السبت، 8 يونيو 2013




حالة صعود نبينا المصطفي (ص) في الإسراء والمعراج:


&- ففي تفسير بن كثير ج3 /ص12 :
عن حديث الإسراء والمعراج قال:
قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة ""حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب Tحدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا أبو محمد راشد الحماني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
 عن النبي)أنه قال له أصحابه يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسرى بك فيها قال:
 قال الله عز وجل ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) الآية قال فأخبرهم:
 قال فبينما أنا نائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فأتبعته بصريحتى خرجت من المسجد الحرام فإذا أنا بدابة أدنى شبها بدوابكم هذه بغالكم هذه…إلى قوله..ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ..الخ
الشاهد :
قال محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة ص 246 :
حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول الله (ص) قال كانت رؤيا من الله صادقة وحدثني بعض آل أبي بكر أن عائشة كانت تقول ما فقد جسد رسول الله (ص) ولكن أسرى بروحه قال بن إسحاق فلم ينكر ذلك من قولها لقول الحسن أن هذه الآية نزلت( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) ولقول الله في الخبر عن إبراهيم ( إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى ) قال ثم مضى على ذلك فعرفت أن الوحي يأتي للأنبياء من الله أيقاظا ونياما فكان رسول الله (ص) يقول تنام عيناي وقلبي يقظان والله أعلم (أنتهي كلامه)

الشواهدعلى صعود النبي(ص)(بنفسه وروحه)إلى السماء بدون جسده:

أولاً-  كان الصعود للنبي(ص)إلى السماء بالمعراج،وهذا المعراج مخصص لصعود أرواح الموتى والملائكة من الأرض للسماء وموقعه من فوق المسجد الأقصى(ولذلك كانت رحلة  المصطفي(ص) إلى القدس للصعود بالمعراج )أنتهى

الشاهد :
في تفسير بن كثير ج3 /ص12:
قال في حديث الإسراء قال(ص) ثم أتيت بالمعراج الذي كانتتعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلائق أحسن من المعراج  أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج"
ولبيان تعريف المعراج بالقرآن: قال تعالى "وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ(33)الزخرف وكقوله(لتركبن طبق عن طبق)

&- ففي تفسير السعدي ج1 ص 885:
تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه"أي ذو العلو والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق الذي تعرج إليه الملائكة بما جعلها على تدبيرهوتعرج إليه الروح وهذا اسم جنس يشمل الأرواح كلها برها وفاجرهاوهذا عند الوفاة فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله فيؤذن لها من سماء إلى سماء حتى تنتهى إلى السماء التي فيها الله عز وجل ربها فتحيي وتسلم عليه وتحظى بقربه وتبتهج بالدنو منه ويحصل لها منه الثناء والإكرام والبر والإعظام وأما أرواحالفجارفتعرج فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلا يؤذن لها وأعيدت إلى الأرض ثم ذكر المسافة التي تعرج فيها الملائكة والروح إلى الله وأنها تعرج في يوم بما يسر لها من  الأسباب وأعانها عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير مع أن تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة من ابتداء العروج إلى بلوغها ما حد لها وما تنتهي إليه من الملأ الأعلى فهذا الملك العظيم والعالم الكبير علويه وسفليه جميعه تقد تولى خلقه وتدبيره العلي الأعلى.

&-ويقول القرطبي:
وقال تعالى "مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ(3)المعارج
ذكر الثعلبي عن مجاهد وقتادة والضحاك في قوله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أراد من الأرض إلى سدرة المنتهى التي فيها جبريل يقول تعالى يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا وقوله ( إليه ) يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه.الخ

&- ج3 ص 458 بن كثير:
قوله تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ) قال مجاهد وقتادة والضحاك النزول من الملك في مسيرة خمس مئة عام وصعوده في مسيرة خمسمائة عام ولكنه يقطعها في طرفة عين ولهذا قال تعالى ( في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )

ثانيا - ومن الشواهد على صعود النبي (ص) (بنفسه وروحه)فقط فلم يدخل أحد الجنة بجسده قبل يوم القيامة.
- ففي حديث الإسراء ثبت بأن رسول الله (ص)دخل الجنة ورأى قصورها في رحلة الإسراء.
الشاهد: - في كتاب البدء والتاريخ ج2- ص 107:
قال : عن ابى الزبير عن جابر قال كنا نحدث انه ليس أحد يدخل النار والجنة بجسده قبل يوم القيامة إنما هي أرواح في علين وسجين فإذا روحت النفوس وبعث من في القبور صارت الأرواح والأجساد إلى الجنة والنار.

ثالثاً: ومن الشواهد على صعود النبي(ص) (بنفسه وروحه )ذكر القرآن بأن رؤية نبينا(ص) لله تعالى كانت بقلبه:
- قال تعالى (ما كذب الفؤاد ما رأى)  وقوله ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس )
&- في تفسير الطبري ج27 ص 48:- قال حدثنا سعيد بن يحيى قال ثني عمي سعيد عبد الرحمن بن سعيد عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس في قوله(ما كذب الفؤاد ما رأى) قال رآه بقلبه (أنتهي كلامه)
د- قوله (ص) في حديث الإسراء " فإذا أنا بكهيئة خيال فأتبعته بصري" للدلاله على فصل النفس عن الجسد حيث يتبع النظر النفس وهي خارجة.
هـ قوله(ص) في حديث الإسراء "فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله عز وجل على صورته"أي كان حال آدم كحاله يوم خلقه الله(وحال آدم بأنه متوفى فقط أي روح ونفس مدمجة ولم يفصلا ليتحقق الموت)
- وفي الحديث عن محمد بن إسحاق بن محمد المسيني حدثنا أنس بن عياض حدثنا يونس بن يزيد قال قال بن شهاب قال أنس بن مالك كان أبي بن كعب يحدث أن رسول الله(ص)قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه..الخ (بن كثير ج3 /ص 11))
=================================

وقد نقل ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية أنهما قالا: إنما كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده، ونقل عن الحسن البصري نحو ذلك، ولكن ينبغي أن يعلم الفرق بين أن يقال: كان الإسراء مناما وبين أن يقال: كان بروحه دون جسده وبينهما فرق عظيم، وعائشة ومعاوية لم يقولا كان مناما وإنما قالا أسرِي بروحه ولم يفقد جسده وفرق بين الأمرين، فإن ما يراه النائم قد يكون أمثالا مضروبة للمعلوم في الصور المحسوسة فيرى كأنه قد عرج به إلى السماء أو ذهب به إلى مكة وأقطار الأرض وروحه لم تصعد ولم تذهب وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال، والذين قالوا عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتان: طائفة قالت: عرج بروحه وبدنه، وطائفة قالت: عرج بروحه ولم يفقد بدنه، وهؤلاء لم يريدوا أن المعراج كان مناما وإنما أرادوا أن الروح ذاتها أُسري بها وعرج بها حقيقة وباشرت من جنس ما تباشر به بعد المفارقة، وكان حالها في ذلك كحالها بعد المفارقة في صعودها إلى السموات سماء سماء حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى فيأمرها بما يشاء ثم تنزل إلى الأرض، فالذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أكمل مما يحصل للروح عند المفارقة، ومعلوم أن هذا الأمر فوق ما يراه النائم» الخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق