الأربعاء، 5 يونيو 2013

إيضاح البيان لأسرار القرآن في سر النفخة التي ننفخها




 
النفخة بين النفع والضرر؟

س-ماهوالسر وراء النفخة التي ينفثها المعالج بالقرآن في المريض أثناء رقيته  ؟
س- ولماذا حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفخة الشيطان ونفثه ؟
س- ولماذا نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفخ في الطعام والشراب؟
 س- ولماذا حذرنا الله تعالى من اللاتي  ينفثن فيعقد الخيط؟وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ

الأجابة
لمعرفة الأجابة على هذه التساؤلات يجب أن نعرففي البداية مصدر قوة النفخة حيث جاءت النصوص الشرعية في تقسيم أوامر الله تعالى إلى قسمين:

أولا:أمر الله بالكلمة: وهو الأمر"بكن"
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم" خزائن الله الكلام, فإذا أراد شيئاً قال له كن فكان"
وقال تعالى "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"117البقرة

أمثله عما خلقه الله تعالى بالكلمة "كن":
&- القلم واللوح المحفوظ:
خلقهما الله بأمر الكلمة "كن "حيث كتب القلم بكل مايكون وسيكون إلى يوم القيامة من خلق الخلائق وأقدارهم.

&- خلق جسد عيسى عليه السلام من الكلمة"كن"ودليل ذلك كلمة الله التي ألقاها لمريم كانت لتخليق جسد عيسى عليه السلام قال تعالى"…إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ …"النساء
ولمعرفة أن الكلمة التي ألقيت لمريم (بواسطة الملك) كانت لتخليق جسد عيسى عليه السلام لقوله تعالى"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَاللَّهِ كَمَثَلِ ادم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)"آل عمران.

& - خلق الملائكة من الكلمة "كن": عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال: قالت الملائكة يا رب جعلت لبني ادم الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون فاجعل لنا الآخرة فقال لا أفعل فراجعوا ثلاثا فقال لا أجعل من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان.

النتيجة:
كلمة الله هي"كن" يلقيها جل شأنه بما شاء كقوله تعالى " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ….الآية" فكانت كلمة الله ألقاها لتخليق جسد عيسى عليه السلام لقوله تعالى"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَاللَّهِ كَمَثَلِ ادم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)"آل عمران.
وللكلمة ملائكة خلقهم الله بكن لتلقي كلام الله.
فعند الطبري لتفسير قوله تعالى "فالملقيات ذكرا" قال قتادة "الملائكة تلقي القرآن". (من اللوح للسماء الدنيا)
الخلاصة:
كلمة الله"كن " عليها ملائكة للألقاء كلام الله وأوامره.

ثانياً: أمر الله بالنفخ: وهو أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ:
- قال تعالى …." قل الروح من أمر ربي"
- وقال تعالى " أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا "الشورى
قوله تعالى" يلقى الروح من أمره"
فالروح أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ كقوله تعالى" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ …."السجدة

فالنفخ في اللغة جاء بمعني الروح،
والنفخ سمي روحا لأنه ريح يخرج من الروح ففيالتنزيل يظهر الأمر بالنفخ لعيسى في الطين: بقوله تعالى: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ"آل عمران)
وقال السهيلي( عند بن كثير)على أن المراد بقوله( قل الروح من أمر ربي ) أي من شرعه (أنتهى كلامه)

النتيجة أمر الله بالنفخ هو أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ
ففي التنزيل يظهر الأمر بالنفخ:
-  ففي قوله تعالى "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا …"الآية
- وقال تعالى:"..فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)مريم:،" قال أنا رسول ربك.."

الشاهد:
الملائكة الروحانيون هم القائمون على تنفيذ أوامر الله بالنفخقال تعالى "تعرج الروح والملائكة إليه فييوم كان مقداره خمسين ألف سنه"المعارج وقال تعالى"تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"
ففي تفسير القرطبي ج20 ص 113:
حكى القشيري أن الروح صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن إبن عباس (أنتهى).
- فقد روى الطبراني من حديث بن عباس قال قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”لجبريل على أي شيء أنت قال على الريح والجنود قال وعلى أيشيءميكائيل قال على النبات والقطر قال وعلى أي شيءملك الموت قال على قبض الأرواح الحديث
الشاهد:
- فأسرافيل عليه السلام : روى أحمد والترمذي من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال أبو هريرة: قال النبي “صلى الله عليه وسلم” إن الله لما فرغ من خلق السماوات خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخة…الخ
- وجبريل عليه السلام:في مسند أحمد قال: عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ “صلى الله عليه وسلم”وَسَلَّمَ لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَامِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ *(فالروح الأمين جبريل) القائم على الريح.
وقال تعالى "وكذلك أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا"فالقرآن الموحي به للرسول “صلى الله عليه وسلم” قال عنه" رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا " لكونه ينفث من الروحانيون(وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين)، وقد جاء في الحديث(تحابوا بذكر الله وروحه)
- وروح القدس عليه السلام (بحث مستقل بأن روح القدس لبس جبريل):
*- نفخة الأحياء:
ففي قوله تعالى "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا…"الآية
وقال تعالى"واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنآ إليهآ روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنمآ أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا)
ففي تفسير الطبري ج 14ص 177:
عن بن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"" سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم أسية" وقد خص الله مريم بما لم يؤته أحدا من النساء وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخفي درعها و دنا منها للنفخة فليس هذا لأحد من النساء وصدقت بكلمات ربها).
*- نفخة التأييد:"إذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ(110)المائدة
وعن ملك الموت عليه السلام:
ففي الحديث قال بن حبان في صحيحه عن أبي هريرة عن رسول اللهeقال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي إلىروح اللهفتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا يشمونه حتى يأتوا به باب السماءفيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من قبل الأرض ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم 
النتيجة :الروحانيين هم القائمون على تنفيذ أوامر الله بالنفخ
كالنفخ في الصور ونفخة التأييد ونفخة الأحياء ،والريح نفث (من روح الله)، والرحمة نفث من روح الله، والإيحاء(لكونه بنفث من الروح)،…الخ وكنفخ الروح للبشر .
ملاحظات: الروحانيون لهم نفخة والشياطين لهم نفخة.
الله خلق الروح في أجساد البشر لتحي بها، والسحرة  علمتهم الشياطين بأن ينفخوا وينفثوا من أرواحهم في أعمال الشرلعلمهم بقوة الروح.
قال تعالى"وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" الساحرات اللائى ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها،وشبهالنفخ كما يعمل من يرقي (أنتهى)
وروى النسائي عن أبي هريرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من عقد عقدة ثم نفث فيها, فقد سحر, ومن سحر فقد أشرك, ومن تعلق شيئا وكل إليه).
-وفي الحديث: عن أيوب بن حبيب انه سمع أبا المثنى يقول سمعت مروان يسأل أبا سعيد الخدري أسمعت رسول الله”صلى الله عليه وسلم”ينهى عنالنفخ في الشراب فقال نعم قال فقال رجل فإني لا أروي يا رسول الله من نفس واحد قال فأبن القدح عنفيك ثم تنفس قال إني أرى القذى فيه قال فأهرقه.
-وفي رواية للبخاري قال كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال يا ابن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير فقال ابن عباس لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله “صلى الله عليه وسلم” سمعته يقول من صور صورة فإن الله معذبهحتى ينفخ فيها الروحوليس بنافخ فيها أبدا ..."
- وفي الحديث "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ “صلى الله عليه وسلم”كَانَ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْهَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ…. "*رواه أبوداود وصححه الألباني في صحيح أبي داود  
الشاهد :الروحانيون لهم نفخة والشياطين لهم نفخة.
الخلاصة:قال تعالى "تعرج الروح والملائكة إليه فييوم كان مقداره خمسين ألف سنه"المعارج فالملائكة نوعان:
أولا:ملائكة أمر الكلمة: فهم مختصون بألقاء كلمة الله(فالملقيت ذكرا))قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” "خزائن الله الكلام, فإذا أراد شيئاً قال له كن فكان" فهناك نوع من الملائكة خلقهم الله بأمر الكلمة "كن" ينفذون أوامر الله ويلقون كلمة الله قال تعالى(فالملقيت ذكرا ) فالذكر هو اللوح المحفوظ الذي خلقه الله بالكلمة كن وكذلك القلم الذي كتب كل شئ بأمر الكلمة كن ، "فالتاليات ذكرا " هم  من الملائكة مكلفون لألقاء كلمة الله وأوامره، ولمعرفة أمر الله بالكلمة :قوله"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"، "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير"، ومثال لأمر ألقاء الكلمة :قوله تعالى"وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مريم"فالكلمة كن ألقيت لخلق جسد عيسى.


ثانيا:ملائكة أمر النفخة"روحانيون" وملائكة الكلمة لا يرونهم"
هناك نوع من الملائكة روحانيون(روح)موكلون لأوامر الله بالنفخالنفخ في الصور ونفخة الريح ونفخة الرحمة والسكينة ونفخة التأييد وقبض الأرواح، والإيحاء"كنفث من النفخة" فهم لا يلقون أمر الله وأنما ينفخونه .
الشاهد : ففي مسند أحمد بن حنبل ج5 ص 215 قال:حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ان أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول الله”صلى الله عليه وسلم”فأخبرت بذلك رسول الله “صلى الله عليه وسلم”فقال ان الروح لا يلقى الروح واقنع رسول الله”صلى الله عليه وسلم”رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي”صلى الله عليه وسلم”
الشاهد:الملائكة الروحانيون لا يلقون كلمة الله فالروح لا يلقى الروح فالنفخة لا تلقى وأنما تنفخ أو تنفث،فهناك صنف آخر للملائكة موكلون بالإلقاء وهم ملائكة ألقاء الكلمة "كالملقيات ذكرا".
الخلاصة: عن النفخة:
أما تكون مؤيدة من روح القدس للمؤمن
- أو مؤيدة من الشيطان للفاسد.

أولاً:نفخة الروحانيون
- فالنفخ جاء بمعنى الروح في اللغة فالروح أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ وقد خلق الله أرواحنافيعيد الراقي النفخ من روحه فينفث فيالمريض بقوة روحه الإيمانية الممتدة للسماء بالتأييد من روح القدس بتلاوة الراقي للقرآن، ليتم نزول الرحمة بالشفاء بأذن الله قال تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خســـــارا" الإسراء
الشاهد: في مسند احمد بن حنبل ج ص26 ، حديث ابي سعيد الخدري قال حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الملك يعني ابن سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله أني قد تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من الآخر كتاب الله عزوجل حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
تأييد الرحمن للمؤمنين بروح القدس:
-قال تعالى:(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ.."المجادلة
كقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام للشاعر حسان بن ثابت بأنة مؤيد من روح القدس ، لخوفه من أن يكون من حزب الشيطان لقوله تعالى "والشعراء يتبعهم الغاوون ….الآبة" فالغاوون من حزب الشيطان " لقوله تعالىإنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ...).
وقمة التأييد من روح القدس كان لعيسى عليه السلام قال تعالى (وءاتينا عيسى ابن مريم البيناتوأيدناه بروح القدس) البقرة ،
حيث كانت النفخة المؤيدة للأحياء والأبراء والشفاء قال تعالى "وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيْرِ بِإذْني فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي.."
ثانياً نفخة الشيطان:
 وهي متصلة بالساحر والحاسد والعاين …الخ ففيالحديث " عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ e يُصَلِّي صَلاةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا ثَلاثًا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ *رواه أبوداود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم 701
الشاهد:قال تعالى"وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" فيالتفسير الساحرات اللائى ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها،وشبه النفخ كما يعمل من يرقي (أنتهى)
- وروى النسائي عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من عقد عقدة ثم نفث فيها, فقد سحر, ومن سحر فقد أشرك, ومن تعلق شيئا وكل إليه).
-أما عن أتصال الشيطان روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قالإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فَإِذَا ﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا﴾ لِلَّذِي قَالَ ﴿الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَه،ُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنْ السَّمَاءِ».
- وقال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ *وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ )
- وقوله(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس
- وقوله"وَأنَّهُ كَانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ"
- قال تعالى ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ*تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ [الشعراء

النتيجة:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100)

من كتاب إجلاء الغمة من فكر الأمة
بقلم/محمد مجدي رياض
(أبو عبدالله)
- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
-قال تعالى" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئكفي ضلال مبين"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق