الجمعة، 4 أكتوبر 2013

إيضاح البيان لاسرار القرآن الكريم عن الفرق التي أختصها الله تعالى بعدم المرور من على الصراط المستقيم في قوله تعالى (وإن منكم الا واردها ) فمن هم هؤلاء ؟



من اسرار القرآن الكريم فرق أختصها الله تعالى بعدم المرور من على الصراط المستقيم يوم القيامة في قوله تعالى  (وإن منكم الا واردها ) فمن هم هؤلاء ؟
بمعنى السؤال :
س- هل كل البشر سيمرون  من على الصراط المستقيم يوم القيامة؟:
الاجابة:  لا .... فلن يمر جميع البشر من فوق الصراط المستقيم:  فمنهم :

1 - الكفار
قال تعالى( وإن الذين لا يؤمنون بالا خرة عن الصراط لناكبون"المؤمنون 
وذلك لدخولهم النار من قبل الحساب  ومد الصراط ، فهم المحجوبون عن رؤية الله تعالى في الآخرة.

-        2- فريق اختصه الله بعدم سماع حسيس النار والبعد عنها قال تعالى:
-       وقوله تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون (الأنبياء

التفاصيل للموضوع  في البحث التالي  

ينقسم البشر من بعد الموت وفي الآخرة إلى ثلاث أزواج : قال تعالى :"وكنتم أزواجا ثلاثة
فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة
وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة
والسابقون السابقون أولئك المقربون...."
الواقعة.
المقصود بالأزواج في قوله (كنتم أزواج)
أي(انفس وأجساد(لكل فئة من الثلاثة
قبل تزاوج الانفس والأجساد يوم الجمع
(إذا النفوس زوجت)


نبدأ اولا : بأزواج المشأمة:
--------------------------
قال تعالى "وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة "
معنى المشأمة في اللغة :
شأم الشؤم خلاف اليمن .. قال القطامي و الشأمة خلاف اليمنة و المشأمة خلاف الميمنة.
الشاهد: قال تعالى
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُم أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ"الوقعة
فالكفار هم أصحاب المشأمة، فهم الأشقياء المخلدون في النار لقوله تعالى:
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِير"التغابن.
النتيجة:
قد قدر الله لهذا الفريق بالشقاء المخلد في النار وكان لتغير النفس الأثر في الوصول إلى ما قدره الله تعالى، فبضلالتهم عن طريق الهدى يدخلون النار مباشرة ليخلدوا بالنار :

- ففي تفسيرالقرطبي ج1 ص 210:
لقوله (أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى)قال أبن عباس أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ومعناه استبدلوا واختاروا الكفر على ألإيمان الخ
- وقال تعالى( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل وما لهم من ناصرين) فبعد أن عرفوا الحق على لسان الرسل ضلوا عن طريق الهدى فحقت عليهم الضلاله بما قدر الله لهم في الأزل،قال تعالى "وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون "يونس
الشاهد: حكم الكفار الخلود في النار :
ولكن السؤال هل سيمرون على الصراط المستقيم
الإجابة: الكفار لا يمرون على الصراط المستقيم :
 فهم غير المخاطبون في قوله تعالى""وإن منكم إلا واردها ") لقوله تعالى:
"وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالا خرة عن الصراط لناكبون"المؤمنون
&_  وفي تفسيرأضواء البيان ج5 ص 345:
يقول المحدث المراد بالصراط الذي هم ناكبون عنه هو الصراط المستقيم الموصل إلى الجنة فالكفار ليس لهم أعمال توزن لكي يمروا من على الصراط المستقيم لقوله تعالى:
 " وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباّء منثورا"الفرقان
النتيحة :عدم مرورهم من على الصراط المستقيم في الآخرة لتساقطهم في جهنم من قبل الحساب ومد الصراط المستقيم:
الشاهد 1:على سقوطهم في النار قبل الحساب:
- في الحديث عند البخاري :عن أبي سعيد الخضري.. إلى قوله  (صلى الله عليه وسلم:
" ثُمَّ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ .
فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ.
 ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ.
حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا..إلى آخر الحديث
الشاهد : دخول الكافرين النار بدون لقاء الله
الشاهد2:
- قال تعالى"كلا إن كتاب الفجار لفى سجين ومآ أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه ءاياتنا قال أساطير الا ولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هاذا الذى كنتم به تكذبون "المطففين.
الشاهد: يوم القيامة هم محجبون عن رؤية الله يوم الحساب ليدخلوا النار بلا حساب ولا يمرون على الصراط.
الخلاصة : الكفار محجبون عن رؤية الله يوم القيامة ويدخلون النار بلا حساب فلا يمرون على الصراط.
- السؤال: ما المقصود بسجين في قوله تعالى"كلا إن كتاب الفجار لفى سجين ومآ أدراك ما سجين كتاب مرقوم"
في تفسيربن كثير ج4 ص 486 :
قال : في حديث البراء بن عازب في حديثه الطويل يقول الله عز وجل في روح الكافر اكتبوا كتابه في سجين ، وسجين هي تحت الأرض السابعة ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى ( ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وقال ها هنا ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين ) وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى:
( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا )…الخ الفرقان
- وقال تعالى ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) فيقول الله عز وجل أكتبوا كتابه فيسجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )الحج
وفي تفسير بن كثير ج4 ص83:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ….الخوإن أرواح آل فرعون في أجواف طيور سود تغدو على جهنم وتروح عليها فذلك عرضهاوقد رواه الثوري عن أبي قيس عن أبي الهزيل بن شرحبيل من كلامه في أرواح آل فرعون وكذلك قال السدي وفي حديث الإسراء عن رواية أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال فيه ثم انطلق بي إلى خلق كثير من خلق الله رجال كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم مصفدون على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)وآل فرعون كالإبل المسومة يخبطون الحجارة والشجر ولا يعقلون
· وفي القرطبي ج 15 ص 319:
وفي الحديث عن بن مسعود أن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تعرض على النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم وعنه أيضا إنأرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح كل يوم مرتين فذلك عرضها …..الخ وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن بن عمر قالقال رسول الله((ص ( إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي ( ثم تلا النار يعرضون عليها غدوا وعشيا )
· الخلاصة :
قال تعالى ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين ) وهي أسفل السافلين كما قال تعالى ( ثم رددناه اسفل سافلين )وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ) الفرقان
معني مقرنين في اللغة :
قرن الشيء بالشيء وصله به وبابه ضرب ونصر و قرنت الأسارى في الحبال شدد للكثرة قالالله"مقرنين في الأصفاد"و اقترضن الشيء بغيره .
السؤال:
هل كل الكفار في سجين من بعد الموت؟:
قال تعالى عن الكفار المكذبون بأياته:"……. الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ"الأعراف

الإجابة: لمعرفة ذلك يجب ان نعرف ان :
التصنيف لأهل المشأمة ينقسم إلى قسمين:
1- مكذب كافر .
2- و مكذب كافر مجرم (في قوله تعالى وكذلك نجزي المجرمين)

أولا: الكفار ألمكذبين :
وهم أصحاب الوجوه السوداء يوم القيامة فمنهم من استكبر ومنهم من ظلم نفسه بعد أن جاءه الهدى ومنهم جحد ومنهم صدف ومنهم أشرك ..الخ والآيات عديدة قال تعالى" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى  لِلْمُتَكَبِّرِينَ(60)الزمر
- قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ(31)الأنعام
- ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ.
في صحيح مسلم: عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين من نار يغلى منهما دماغه).
ثانياً الكفار المجرمون :
وهم أصحاب الوجوة الزرقاء ناكسو الرؤس.
- قال تعالى" يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ                                                         وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)طه
- يُعْرَف ُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) الرحمن
- وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجدة
ملاحظة:
جاء لفظ المجرم على عصاه موحدين أتتهم أيات الله ولكن أعرضوا عنها فأهل الجنة يتسألون"عَنْ الْمُجْرِمِينَ(41)مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42)قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ..الخ)
- وقال تعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ(22)السجدة
النتيجة: المجرمون يعرفون بسيماهم يوم القيامة حيث يحشرون ( زرقا ) وهم من الكفار المكذبون ولكنهم أشد وطأة ، فقد آتتهم آيات الله وتيقنت نفوسهم بوجود الله ولكنهم جحدوا وأستكبروا ، فأهلكهم الله بإجرامهم فتبين لهم الحق عند إهلاكهم ،فعرفوا قوة الله وعظمته في الحياة الدنيا وأنهم كانوا على باطل ويدخلون يوم القيامة أشد العذاب لجرمهم فمع هذه الآيات ومشاهدتهم لها كفروا بها وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "النمل"( فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين )

&- سنة الله في الذين أجرموا من الكفار في الدنيا :
- قال تعالى "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ(69)
- قال تعالى "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ(78)القصص
- "ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًامُجْرِمِينَ"يونس
- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ(54)الأنفال
جزاء المجرمون الظالمون عند الموت:
- قال تعالى (ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون)الأنعام
النتيجة :
المجرمون بمجرد الموت تعرض (أنسامهم ) على النار مباشرة قال تعالى" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" غافر
الخلاصة:
فالمجرمون الظالمون هم الفجار لقوله تعالى (كلا إن كتاب الفجار لفى سجين)فسجين خاصة بنسم الفجار من بعد الموت مباشرة والمجرمون هم الذين يعرضون على النار غدوا وغشيا فالفجار هم المجرمون أصحاب سجين فأرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح كل يوم مرتين.
ملاحظة:
عذاب القبر قائم على الكافر المكذب أما الكافر المجرم فنسمته سبقته إلى سجين
- قال تعالى " إن الا برار لفى نعيم وإن الفجارلفى جحيم)المصطفين
- قال تعالى(ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة) عبس .
ماهو حكم الله على الفجارالمجرمون"الظالمون" في الدنيا وفي الآخرة:
- فأهل سجين الذين سبقت أنفسهم إلى النار من بعد الموت قال تعالى"النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"غافر
- وقال تعالى: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْوَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(52)غافر

أولا : اللعنة في الدنيا:
&-قال تعالى عن فرعون"وَأَتْبَعْنَاهُمْ في هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ" القصص
&-وقال تعالى"وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ" .

&- وفي مسند أحمد قال:
" حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا جَهْلٍ وَقَدْ جُرِحَ وَقُطِعَتْ رِجْلُهُ قَالَ فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ بِسَيْفِي فَلَا يَعْمَلُ فِيهِ شَيْئًا قِيلَ لِشَرِيكٍ فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ يَذُبُّ بِسَيْفِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى أَخَذْتُ سَيْفَهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى قَتَلْتُهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ قَدْ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ قَدْ قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ قَالَ أَنْتَ رَأَيْتَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ آللَّهِ مَرَّتَيْنِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَاذْهَبْ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَهَبَ فَأَتَاهُ وَقَدْ غَيَّرَتِ الشَّمْسُ مِنْهُ شَيْئًا فَأَمَرَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ فَسُحِبُوا حَتَّى أُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ قَالَ وَأُتْبِعَ أَهْلُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً وَقَالَ كَانَ هَذَا فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ حَدَّثَنَا أَسْودُ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فِرْعَوْنُ أُمَّتِي *.
&- حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) قال لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
ثانيا : سوء الدار في الآخرة للمجرمين:
- قال تعالى" …وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"
- قال تعالى "إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ(47)القمر
ضلال في اللغة : ض ل ل ضل الشيء ضاع وهلك يضل بالكسر ضلالا و الضالة ما ضل من البهيمة للذكر والأنثى وأرض مضلة بفتح الضاد وكسرها وفتح الميم فيهما أي يضل في الطريق وفلان يلومني ضلة إذا لم يوفق للرشاد في عذله ورجل ضليل و مضلل أي ضال جدا …الخ.
-قال سيبويه الضلضل مقصور عن الضلاضل التهذيب الضلضلة كل حجر قدر ما يقله الرجل أو فوق ذلك أملس يكون في بطون الأودية. (سئل النبي عن ضوال الإبل فقال ضالة المؤمن حرق النار)
· - وفي كتاب التخويف من النار ج1 ص 103:
خرج الإمام أحمد من حديث ابن لهيعة عن دراج سمعت عبدالله بن الحارث ابن جزء الزبيدي قال"قال رسول الله( (ص:" إن في النار حيات كأعناق البخاتي تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموها إلى أربعين خريفا وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة وخرجه الحاكم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به وروى الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق عن ابن مسعود في قوله تعالى زدناهم عذابا فوق العذاب النحل 88 قال عقارب لها أنياب كالنحل الطوال وخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وفي رواية عنه قال زيدوا عقارب من نار كالبغال الدهم أنيابهما كالنخل خرجه ادم بن أبي إياس في تفسيره عن المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود وقول من قال عن عبدالله بن مرة عن مسروق أصح وخرج ابن أبي حاتم من رواية سفيان عن رجل عن مرة عن عبدالله في قوله عذابا ضعفا في النار ص 16 قال حيات وأفاعيوروى السدي عن مرة عن عبدالله في هذه الآية قال أفاعي في النار وروى ابن وهب عن يحيى بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحلبي عن عبدالله بن عمرو قال إن لجهنم لسواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت.
· - أما الشاهد على سوء العذاب للمجرمين في جهنم:
&- الحالة الأولى للعذاب:
فمن أهل الناريسمعون فيها ولهم فيها زفير وشهيق:
- قال تعالى : "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِلَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106)هود
- قال تعالى : " إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَاشَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ(7)الملك
&- الحالة الثانية من العذاب:
وهي أشد فهم لايسمعون (عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ) ولهم فقط زفير :
- قال تعالى : لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) الأنبياء
- وقال تعالى"وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا(97)الاسراء
- يقول الله تعالى للمجرمين يوم الحشر "وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ(59)يس
- لماذا امتازوا المجرمون عن الخلائق يوم القيامة ؟ (مثل فرعون وغيره)
- فقد سبقت نسم المجرمون (الأنفس )أجسادها من بعد الموت مباشرة إلى نار سجين لتعذب الأنفس فقط دون الأجساد في سجين .
- ويوم القيامة تنبت أجسادهم من الأرض فهي قادمة على المحشر بوجوة زرقاء منكسة الرؤس فأنفسهم سابقة لهم في النار فأمتازوا عن الخلائق ( ويأتي الشرح في الفارق بين النفس والروح)
معنى امْتَازُوا في اللغة (لسان العرب):
تميز القوم وامتازوا صاروا في ناحية وفي التنزيل العزيز ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) أي تميزوا وقيل أي انفردوا عن المؤمنين و استماز عن الشيء تباعد منه وهو من ذلك وفي حديث إبراهيم النخعي استماز رجل عن رجل به بلاء فابتلي به أي انفصل عنه وتباعد وهو استفعل من الميز ابن الأعرابي ماز الرجل إذا انتقل من مكان إلى مكان ويقال امتاز القوم إذا تنحى عصابة منهم ناحية وكذلك استماز.قال الأخطل فإلا تعيرها قريش بملكها يكن عن قريش مستماز ومرحل ويقال امتازالقوم إذا تميز بعضهم من بعض وفي الحديث لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل و التمايز أي يتحزبون أحزابا و يتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع يقال مزت الشيء من الشيء إذا فرقت بينهما فانماز و امتاز و ميزته فتميز ومنه الحديث من ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها أي نحاه وأزاله ومنه حديث ابن عمر أنه كان إذا صلى ينماز عن مصلاه فيركع أي يتحول عن مقامه الذي صلى فيه و تميز من الغيظ تقطع …الخ .، وفي التنزيل " لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ"الأنفال
- ميز الميز التمييز بين الأشياء تقول مزت بعضه من بعض فأنا أميزه ميزا وقد أماز بعضه من بعض ومزت الشيء أميزه ميزا عزلته وفرزته وكذلك ميزته تمييزا ف نماز ابن سيده ماز الشيء ميزا و ميزة و ميزه فصل بعضه من بعض.
- وفي التنزيل العزيز( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)الأنفال.
معنى يركمه في اللغة (لسان العرب) :
ركم الركم جمعك شيئا فوق شيء حتى تجعله ركاما مركوما كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشيء المرتكم بعضه على بعض ركم الشيء يركمه إذا جمعه وألقى بعضه على بعض وهو مركوم بعضه على بعض و ارتكم الشيء و تراكم إذا اجتمع … إنتهى
- قال تعالى" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَل ُالظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43)أبراهيم
- ففي البخاري : بَاب قِصَاصِ الْمَظَالِمِ :وَقَالَ مُجَاهِدٌ
( مُهْطِعِينَ ) مُدِيمِي النَّظَرِ وَيُقَالُ مُسْرِعِينَ ( لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ )
يقول : يَعْنِي جُوفًا لَا عُقُولَ لَهُمْ …*البخاري
(وهي حالة الفصل بين النفس والجسد وعذبهما) وله بحث مستقل كقوله تعالى :( ويحرم صورهم على النار)
للنفس فقط كقوله (خلقكم ثم صوركم )
الخلاصة :
في قوله تعالى :"وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون"الواقعة .
حكم الله تعالى على الأزواج لأهل المشأمة:
(الأنفس والأجساد):من بعد الموت مباشرة
فالمجرمون من الكفار تسبقهم أنفسهم لسجين"النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة…" الآية ويوم القيامة يمتازوا عن الخلائق (زرق ناكس الرؤوس أجساد وأنفس)
- في العرض قال تعالى"وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَاالْمُجْرِمُونَ(59)يس
- وفي سوء العذاب "إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ(47)القمر .
الخلاصة :
العبد مخيرا في السعي" وما خلق الذكر والأنثى(3)إن سعيكم لشتى(4)فأما من أعطى واتقى(5)وصدق بالحسنى(6)فسنيسره لليسرى(7) الليل
فالكافر يكافأه الله في الدنيا وفي الآخرة كنتيجة لسعيه على ما قدمه من عطاء مع كونه لم يتقي الله ولم يصدق بالحسنى .
- ففي تفسير بن كثير ج4 ص 83" :
قال بن أبي حاتم"عن …عن شهاب عن بن مسعود رضي الله عنه عن النبيe:قال"ما أحسن محسن من مسلم أو كافر إلا أثابه الله تعالى" قال قلنا يا رسول الله ما إثابة الله الكافر فقال إن كان قد وصل رحما أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة أثابه الله تبارك وتعالى المال والولد والصحة وأشباه ذلك قلنا فما إثابته في الآخرة قال (ص):عذابا دون العذاب وقرأ ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)ورواه البزار في مسنده عن زيد بن أخرم ثم قال لا نعلم له إسنادا غير هذا.
&- الفريق الذي اختصه الله بعدم سماع حسيس النار والبعد عنها قال تعالى( لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون).

 وقوله تعالى: 
( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) الأنبياء
لمعرفة ذلك نراجع الايات التالية لنعرف من هم المحاسبين ومن يدخلون الجنة بلا حساب ولايمرون على الصراط المستقيم( كالسبعون الف)
قال تعالى (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)  وهم الابرار أهل عليين :( ولهم بحث مستقل عن رواد أهل الجنة ):
من هم أهل جنة الفردوس(عليين)  وهل هم المبعدون عن النار ولا يسمعون حسيسها ؟
-  ومن هم أهل جنات عدن الأقل درجة من الفردوس قال تعالى "ومن دونهما جنتان"  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ أَسْفَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دَرَجَةً لَيَنْظُرُونَ إِلَى أَهْلِ عِلِّيِّينَ كَمَا تَنْظُرُونُ أَنْتُمْ إِلَى الْكَوْكَبِ الأَحْمَرِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ ، وَأَنْعَمَا "   حديث مرفوع 
-  ورواد  جنة عدن  الاقل من جنات الفردوس هل هم من المحاسبين يوم القيامة وهم المخاطبون في قوله تعالى  ( وإن منكم الا واردها ) أي نحن
-       الذي قال الله تعالى فيهم  : ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ( فاطر).وهل هم أهل جنات عدن الذي قال تعالى عنهم :  جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد
(ولهم بحث مستقل عن أهل جنة عدن الاقل درجة من  جنة الفردوس )
وهل السابقون السابقون هم المبعدون عن النار


التفاصيل على الرابط التالي
هل الجنة خلقت ام لا ومن هم روادها

أنتهى

من كتاب اجلاء الغمة من فكر الأمة
بقلم الفقير الى الله
محمد مجدي رياض عبد المنعم
ابو عبدالله
- قال تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"16الحديد
- قال تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكرالله أولئك في ضلال مبين(22)  الزمر




هناك تعليقان (2):

  1. 9 - ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم، ولواء إبراهيم، ولواء موسى إلى آخره، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم، كل شَكْلٍ إلى شكله.
    والظالمون والكفرة أيضاً يُحْشَرُونَ أزواجاً يعني متشابهين كما قال {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ(22)مِنْ دُونِ اللَّهِ}[الصافات:22-23]؛ يعني بأزواجهم يعني أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة، ويُحْشَرْ منكري البعث مع منكري البعث، ويُحْشَرْ منكري الرسالة وهكذا في أصناف.
    10 - ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله - عز وجل - الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار، فتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ(13)يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى}[الحديد:13-14] الآيات، فيُعْطِيْ الله - عز وجل - المؤمنين النور فيُبْصِرُون طريق الصراط، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور فيكونون مع الكافرين يتهافتون في النار، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله.
    11 - ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ويكون على الصراط، ويسأل الله - عز وجل - له ولأمته فيقول: «اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم». فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم وتَمُرُّ أمته على الصراط، كُلٌ يمر بقدر عمله ومعه نور أيضاً بقدر عمله، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله - عز وجل - له، ويبقى في النار يسقط في النار في طبقة الموحّدين من شاء الله - عز وجل - أن يُعَذبه.

    ردحذف
  2. وفِي التفسير : القول الثالث: أن المراد بـ (الورود) هو (المشارفة) و(المقاربة) وليس (الدخول) ولا (المرور)، ودليل من فسر الآية بهذا بعض آيات ورد فيها لفظ (الورود) بمعنى (المشارفة) و(المقاربة)، كقوله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم} (يوسف:19)، وقوله سبحانه: {ولما ورد ماء مدين} (القصص:23)، قالوا: (ورود) الماء لا يلزم منه الدخول فيه؛ لأن (الورود) في الآيتين، لو كان يعني (الدخول) فيه، لكان معناهما غير مستقيم، فتعين أن يكون المقصود بـ (الورود) فيهما (ورود) مقاربة ومشارفة؛ والذي يؤيد أن (الورود) بمعنى (المشارفة) و(المقاربة) قولك: وردت الماء إذا جئته، وليس يلزم أن تدخل فيه. ومن هذا القبيل قول زهير بن أبي سلمة:
    فلما وردن الماء زرقا جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم
    قالوا: والعرب تقول: وردت القافلة البلد، وإن لم تدخله، ولكن قربت من

    ردحذف