراءة الأولى من أجمع على الشيء إذا عزم عليه.وقال الفراء: أجمع الشيء اعده وقال المؤرج أجمعت الأمر أفصح من أجمعت عليه.وأنشد:يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع قال النحاس:وفي نصب الشركاء على هذه القراءة ثلاثة أوجه;قال الكسائي والفراء: هو بمعنى وادعوا شركاءكم لنصرتكم; وهو منصوب عندهما على إضمار هذا الفعل وقال محمد بن يزيد:هو معطوف على المعنى;كما قال:يا ليت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا والرمح لا يتقلد, إلا أنه محمول كالسيف وقال أبو إسحاق الزجاج:المعنى مع شركائكم على تناصركم;كما يقال:التقى الماء والخشبة.
والقراءة الثانية من الجمع, اعتبارا بقوله تعالى: "فجمع كيده ثم أتى" [طه: 60]. قال أبو معاذ: ويجوز أن يكون جمع وأجمع بمعنى واحد, "وشركاءكم" على هذه القراءة عطف على "أمركم", أو على معنى فأجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم, وإن شئت بمعنى مع, قال أبو جعفر النحاس: وسمعت أبا إسحاق يجيز قام زيد وعمرا. والقراءة الثالثةعلى أن يعطف الشركاء على المضمر المرفوع في أجمعوا,وحسن ذلك لأن الكلام قد طال.قال النحاس وغيره:وهذه القراءة تبعد; لأنه لو كان مرفوعا لوجب أن تكتب بالواو,ولم ير في المصاحف واو في قوله "وشركاءكم"وأيضا فإن شركاءهم الأصنام, والأصنام لا تصنع شيئا ولا فعل لها حتى تجمع.قال المهدوي:ويجوز أن يرتفع الشركاء بالابتداء والخير محذوف,أي وشركاءكم ليجمعوا أمرهم,ونسب ذلك إلى الشركاء وهي لا تسمع ولا تبص ولا تميز على جهة التوبيخ لمن عبدها.
النتيجة: العقل يأمر على النفس فهي صاحبة الفجور والتقوى فيكبتها عن رغاباتها وشهواتها قال تعالى" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" ففي النفس البشرية جانبين:"ونفس وماسوها(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)الشمس على النحو التالي:
أ- جانب الفجور : ويغلب على هذا الجانب هوى النفس :
&- فإن تغلبت النفس على عقلها لأشباع شهواتها ونفذ العقل رغاباتها فقد خاب وهلك للنار
- قال تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" فالهوى مدخل لوسواس الشيطان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-الشيطان يوسوس ببين المرء وقلبه "وقال"كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ..(4)الحج
-وقال تعالى* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون *المائدة
-وقال تعالى"وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُوَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)الكهف
-أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(23)الجاثية
&-وإن لم تتغلب النفس على عقلها لأشباع شهواتهاولم ينفذ العقل رغاباتها فقد فاز العبد ونجى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)النازعات) (ويكون مدخل الملك للنصح والإرشاد)
ب - جانب التقوى :وهي النفس التي تزكت بنواهي العقل وأوامره فأصبحت النفس زكية قال تعالى"قد أفلح من زكاها"كنتيجة لكبت العقل شهوات نفسه ،ودوامه على فعل الطاعات (فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي) فأصبحت النفس زكية إلى أن وصلت من التقوى بأن كلاهما (العقل والنفس) يأمر صاحبه بالمعروف وينهاها عن المنكر .
*- ففي سنن الدارمي قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ الْمُهَاصِرَ بْنَ حَبِيبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ وَلَكِنِّي أَتَقَبَّلُ هَمَّهُ وَهَوَاهُ فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فِي طَاعَتِي جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا لِي وَوَقَارًا وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ *
الخلاصة : من التكاليف الشرعية بأن العبد يأمر على نفسه وينهاها(يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر)ولا يترك الأمر لهوى نفسه بغير هدى من الله:-
-فالعقـل يأمر النفس وينهاها عن الهوى وقد أفلح من زكاها.
-وللعقل أن يترك أمره على نفسه وقد خاب العبد إن حكمت نفسه بهواها بغير هدى من الله فقد خاب من دساها.
التكاليف الشرعية بأن العبد يأمر على نفسه وينهاها ولايترك الأمر لهوى نفسه ، وهي فريضة آمر بها المشرع
 حكم النفس والجسد(العقل  سائقه )في الآخرة
قال تعالى"…وجآءت كل نفس معها سآئق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد" فيقولوا للشهيد الذي شهد عليهم " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شى ء وهو خلقكم أول مرة …) ،
ففي الحديث في مسند أحمد : قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِ قٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا قَالَ وَادم بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ
-قال تعالى عن الخلق أول مرة " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(11)الأعراف ،
-في مسند أحمد:
قال " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَالِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ادم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) الْآيَةَ قَالَ جَمَعَهُمْ فَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا ثُمَّ صَوَّرَهُمْ فَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ ادم عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرِي وَلَا رَبَّ غَيْرِي فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا…)
-في صحيح مسلم : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ……الخ "إلى قوله إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ *
الشاهد:قال تعالى"يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون" النحل
&- في تفسير القرطبي:
قال ابن عباس في هذه الآية لقوله تعالى"يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ " ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصمالروح و الجسد
فتقول الروح: رب, الروح منك أنت خلقته, لم تكن لي يد أبطش بها, ولا رجل أمشي بها, ولا عين أبصر بها, ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به, حتى جئت فدخلت في هذا الجسد, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني.
فيقول الجسد: رب,أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة, ليس لي يد أبطش بها, ولا قدم أسعى به, ولا بصر أبصر به, ولا سمع أسمع به, فجاء هذا كشعاع النور, فبه نطق لساني, وبه أبصرت عيني, وبه مشت رجلي, وبه سمعت أذني, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني منه.
قال: فيضرب الله لهما مثلا أعمى ومقعدا دخلا بستانا فيه ثمار, فالأعمى لا يبصر الثمرة والمقعد لا ينالها, فنادى المقعد الأعمى ايتني فاحملني آكل وأطعمك, فدنا منه فحمله, فأصابوا من الثمرة; فعلى من يكون العذاب؟قال: عليكما جميعا العذاب; ذكره الثعلبي (أنتهى)
الخلاصة: فالبشر في الآخرة أزواجا قبل الجمع يوم  تأتي  الأنفس وتنبت الأجساد من الأرض قبل أن تتزاوج كل نفس مع جسدها (حيث تركت النفس الجسد من بعد الممات )
&-قال تعالى"وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة(7)الواقعة(زوج الميمنة والمشأمة والسابقون)الواقعة
&- قال تعالى"وَجَاءَتْ كُلّ ُنَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21) فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23)أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24)مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيب ٍ(25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَفَأَلْقِيَاهُفِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26)قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْبِالْوَعِيدِ(28).
&- قال تعالى " حتى إذاما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون"النور
&- وقال" حتى إذا جآءنا قال يليتبيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون"
&- قال تعالى"لقد جاءتمونا فرادا  كما خلقناكم أول مرة…"وقوله(ونرثه ما يقول ويأتينا فردا).
الشاهد:  ليتم الجمع بينهما يوم الجمع لقوله(يوم الجمع ليجمعكم فيه) وقال"وإذا النفوس زوجت" بن كثير  قال: أي زوجت بالأبدان  (أنتهى)

في تفسير بن كثير ج4 ص 227:
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) وقد اختلف النحاة في قوله ( ألقيا ) فقال بعضهم هي لغة لبعض العرب يخاطبون المفرد بالتثنية كما روي عن الحجاج أنه كان يقول يا حرسي اضربا عنقه ومما أنشد بن جرير على هذه قول الشاعر فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا
النتيجة النهائية :
حكم الأنفس والأجساد(العقل سائقه) يوم تأتي الأنفس وتخرج الأجساد لتتزاوج يوم القيامة:
أولا: من كان في قلبه مثقال حبة أيمان لا يدخل النار.
ثانيا :ومن كان في قلبه حبة من أيمان خرج من النار.
ثالثا : مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ
ولاتعارض بين تلك الفئات الثلاث :
(بمعرفه الحكم على الأنفس الرهينة والأجساد الرهينة المساقه بالعقل)وذلك على النحو التالى :
- قال تعالى عن النفس ( كل نفس بما كسبت رهينة)
- وقال تعالى عن امرئ ( كل امرئ بما كسب رهين )
السؤال هل هناك فارق بين "كل نفس" وبين "كل امرئ " في الآيتين السابقتين ؟
&- في صحيح البخاري جاء الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلمبأن الشيطان"… يخطر بين المرء ونفسه"
وجاءت بعض الرويات في مسند أحمد عن المصطفى صلى الله عليه وسلمبأن الشيطان"… يخطر بين المرء وقلبه..
&- وفي قوله "واعلموا أن الله يحول بين المرءوقلبه"قال مجاهد في القرطبي"المعنى يحول بين المرء وعقله"
أ‌- تعريف(امرئ)في اللغة هو( العقل) وهي بأختلاف لكلمة(المرء):
لقوله (كل امرئ بما كسب رهين)
امرئ: مرأ المروءة كمال الرجولية مرؤ الرجل يمرؤ مروءة فهو مريء على فعيل و تمرأ على تفعل صار ذا مروءة و تمرأ تكلف المروءة و تمرأ بنا أي طلب بإكرامنا اسم المروءة وفلان يتمرأ بنا أي يطلب المروءة بنقصنا أو عيبنا و المروءة الإنسانية ولك أن تشدد الفراء يقال من المروءة مرؤ الرجل يمرؤ مروءة و مرؤ الطعام يمرؤ مراءة وليس بينهما فرق إلا اختلاف المصدرين وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى خذ الناس بالعربية فإنه يزيد في العقل ويثبت المروءة وقيل للأحنف ما المروءة فقال العفة والحرفة وسئل آخر عن المروءة فقال المروءة أن لا تفعل في السر أمرا وأنت تستحيي أن تفعله جهرا، و المرء الإنسان تقول هذا مرء وكذلك في النصب والخفض تفتح الميم هذا هو القياس ومنهم من يضم الميم في الرفع ويفتحها في النصب ويكسرها… وقد ورد في حديث الحسن أحسنوا ملأكم أيهاالمرءون قال ابن الأثير هو جمع المرء وهو الرجل ومنهقول رؤبة لطائفة رآهم أين يريد المرءونوقد أنثوا فقالوا مرأة وخففوا التخفيف القياسي فقالوا مرة بترك الهمز وفتح الراء وهذا مطرد..الخ
الشاهد:
أ- جاء لفظ "امرئ"في قوله "كل امرئ بما كسب رهين" منمروءته كصفة لتمام الرجولة أي عقله
- ففي مسند أحمد قال :حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ *
- فقال تعالى " لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه " للأفادة عن التفكر والعقل
ب- بعكس لفظ"مرء" فجاء من المرءون وهو الرجل قال تعالى( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه)
الخلاصة :في قوله تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين) جاء لفظ امرئ من مروءته أي عقله.
النتيجة :
- فالعقل هو سائق الجسد قال تعالى (وجاءت كل نفس معهاسائق وشهيدفالعقل هو سائق للجسد يأتي معالنفسيوم القيامة لقوله"حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون"
- والشهيد من الجوارح يشهد على عقله(سائق الجسد)ونفسه(صاحبة الهوى بالكفر والإيمان )
قال تعالى عن قولهما للجوارح (لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة) فخلق الإنسان أول مرة كان جسد(بعقل)، وروح (بنفس).
الشاهد:قال تعالى( سبحان الذى خلق الا زواج كلها مما تنبت الا رض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون)يس
ب- أما في قوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) تعريف النفس: في سنن الترمذي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِيفَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِ يوَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ وَعَائِشَةَ قَالَ أَبمو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالَ فَلْيَنْفُضْهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ *
الخلاصة :ففي مسند أحمد عن خلق الأنسان من الروح والجسد قال " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَالِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ادم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) الْآيَةَ قَالَ جَمَعَهُمْ فَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا ثُمَّصَوَّرَهُم ْفَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا…الخ
-وقال تعالى عن الخلق أول مرة " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(11)الأعراف ،
الخلاصة النفس جاءت بخلاف كل امرئ : في قوله تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين ) وقوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) فالعقل جاء سائق للجسد مع النفس
السؤال من الرهين أو الرهينة يوم أن تأتي الأنفس وتخرج الأجساد من الأرض لتتزاوج وقد أحاطت الخطيئه.
-في قوله تعالى( كل نفس بما كسبت رهينة)النفس(الروح) التي بداخل الجسد صاحبة الهوى
-في قوله تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين) الجسد( العقل سائقه)
تعريفالرهينة في اللغة : رهن الرهن معروف قال ابن سيدهالرهن ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أخذ منه يقال رهنت فلانا دارا رهنا وارتهنه إذا أخذه رهنا والجمع رهون و رهان و رهن بضم الهاء قال وليس رهن جمع رهان لأن رهانا جمع وليس كل جمع يجمع إلا أن ينص عليه بعد أن لا يحتمل غير ذلك كأكلب وأكالب وأيد وأياد وأسقية وأساق ..الخ وفي الحديث كل غلام رهينة بعقيقته…الخ ، قال ابن عرفة الرهن في كلام العرب هو الشيء الملزم يقال هذا راهن لك أي دائم محبوس عليك وقوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) و( كل امرئ بما كسب رهين ) اي محتبس بعمله ورهينة محبوسة بكسبها…. الخ قال ابن الأعرابي …الخ وكل أمر يحتبس به شيء فهو رهينه.
النتيجة :
ظلم النفس معنوي عقائدي كالشرك ويرجع لأمر النفس
وعمل السوء مادي صادر بأمر العقل سائق الجسد كما سبق الأشارة .
&- وفي صحيح مسلم : عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ ( أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ) فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ رُوعِيَ (أَنَّهَا النَّخْلَةُ) فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا فَإِذَا أَسْنَانُ الْقَوْمِ فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَلَمَّا سَكَتُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (هِيَ النَّخْلَةُ) ..الحديث
-&- وفي صحيح بن حبان ج1 ص 444:
…عن بن عرابة الجهني قال صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلممن مكة فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأذن لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال (شق الشجرة) التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر) قال فلم نر من القوم إلا باكيا ، قال" يقول أبو بكر إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه في نفسي".. الحديث
وفي صحيح البخاري: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ هُوَ ابْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَا لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ (وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ) قَالَا أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ *

النتيجة :
النفس هي قرين الجسد يوم القيامة عند الحساب أمام الله تعالى قبل جمعهما،وليس معهما أي أحد.
الشاهد:
-  قوله تعالى :"…اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا "
- وقوله تعالى ( ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ) وقوله تعالى ( وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا )
النتيجة الإنسان سيكون بمفرده في الحساب وليس معه أحد عندما يتطلع يمينه ويساره  لايجد إلا الأعمال المكتوبة المعلقة في عنقه التي كان كتباها الملكان ووضعاها له في عنقه عند موته في قبره فالإنسان في الحساب ليس معه أحد غير نفسه، لقوله تعالى"كَفَىبِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا"وقوله : (…اليوم تجزون ما كنتم تعملون هاذا كتابنا ينطق عليكمبالحق إن كنا نستنسخ ما كنتم تعملون).
الشاهد: في الصحيحين عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله (ص) : ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله ما بينه وبينه ترجمان, فينظر أيمن منه  فلا يرى إلا ما قدمه ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، بين يديه, فتستقبله النار, فمن استطاع منكم أن : يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل( أنتهى ).
- وفي قوله تعالى: " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14) الإسراء
في تفسير بن كثير ج3 ص 28قال معمر وتلا الحسن البصري ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ) يا بن ادم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتاب اتلقاه منشورا. ( اقرأ كتابك ) الآية فقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك(هذا من أحسن كلام الحسن رحمه الله)..إنتهى كلامه
الخلاصة:الأنسان ليس معه أحد في العرض غير نفسه، وكتابه ينطق عليه وتشهد جوارحه على عمله فعقله كان سائق لجسده في الدنيا ويسوقه أيضا في الآخرة إلى أرض المحشر (بعد أن يكون قد نبتت من الأرض بعد تلبسه بالروح)، وتأتي النفس التي كانت قد تركت جسدها من بعد الموت فالنفس هي صاحبة الهوى والإيمان وقد أفلح من زكاها وخاب من دساها، فإن كانت النفس لشهيد أو لنبي أو لصديق أو لرجل صالح فكانت منعمة من بعد أنفصالها من الجسد بالموت "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " أما النفس التي خابت فتأتي لأرض المحشر لتجادل مع السائق لجسدها يوم أن يجمع الله الخلائق لتتزاوج الأنفس  مع الأجساد (التي لم تحط بها خطيئتها)وذلك في يوم التغابن الذي لا يتساوى قيمة المبيع مع الثمن لسلعة الله الغالية وهي الجنة التي عرضها السموات والأرض بالقبول للعمل الصالح والعفو عن السيئات للدخل إلى الجنة.
الشاهد قال تعالى" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9) التغابن
ملاحظةيأتي الشرح لاحقا عن النفس وأنقسمها إلى نسمة وروح من بعد الموت "فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ "
في تفسير بن كثير ج3 ص 409 :
قال تعالى ( قل سيروا في الأرض فانظرواكيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) أي يوم القيامة ( إن الله على كل شيء قدير ) وهذا المقام شبيه بقوله تعالى"سنريهم آياتنا فيالآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" فصلت
في تفسير بن كثير ج4 ص 106:
في قوله تعالى"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم .."الآية
قال مجاهد والحسن والسدي ودلائل في أنفسهم قالوا وقعة بدر وفتح مكة ونحو ذلك  من الوقائع التي حلت بهم نصر الله فيها محمدا (ص)  وصحبه وخذل فيها الباطل وحزبه ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة …الخ أنتهي كلامه
معنى كلمة الأفاق في اللغة  لسان العرب :
-  أفق الأفق و الأفق مثل عسر وعسر ما ظهر من نواحي الفلك وأطراف الأرض وكذلك آفاق السماء نواحيها وكذلك أفق البيت من بيوت الأعراب نواحيه ما دون سمكه وجمعه آفاق وقيل مهاب الرياح الأربعة الجنوب والشمال والدبور والصبا وقوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) قال ثعلب معناه نري أهل مكة كيف يفتح على أهل الآفاق ومن قرب منهم أيضا ورجل أفقي و أفقي منسوب إلى الآفاق أو إلى الأفق الأخيرة من شاذ النسب وفي التهذيب رجل أفقي بفتح الهمزة والفاء إذا كان من آفاق الأرض أي نواحيها وبعضهم يقول أفقي بضمهما وهو القياس.
- وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه دخل على النبي وعندهأفيق قال هو الجلد الذي لم يتم دباغه..الخ
- و الأفق اسم للجمع وليس بجمع لأن فعيلا لا يكسر على فعل قال ابن سيده وأرى ثعلبا قد حكى في الأفيق الأفق على مثال النبق وفسره بالجلد الذي لم يدبغ قال ولست منه على ثقة وقال اللحياني لا يقال في جمعه أفق البتة وإنما هو الأفق بالفتح فأفيق على هذا له اسم جمع وليس له جمع و أفق الأديم يأفقه أفقا دبغه إلى أن صار أفيقا الأصمعي يقال للأديم إذا دبغ قبل أن يخرز أفيق والجمع آفقة مثل أديم وادمة ورغيف وأرغفة .، وقال ابن بري و الأفيق من الإنسان ومن كل بهيمة جلده…الخ ، قال الكميت الفاتقون الراتقون الآفقونعلى المعاشر ويقال تأفق بنا إذا جاءنا من أفق …الخ أنتهى
الشاهد : في قوله تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "
الأفيق والأفق : هو مما يتكون به الإنسان من بهيمة جلده (أي الجسد) فالأفاق من نواحي الأرض.
- والنفــس: هي التي بداخل الجسد"ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها
النتيجة :
العرض أمام الله في الآخرة سيكون أنفس وأجساد للفصل (وهم الضرباء والأمثال ) قال تعالى "وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة (7)الواقعة
الشاهد: قال الإمام أحمد حدثنا وكيع وأبو جعفر وعبيدة المعنى قالوا حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قام فينا رسول الله (ص)  بموعظة فقال إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا(كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )وذكر تمام الحديث أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة ذكره البخاري
الشاهد: -ففي خلق الإنسان قال تعالى "وخلقناكم أزواجا(8) النبأ
-وفي الآخرة قال"وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة" الواقعة
&_ قال تعالى عن الخلق أول مرة " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِادم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ))الأعراف
&-وقال تعالى عن الخلق في الآخرة "كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )
النتيجة:
&- ظلم النفس معنوي عقائدي كالشرك والكفر، ويقابله الإيمان والتقوى ومقرهم جميعا القلب قال تعالى "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) الشمس
&-وعمل السوء مادي صادر بأمر العقل(سائق الجسد)كالسرقة والفاحشة ويقابلها أعمال الخير كالصلاة والصوم وصلة الرحم.الخ قال تعالى" أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ(32)"الطور
النتيجة المرجوة:
-اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(45)العنكبوت
-وقال تعالى" التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة.
(له كماله لاحقا)
أنتهى
من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة
محمد مجدي رياض
- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَد ُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
- قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين(22) الزمر

هناك تعليقان (2):

  1. إيضاح البيان لأسرار القرآن عن أنشطار الانسان بين (نفسه ) وبين (جسده )
    يوم الحساب ( ليكونا أزواجا ) .... قال تعالى ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) الواقعة
    =======================================
    (يوم أن تحتج كل نفس ... ضد صاحبها عن ما فعله من جرم في الدنيا)
    كالسارق التي كانت نفسه تلومه وغير راضية عن فعله في الدنيا
    لتتبرأ النفس من صاحبها يوم القيامة لتنجو من النار .
    الشاهد:
    - في صحيح مسلم:الحديث عن طلب المؤمنين من الله تعالى الشفاعة لإخوانهم الذين في النار لأخراجهم منها فيرضى الله تعالى عن طلبهم

    قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) :.......(فتحرم صورهم على النار)
    السؤال :
    ماهو المقصود بتحريم صور الإنسان على النار؟ولماذا لم يقل الإنسان بالكلية
    الأجابة:
    هناك فارق بين خلق الأنسان وتصويره.
    الشاهد :
    قال تعالى : (وَلَقَدْ (خَلَقْنَاكُمْ) ثُمَّ (صَوَّرْنَاكُمْ) ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ )
    فهناك فارق بين خلق الأنسان(للجسد) وصورة الأنسان (وهي نفسه)
    التي ستحرم على النار كما جاء بالحديث(فيحرم صورهم على النار)
    —————————-.
    السؤال إذن :
    من له سلطه الأمر والنهي في الإنسان ؟ لمعرفه من هو المخاسب منهما عن قراره ليحاسب : النفس أم الجسد (العقل سائقه)
    بمعنى:
    - هل النفس هي التي تأمر على العقل(سائق الجسد)
    قال تعالى "أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ"

    - أم (العقل ( السائق للجسد) هو الذي يأمر على نفسه لينهاها اعن الهوى
    قال تعالى "أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ"... وبلوغ الحلم هو بلوغ سن العقل

    الخلاصة:
    · من المسئول أمام الله في الحساب (العقل سائق الجسد ) أم ( النفس صاحبة الهوى)؟
    لنعرف من ... من الزوجين (النفس أم العقل السائق للجسد) ) الناجي من النار كما جاء بالحديث (فيحرم صورهم على النار)

    الشاهد :
    قال ابن عباس في قوله تعالى"يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ " ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح و الجسد

    فتقول الروح:
    رب, الروح منك أنت خلقته, لم تكن لي يد أبطش بها, ولا رجل أمشي بها, ولا عين أبصر بها, ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به, حتى جئت فدخلت في هذا الجسد, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني.

    فيقول الجسد:
    رب,أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة, ليس
    لي يد أبطش بها, ولا قدم أسعى به, ولا بصر أبصر به, ولا سمع أسمع به, فجاء هذا كشعاع النور, فبه نطق لساني, وبه أبصرت عيني, وبه مشت رجلي, وبه سمعت أذني, فضعف عليه أنواع العذاب ونجني منه.
    قال: فيضرب الله لهما مثلا أعمى ومقعدا دخلا بستانا فيه ثمار, فالأعمى لا يبصر الثمرة والمقعد لا ينالها, فنادى المقعد الأعمى ايتني فاحملني آكل وأطعمك, فدنا منه فحمله, فأصابوا من الثمرة; فعلى من يكون العذاب؟قال: عليكما جميعا العذاب; ذكره الثعلبي (أنتهى)
    ==========================================
    التفاصيل على الرابط


    http://magdyriad.blogspot.com/2013/03/blog-post_3740.html

    ردحذف
  2. بسم الله ماشاء الله تبارك الله ولاحول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله صحبه وسلم تسليما

    ردحذف